إسرائيل تقدم دليل إدانتها إلى مصر فى عملية تفجير رفح
القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان … مسلسل دموى مستمر ممول ومخطط صهيونياً وتتكرر وتتشابه الأحداث ورغم ذلك لا نتعلم ونعى الدرس جيداً وكانت البداية الخميس 2 أغسطس الجارى نشر على موقع "معا" الإخبارى خبر عنوانه "إسرائيل تطالب رعاياها بمغادرة سيناء على وجه السرعة" وندقق فى كلمة على وجه السرعة.
لنتأكد أن خيوط المؤامرة قد اكتملت وتحدد وقت ومكان التنفيذ ولم يبق إلا أيام وفعلاً بعد نشر الخبر بأربعة أيام وقع انفجار رفح فى منطقة حدودية كما حدث فى انفجار طابا لسرعة هروب الجناة لإسرائيل وكذلك فى انفجار شرم الشيخ المفتوحة على خليج العقبة مباشرة مما ييسر أى عملية هروب فورى عبر الخليج ورغم أن عملية رفح وطابا حدودية ومن المفترض أن تكون عشوائية وبالتالى فمن المنطقى أن يصاب أفراد من الجانبين ولكن الإصابات تقتصر على الجانب المصرى فقط مما يؤكد أنها مخططة بدقة من جانب إسرائيل باستخدام عملاء لها من أى جنسية متفق على تهريبهم على وجه السرعة لإسرائيل.
وقد قدمت لنا إسرائيل هذه المرة دليل إدانتها بادعائها العثور على الجناة وقتلهم وبهذا تكتمل خيوط المؤامرة بتفجير الجنود المصريين برفح وقتل الجناة على حد زعمهم بمجرد هروبهم إسرائيل لإخفاء كل معالم الجريمة والظهور بمظهر المعاون للمصريين أمام العالم بتسليمهم الجثث والذى سيكشف الطب الشرعى جنسيتهم بالطبع وقبل تحديد جنسيتهم يجب أن نعلم أن إسرائيل تعلم جنسيتهم تماماً ولها غرض معين فى تسليمهم فلو أثبت الطب الشرعى أن جنسيتهم أو جنسية معظمهم فلسطينية فيؤكد هذا أن إسرائيل استخدمت عناصر من الموالين لها بالأرض المحتلة لتحقق الغرض الصهيونى الأكبر لديها وهو زرع الفتنة بين مصر وفلسطين وإغلاق معبر رفح إلى مالا نهاية وتجريد فلسطين من أقرب المناصرين لقضيتها وقضية المقدسات بالأرض المحتلة وهى مصر.
وتأكيد مزاعمها بأن سيناء منطقة غير مستقرة بفضل العناصر الفلسطينية الهاربة إليها وبالتالى يسهل التدخل الدولى من أجل أمن إسرائيل وهذا هو الاحتمال الأكبر الذى يؤكد دون شك أن إسرائيل وراء هجمات رفح وقد بدأت فعلاً بعض المواقع بنشر أخبار مصدرها مصادر أمنية وطبية كما يذكروا أن الكشف الظاهرى بمستشفى العريش العام عن الجثث التى سلمتها إسرائيل وعددها ستة يظهر أنهم فلسطينيون ومنها بالطبع تناقلت المواقع خبراً مستنتج من هذا نصه " عناصر فلسطينية متورطة فى الهجوم الإرهابى على رفح " وبهذا انتهت القضية بالنسبة لهم واتجهت الأسهم نحو الفلسطينيون وترك الجانى الحقيقى حراً طليقاً كما ترك فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ ولم نتعلم الدرس وأقول لهؤلاء أيها السادة المحترمون هذه جثث مسلمة من إسرائيل وضعوا أمامها مليون علامة استفهام وكما يقولوا " الحدق يفهم" وانتهى الدرس ياغبى .
ورغم أن النظام السابق كان يعلم علم اليقين من هى الدولة التى تمول الإرهاب وتنشر الفزع بسيناء ولكنه كان يخشى مجرد توجيه الاتهام لإسرائيل حفاظاً على اتفاقية السلام والذى اتضح أنها كانت الشماعة الذى نعلق عليها خضوعنا باستجابتنا للدولة الصهيونية بعدم تعمير سيناء وزرعها بالبشر وهى خير وسيلة للدفاع عنها وتأمينها وفرض واقعاً جديداً يفتح باباً لإعادة النظر فى بنود اتفاقية السلام وتغيير خطة تسليح سيناء للحفاظ على الكيان البشرى ولكن كان من نتيجة تفريغ سيناء وإهمالها شعباً وأرضاً كما خطط الصهاينة سهولة اختراقها أمنياً من قبل عملاء إسرائيل كما حدث فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ ورفح واتضح بعد ثورة يناير أن إسرائيل هى التى تخشى نقض المعاهدة لأن مكاسبها تعادل أضعاف أضعاف المكاسب المصرية من المعاهدة وأصابها الرعب من الثورة خشية وجود نظام يلغى هذه الاتفاقية .
ونعود لمسلسل التفجيرات الصهيونى لنربط بين حلقاته وكأننا أمام أحد المسلسلات الرمضانية التى فرغت عقولنا من أى فكر والذى أنفق عليها ما يزيد على المليار جنيه من أموال هذا الشعب البسيط الطيب الذى يحاول هذا الإعلام الفلولى والمتصهين القضاء على ما تبقى له من فكر ورجاحة رأى ليدخل فى دوامة وظلام دامس لا يميز فيه بين الحق والباطل ولا يعرف الصديق من العدو فيتحول للقضاء على نفسه بنفسه فى حروب أهليه والقضاء على عروبته بزرع الحقد والضغينة على إخواننا فى فلسطين الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن مقدساتنا ويواجهون أعتى دكتاتورية ودموية فى العالم ويقتّلون ليل نهار وبدلاً من توجيه سهامنا للجلاد نوجهه للضحية دون أن ندرى.
والمستفيد الوحيد من زعزعة الاستقرار بسيناء هى الدولة الصهيونية لإيهام العالم وشعب الدولة الصهيونية نفسه الذى أكد أكثر من 80% منه أحقيتهم بالعودة لسيناء فى آخر إحصاء بأنه لا أمان لسيناء إلا بعودة الصهاينة إليها وثانياً لضرب السياحة بسيناء لأن ضرب السياحة بسيناء ومصر عامة يصب فى صالح إسرائيل حيث يتجه إليها السائح مباشرة كأقرب دولة سياحية مجاورة لمصر وثالثاً لاستمرار سياسة التجويع والحصار للشعب الفلسطينى بالإغلاق النهائى لمعبر رفح ولقطع أى صلة لهم بالعالم حتى الموت جوعاً ورابعاً لاستغلال الظروف الحالية فى مصر من وجود فلول النظام السابق ووجود تيار معادى للثورة المصرية ونجاحها فى وضع البلاد فى أول طريق النجاح بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وقرب اكتمال الدستور فى خلال شهرين أو ثلاثة يعقبها انتخاب مجلس الشعب وتعود كافة المؤسسات لقوتها ويعود للدولة كيانها ويعتمدون على الأبواق المسمومة بمصر الممولة صهيونياً التى ستربط بين هذا الحادث وبين الإسلام لتشويه صورة المسلمين فى مصر والعالم بأسره وبالتالى سيظهر النظام فى موقف المدافع بدلاً من البحث عن الأيدى الصهيونية التى تنشر الفساد والإجرام فى العالم بأسره وخامساً لإظهار مصر وسط العالم بموقف العاجزة عن حماية سيناء فيتدخل العالم لحمايتها من أجل أمن الدولة الصهيونية وقد أذاعت القناة الخامسة للتليفزيون الفرنسى تقدم فرنسا بمشروع لطلب إشراف دولى على سيناء بطلب الرقابة الدولية لأمن سيناء .
ومهما استمر إفسادهم فإن الله لهم بالمرصاد كلما عادوا لإفساد عاد سبحانه وتعالى لانتقام " وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً" الإسراء 8 ونبشرهم بأن صحوة الربيع العربى تؤكد أن الشعوب العربية أذكى مما يتخيلوا ولن ننخدع بإعلامهم المزروع بأوطاننا وسنكشف عملائهم ونحاكمهم وننتقم منهم على ترويع أمن شعوبنا والتحريض على قتل أبنائنا " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " المائدة 64.