Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

«التل» قبل أن «يختل»

 «التل» قبل أن «يختل»

 

 

بقلم : محمود كامل

 

الشهور طالت كثيرا عن المألوف،و يواجه الاقتصاد المصري مأزقا يحتاج إلى مشاركة كل القدرات الاقتصادية الوطنية – وهي قادرة- في وضع حلول لإنهاء ذلك المأزق الذي زاد عن حده، رغم كل القدرات المصرية الهائلة التي لم يقترب منها أحد لاستغلالها حتى الآن، حتى ليبدو الأمر وكأن «الفقر» قدر مكتوب على المصريين، وهو ما ليس صحيحاً .. بالمرة !!

 

ورغم أن الناس قد خرجوا في ثورة يناير لإسقاط الفساد والقهر، إلا أن الثورة التي قامت، ونجحت بغير قيادة محددة الأسماء لم تستطع أن تضع للجميع «بروازاً» للإصلاح لا يخرجون عنه، مما أتاح الفرصة للفلول والغوغائية الجاهلة للسيطرة على الشارع، وتوجيه أشرعة المركب إلى حيث لا يشتهى الناس الذين هم الثورة.. وهم الثوار.. كعادتهم. وما أكثر الانتهازيين الذين قفزوا على الدفة لتوجيه المركب إلى حيث لا يريد هؤلاء الناس، وكان الإخوان كعادتهم هم «بهلوانات القفز» على الدفة استغلالا لفرصة الركوب دون جهد في بناء المركب أصلا أو جهد في «تفويج» الركاب الذين اندهشوا من وجود قبطان لا يعرفونه ومعه «خبراء دفة» لم يلتقوا بهم أصلا قبل ذلك .

 

 

ولأن الموقف الاقتصادي المصري الحالي لم يعد يتحمل فوضى المركب والقبطان، فإن المطلوب الآن- لصالح الأمة المصرية- هو أن يتولى قيادة المركب قبطان حقيقي، وبحارة حقيقيون يتقون الله فيما يفعلون بعيدا عن انتهازية الأحزاب المصرية التي تتلمظ الآن للحم مصر الحرام، في نسيان تام لمصر الأم التي رعتهم حتى كبروا.. وليتها ما فعلت !

 

إن وصول الاحتياطي النقدي لمستوى الـ 15 مليارا فقط من 36 مليارا منذ عام مضى هو علامة خطر تنذر بالكثير، فليس معقولا أن يكون هذا الاحتياطي هو مصدر مرتبات الموظفين واستيراد الاحتياجات، ذلك أن المثل الشعبي – ناتج الحكمة الطويلة – يقول: (خد من التل.. يختل) ذلك أن التل النقدي هو حصيلة لجهد شعب بأكمله، احتفظ به للأيام (السودة) التي أتت لنا فجأة وعلى غير ميعاد، عقب ثورة قامت أصلا لأنها الأيام (السودة) بحثا عن ضوء يضيء لمصر الطريق لما تستحق «قيمة وقامة» وأملنا في الله كبير في أن تشرق الشمس بزوال السحب رمادية اللون لتحملها الرياح إلى أرض أخرى ليست هي أرض مصر!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله