بغداد "المسلة" ….. فراس الكرباسي … عقدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مؤتمراً صحفياً بعد انتهاء الزيارة المليونية التي شهدتها مدينة الكاظمية المقدسة في الذكرى السنوية (1254) لاستشهاد الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام".
وأكد خلاله الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ أن عدد الزائرين الذين توافدوا لإحياء مراسم ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" بحدود (12) مليون زائر زحفوا نحو العتبة المقدسة قبل أيام من الزيارة لحين بلوغ يوم الذروة ظهر امس الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رجب 1437هـ الموافق 3 أيار 2015م، وبيّن أن أكثر من (25) ألف زائر توافدوا من دول عربية وإسلامية.
وأضاف الدباغ أن عدد الإعلاميين المشاركين بلغ عددهم (200) إعلاميا و (46) محطة فضائية دولية ومحلية نقلت وقائع مراسم الزيارة نقلاً مباشراً. وأثنى على الجهود التي بذلت في الزيارة المباركة قائلاً " نحمد الله ونشكره على ما أنعم وتفضل علينا بإتمام الزيارة بأفضل وأكمل وجه وسلامة، حيث كانت هناك جهود متميزة ومضنية لقواتنا الأمنية في خدمة الزائرين الكرام وتجسير وصولهم إلى العتبة المقدسة سواء في داخل بغداد وخارجها، فضلاً عن تضافر جهود خدام العتبة الكاظمية المقدسة وخدام العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والمتطوعين ودوائر ديوان الوقف الشيعي والدوائر المؤسسات الخدمية الأخرى، وكلنا نعلم أن هذا لم يحصل لولا الوقفة الشجاعة للقوات الأمنية والحشد الشعبي في جبهات القتال ونحن مدينون لهم ولمواقفهم في ضمان سلامة هذه الزيارة وأن يوفقهم لخدمة بلدنا العزيز".
من جهته، صرح رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي "الزيارة مظهر حضاري وأخلاقي رفيع يجب على الجميع أن يتوجه إلى معانيه وجانبه الدقيق حتى يستفيد الجميع من هذه المواسم ونرتقي بإنسانيتنا وبأخلاقنا إلى مستوى المزور الذي نزوره، وعندما يتوجه الناس إلى باب الحوائج موسى بن جعفر في ذكرى استشهاده لا بد للسائرين إلى حضرته أن يستذكروا حياة هذا الإمام المسموم المعصوم ويتعض من سيرته المباركة.
وعن المفاهيم الأخلاقية التي يتسم بها زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام" أوضح الموسوي،إن "هذه الحركة البشرية تلقائية غير موجهة ببرامج حكومية ولا سياسية ولاحزبية، وإنما الناس توافدوا بشكل طوعي شوقاً واحتراماً وحباً، وأن هذه الزيارة تختلف عن غيرها، لأن أجوائها تسودها المحبة والخدمة التي تقدم للملايين، وهذا الأمر لانجده في الاجتماعات البشرية المماثلة لأي مناسبة أخرى في الأرض، لذا علينا ان نستغلها جميعاً لنرتفع برسالتنا وننهض بمستوى أخلاقنا إلى مستوى التعايش والاحترام المتبادل. وأكد الموسوي أن "تدفق هذه الحشود الزائرة يدل على أن أبناء شعبنا الكريم أناس يحملون رسالة الحب لأل النبوة، التي يجتمع على وجوبها كل المسلمين، هناك محاولات بائسة وفاشلة أراد من خلالها الإرهاب أن يزعزع ثقة الزائرين إلا إنها زادتهم شجاعة وإصرار وتصميماً على المضي قدماً نحو إتمام الزيارة المباركة للإمامين الجوادين "عليهما السلام".
وشهدت مدينة الكاظمية،صباح امس الثلاثاء ، مراسم التشييع الرمزي لنعش سابع الأئمة الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وسط أجواء يسودها الحزن والأسى خيمت سماء هذه البقعة الطاهرة، وسط حضور إيماني مستذكراً إمامه كاظم الغيظ "عليه السلام" وما تعرض إليه من قبل حكام وطواغيت بني العباس من أساليب همجية وهو في قعر سجون هارون العباسي وظلم مطاميره.
حيث انطلق تشييع النعش الرمزي نحو مرقدي الإمامين الكاظمين، محفوفاً بالحشود الهائلة عبر مسيرة إيمانية، حُمل على أطراف اﻷصابع ليُعانق عنان السماء.
واستقبل بالخشوع والهيبة وذرف الدموع من قبل المعزين بالهتافات وصرخات الولاء لصاحب الذكرى الأليمة، وشارك في إحياء هذه المراسم أبناء مدينة الكاظمية المقدسة يتقدمهم شيوخها ووجهائها فضلاً عن العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية.