البترا "المسلة" …. شهدت الفنادق السياحية بمدينة البترا، تراجعا شديدا في نسب الإشغال وصل إلى أقل من 30 %، في هذه الفترة من العام الحالي، التي تعتبر ذروة النشاط السياحي، بالمقارنة مع ذات الفترة من الأعوام السابقة، والتي كانت تبلغ حومالي 95 %.
ولم يخف العاملون في القطاع الفندقي في مدينة البترا قلقهم من استمرار تدني وانخفاض نسبة "الأشغال الفندقي" عن معدلاتها، والذي بات يهدد مزيدا من منشآتهم ذات التصنيف السياحي بالإغلاق، لافتين إلى أن التواصل في انخفاض نسب الإشغال في القطاع الفندقي سيؤدي إلى تقلص السيولة، وارتفاع معدلات البطالة، فضلا عن الخسارة المتواصلة للفنادق.
وأشاروا إلى أن استمرار الوضع الحالي وتراجع أعداد الزوار بشكل عام والسياح الأجانب بشكل خاص، إلى جانب عدم مبيت زوار اليوم الواحد وارتفاع التكاليف التشغيلية، وأسعار مدخلات المنتج السياحي يؤثر على تنافسية القطاع مع دول الجوار.
وكانت 10 فنادق من مختلف التصنيفات اغلقت أبوابها العام الماضي ، لعدم تغطية عائدات أشغال فنادقهم لمصاريفهم ، ما رتب خسائر فادحة على أصحابها.
وأرجع مستثمرون في قطاع السياحة سبب التراجع الحالي، وسوء الأوضاع في القطاع وانخفاض أعداد السياح خلال الفترة الحالية، إلى الانعكاسات السلبية جراء التوترات والظروف الأمنية التي تعيشها مناطق الإقليم الملتهب، وهو ما من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني بشكل كبير.
وبين رئيس جمعية الفنادق في البترا خالد النوافلة أن نسبة الإشغال بفنادق البترا بلغت 30 %، خاصة وأن هذه الأشهر تعتبر مواسم ذروة النشاط السياحي والتي يفترض أن تكون فيها نسبة الأشغال 90 %، موضحا أن هناك تراجعا حادا في نسب الإشغال السياحي بالفنادق، انعكس سلبا على القطاع الاقتصادي ككل.
وأوضح أن ذلك يعود لعدة عوامل منها الوضع الراهن في المنطقة والتأثير المتأتي من قرارات وإجراءات العقبة من خلال فرض نظام دخول جديد يخص المعبر ويستهدف الأفراد وليس المجموعات السياحية، ما أدى لتراجع السياحة وانخفاض نسبة الإشغال في الفنادق.
واعتبر النوافلة أن مدينة البترا وفنادقها الأكثر تأثرا مقارنة مع بقية الأماكن السياحية في المملكة، مشيرا إلى أن استدامة العمل في فنادق البترا في ظل التراجع الكبير للسياحة واستمرارية تدني نسب الإشغال، يشكل خسارة كبيرة لأصحابها.
ودعا الحكومة إلى ضرورة الالتفات الجاد للقطاع السياحي وقضية الفنادق في البترا، من خلال حزمة متكاملة ومنافسة يتم الترويج لها، على غرار العديد من الدول السياحية، لجعل الأردن مقصدا سياحيا دائما للزوار واستغلال ظروف الدول التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي، وجلب سياحتها إلى المملكة بهدف تحسين معدلات الإشغال بالمنطقة.
ويشير رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في البترا سليمان الحسنات إلى أن تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى البترا أثر سلبا على الواقع السياحي والنشاط الاقتصادي في اللواء، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الفائدة المتأتية من السياحة على القطاع وأبناء المجتمع المحلي.
وبين الحسنات أن استمرار أزمة الفنادق دون وضع الحلول الجذرية لها، أمر ينذر بأزمة اقتصادية على مجتمع المدينة الذي يعتمد غالبية أبنائه على وظائف المنشآت السياحية والفندقية.
ويرى أن "التوترات الإقليمية المحيطة يمكن استثمارها لجلب السياح إلى الأردن وخاصة في مدينة البترا، لأن هناك فرصة واعدة أمام السياحة الأردنية لجعل التحديات التي تواجهها مناسبة، ويمكن استثمارها لجلب السياح إليها بصفة المملكة دولة مستقرة وآمنة"، لافتا إلى أهمية الدعم الحكومي للقطاع السياحي في هذه الظروف وزيادة مخصصات الترويج والدعاية السياحية، لما يشكله هذا القطاع من رافد مهم للاقتصاد الوطني.
إلى ذلك، أشار مدير محمية البترا الأثرية ونائب رئيس سلطة إقليم البترا عماد حجازين إلى أن فنادق البترا تأثرت بشكل كبير نتيجة تراجع عدد زوار المبيت وانخفاض أعداد السياح الأجانب بحدود 35 % إذ تعتمد المدينة على السائح الأجنبي في المرتبة الأولى، حتى وصلت نسبة الإشغال في فنادقها من 15-30 % وبالتالي أدت إلى شلل في الحركة الاقتصادية في المدينة.
وأوضح حجازين أن "80 % من إجمالي زوار اليوم الواحد للمدينة الأثرية لايبيتون فيها، فيما يشكل سياح المبيت 20 %، محذرا من أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العام الحالي ستشهد المنطقة مزيدا من الاغلاقات في الفنادق، بعد أرقام النشاط السياحي لشهر 4 من العام الحالي والتي جاءت صادمة وسيئة، قياسا مع شهر 4 من العام الماضي".
وأكد أن المنطقة بحاجة إلى هوية ورسالة جديدة في حملة تسويق بترا، من خلال استهداف أسواق جديدة متمثلة في جنوب شرق آسيا والأجانب والعرب المقيمين في دول الخليج وعرب الـ"48"، فهم الأقرب للمنطقة ولديهم معرفة بأوضاع الأردن والاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به، بعد أن أغلقت بعض مناطق الإقليم حولنا للخروج من الأزمة، خاصة ونحن مازلنا نعتمد في التسويق باستهداف الأسواق التقليدية الأوروبية والأميركية وغيرها وهذه الأسواق تأثرت في الوضع الراهن في المنطقة.
وبين أن مجلس ادارة الإقليم يسعى حاليا لزيادة أعداد سياح المبيت في المدينة من خلال تقديم عدة حوافز وعروض بالتعاون مع مكاتب السياحة والسفر خلال الفترة المقبلة تتمثل في تقديم عروض خصم لدخول البترا والمبيت فيها إذ سيحصل الزائر على خصم أكثر بحسب عدد أيام المبيت.