تبدأ عام 2014.. والمقاعد محجوزة بالكامل عاما
إذا كنت قد سئمت وجهات السياحة الأرضية، ولم تعد تثيرك الجزر الكاريبية ولا السواحل اللازوردية.. وإذا كانت المدن الأوروبية تشعرك بالضياع وتسبب لك الصداع، وأخبار الشرق الأوسط تصيبك بالرعب والإحباط، فليس أمامك غير حل واحد هو السفر إلى خارج هذا العالم، أي إلى الفضاء.
حتى الآن أقبل على الفكرة نحو 530 شخصا من أنحاء العالم، ودفع كل منهم مقدم ثمن الرحلة، وهو مبلغ 20 ألف دولار، يمثل 10%، من قيمة الرحلة البالغة 200 ألف دولار. وهذا العدد من سياح الفضاء يزيد عن كل أعداد رواد الفضاء الذين انطلقوا خارج الغلاف الجوي في تاريخ العالم، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
وبداية من العام المقبل أو من عام 2014، سوف تبدأ أولى رحلات السياحة الفضائية على متن الطائرة الصاروخية المكوكية "فرجن سبيس شيب 2" التي تنطلق من منصة طائرة تشبه في شكلها طائرتين ملتصقتين عبر جناح وسطي.
ويطلق على الطائرة حاملة المكوك الفضائي اسم "وايت نايت 2"، ومهمتها حمل "سبيس شيب 2" إلى ارتفاع قريب من سطح الغلاف الجوي ثم إطلاقها والعودة إلى الأرض. وتهبط سبيس شيب بعد كل رحلة على مدرج المطار الخاص بها في نيومكسيكو، على غرار هبوط المكوك الفضائي في برنامج ناسا السابق. وتشرف على البرنامج شركة "غالاكتيك" التي أسسها رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، الذي يملك، ضمن مشروعات متعددة أخرى، شركة "فرجن" للطيران.
وقد حضر برانسون معرض "فارنبره" الأخير مع نموذج من طائرته الفضائية لكي يؤكد أنه سوف يكون، مع ابنه وابنته البالغين، على متن أول رحلة إلى الفضاء في عام 2014. كما ذكرت مصادر الشركة أن أكثر من 530 تذكرة بيعت بالكامل لسياح يريدون الذهاب إلى الفضاء بثمن يبلغ 200 ألف دولار للسائح الواحد. وتحمل الرحلة الواحدة ستة ركاب (بالإضافة إلى طاقم قيادة مكون من طيارين).
ويعني هذا أن رحلات أول عام للسياحة الفضائية تكون محجوزة بالكامل، كما تكون الشركة قد حققت بالفعل إيرادا يبلغ مائة مليون دولار من قبل أن تبدأ رحلتها الأولى إلى الفضاء! وتستغرق الرحلة الفضائية نحو ساعتين ونصف الساعة، تتخللها مرحلة انعدام وزن تستمر لمدة ست دقائق. ويسبق كل رحلة برنامج تدريبي لمدة أسبوع تنظمه الشركة بالقرب من موقع الانطلاق في «نيومكسيكو» الأميركية. واستثمرت سلطات نيومكسيكو نحو 200 مليون دولار في إعداد موقع الانطلاق وممر طوله 3000 متر مخصص لإطلاق رحلات الفضاء واستقبال عودتها.
وهناك عدد من المنافسين في السوق لفكرة السياحة الفضائية، ولكن برنامج "غالاكتيك" يتقدم على المنافسة في التوقيت، وسوف يكون الأول إلى الفضاء. ومن بين هؤلاء المنافسين هيئة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تخطط لاستخدام مركبة اسمها "إكس 34" لحمل الأقمار الصناعية إلى الفضاء ثم العودة. لكنها لا تحمل سياحا ولا حتى رواد فضاء، لأنها تطير بلا طيار.
وتعتزم شركة "غالاكتيك" تسويق أنشطة أخرى، بالإضافة إلى السياحة الفضائية، تشمل الرحلات العلمية وإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة. وقد حجزت هيئة الفضاء الأميركية «ناسا» رحلات مستقبلية مع مركبة "غالاكتيك".