الإعلان عن الشركات الفائزة في أكتوبر وبداية الانطلاق في العام المقبل
وتتجه السعودية الى تطبيق سياسة "السماء المفتوحة" وهو ما يجذب إهتمام شركات الطيران الكبرى في الخليج ويعزز الآمال في إنتهاء حقبة تميّزت بتدني مستوى الخدمة وتكدس الرحلات الجوية.
فالخياران الوحيدان للسفر جوًا داخل البلاد هما شركة الخطوط الجوية السعودية الناقلة الوطنية وطيران ناس الناقلة الخاصة الاقتصادية وكلاهما يواجه صعوبة في تلبية الطلب. وفي بيان رسمي لها، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنه تم تأهيل 7 شركات من أصل 14 شركة تقدّمت بطلبات للحصول على رخص لتسيير رحلات طيران داخلية ودولية في السعودية. وهي شركات مملوكة بالكامل لسعوديين أو لشركات خليجية أو إتحادات سعودية خليجية أو شركات سعودية صينية.
ولم يكشف عن أسماء المتقدّمين، لكن الجهات المختصة ستلتقي مع الشركات المتأهلة في أغسطس للحديث بشأن الخطط. والإجابة عن إستفساراتهم المتعلقة بهذه المنافسة وذلك قبل تسلُّم العروض من هذه الشركات.وتمت عملية التأهيل بالاستعانة بشركة عالمية متخصّصة في هذا المجال وإرتكزت على القدرات الفنية والخبرات السابقة في مجال النقل الجوي وكذلك الملاءة المالية الضرورية لإنشاء وتشغيل شركة نقل جوي بنجاح.
وتقدمت 14 شركة مختلفة للحصول على رخصة ناقل جوي وطني وقامت الهيئة بفرز العروض المقدمة ودراستها دراسة أولية بالتعاون مع إستشاري عالمي متخصص وبناءً على ذلك تم ترشيح 7 شركات تنطبق عليهم المعايير المطلوبة.
وتم تسليم وثيقة طلب العروض للحصول على رخصة الناقل الجوي الوطني يوم السبت المقبل، بعد أن تم تزويد كلاً من الشركات المتأهلة بالجدول الزمني لكل مرحلة تبدأ الأولى بالاجتماع مع الشركات المؤهلة خلال شهر أغسطس المقبل.
بعدها سيبدأ إستلام جميع العروض من الشركات المؤهلة بدءًا من شهر سبتمبر المقبل.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الشركات الفائزة بالرخصة خلال شهر أكتوبر من العام الحالي، على أن يتم إستيفاء المتطلبات الاقتصادية ومعايير والسلامة بدءا من شهر نوفمبر من العام الجاري ويكون إنطلاقة التشغيل الفعلي للشركات المرخصة مع بداية الربع الأخير من العام المقبل.
سوق متقلب:
ويؤكد المختص في قطاع الطيران سعد الأحمد أنه من الصعب التكهن بماذا سيكون حال الشركة الفائزة بالتصريح الثالث للعمل في السعودية، مشددا على أن سوق النقل الجوي متقلب بين الربح والخسارة حسب الأوضاع الإقتصادية للسكان. ويقول الأحمد لـ"العربية.نت"، إن سوق النقل الجوي متقلب، فأحيانا تكون الحالة الاقتصادية في المنطقة جيدة ولذلك نجد عدد كبير من المسافرين مما يعود بالربح على الشركات، لكن في مرات أخرى يكون العكس، فلو تابعنا طيران الخليج أو الاماراتية أو القطرية سنجد أنها تختلف أرباحها وخسائرها من عام لآخر، مضيفا "لهذا لا أحد يستطيع أن يتحدث عن مستقبل هذه الشركات باعتبار أن الأعمال في هذا القطاع متذبذبة وغير ثابتة".
وحول الرخصة الجديدة للنقل الجوي التي ستعمل في الأجواء السعودية قال: "بحسب ماعرفنا أن شركة واحدة من الـ7 المتأهلة لدخول السوق هي من ستفوز برخصة العمل في السعودية. مستطردا "سيكون لدينا 3 شركات تعمل في النقل الجوي". ويتابع "سيكون لدينا الخطوط السعودية وشركة "ناس" التي تخدم بعض المسارات الداخلية في بعض المدن الداخلية بالإضافة الى الشركة الجديدة التي ستعطى فرصة النقل الداخلي والخارجي".
ويشدد الأحمد على أنه من الصعب الحكم على التجارب الجديدة بالقياس بتجربة سما الفاشلة والتي أعلنت أفلاسها قبل عامين. ويضيف "الشركات السابقة التي دخلت السوق مثل "سما وناس" قامت بإدخال بيانات منقوصة وإندفعت بشكل غير مدروس ولم تحسن تلك الشركات التخطيط الجيد". ويرى الأحمد أنه من الطبيعي أن تدعم الدولة الخطوط السعودية كونها الناقل الوطني والذي يوفر تذاكر مقبولة السعر للمواطنين.
إلى ذلك، كشفت مصادر داخل الهيئة أن معظم الراغبين في الحصول على رخصة يتطلعون الى تسيير رحلات منخفضة التكلفة في السعودية حيث تنمو شركات التذاكر وتزدهر السياحة الدينية.
وقال جون ستيكلاند مدير شركة جيه.ال.اس للاستشارات ومقرها بريطانيا في تصريحات نشرتها صحف محلية "السعودية سوق كبيرة فيها مسافات هائلة تحتاج للتغطية، لا تزال تتحرّك بحذر لكنها بلا شك تتأمل ما يجري حولها في سوق الطيران الخليجية وتدرك أنه ليس من المنطقي أن تبقي إستراتيجيتها قاصرة على دعم الناقلة الوطنية فقط".
وأضاف ستيكلاند "هناك عدة دوافع للتطلع الى هذه السوق من بينها حجم سفريات الشركات والزيارات الدينية. وبالرغم من كل هذه الحركة ليس في السوق استثمارات واسعة في مجال الطيران منخفض التكلفة".من جهتها، قالت الخطوط الجوية القطرية إنها تريد إطلاق شركة طيران جديدة مقرها السعودية وترغب في الاستثمار في قطاع الطيران الداخلي بالمملكة. وفي هذا الصدد، أشارت مصادر قريبة من المحادثات إلى أن معظم الطلبات جاءت من شركات سعودية محلية تسعى للفوز برخص للطيران.
وأبدت شركات من البحرين أيضًا إهتمامًا قويًا. وقال ريتشارد نوتال الرئيس التنفيذي لطيران البحرين الناقلة الاقتصادية التي مقرها المنامة لرويترز "نحن لم نتقدّم بشكل مباشر للحصول على رخصة لكننا لا نستبعد العمل مع شركاء".واستخدم أكثر من 54 مليون مسافر مطارات السعودية الـ27 العام الماضي بحسب بيانات من الهيئة العامة للطيران المدني بزيادة 13.6% عن عام 2010.
وبلغ عدد المسافرين الذين يستخدمون مطار العاصمة المصمم أصلًا لاستيعاب 9 ملايين مسافر سنويًا نحو 15 مليونًا.
وتخطط السعودية أيضًا لتطوير مطار الملك عبدالعزيز في جدة بتكلفة 27 مليار ريال لرفع طاقة مطار المدينة الى 30 مليون مسافر سنويًا.وعلى المستوى الشعبي تلقى خطة "السماء المفتوحة" ترحيبًا من المواطنين في السعودية.