Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«السياحة الرمضانية» .. مفهوم جديد يفرض نفسه على القطاع محليا

عمان "المسلة" … «السياحة الرمضانية» مصطلح جديد بدأ يفرض نفسه على الأجندة السياحية عربيا ومحليا منذ عامين عندما أصبح شهر رمضان المبارك يأتي خلال أشهر الصيف التي تعد من أشهر الذروة السياحية.

وما من شك أن هذا الواقع اصبح يتطلب خططا سياحية خاصة تتناسب ومتطلبات الشهر الفضيل من الجانب السياحي، بشكل يبقي هذا الموسم في حالة حراك مستمرة وعدم قطع أوصاله بشكل قد يلحق أضرارا كبيرة بالقطاع في منتصف الطريق، في ظل استمرار الوضع لأكثر من ثلاث أو أربع سنوات قادمة يشهد بها القطاع ذات الحالة.

هذا الواقع دفع بجميع القائمين على القطاع لوضع أطر جديدة للتعامل مع وجود الشهر الفضيل في اكثر اشهر السنة حراكا سياحيا، من خلال وضع خريطة طريق خاصة بهذا الخصوص تؤسس لحالة سياحية مختلفة تحمل أبعادا سياحية ترفيهية ثقافية دينية في آن واحد، كما تؤسس لحالة جديدة من السياحة الداخلية في طلب الترفيه بعد فترة الإفطار وقبل السحور.

وفي إضاءة لـ»الدستور» حول طبيعة التعامل مع انتصاف شهر رمضان للاشهر السياحية الأكثر نشاطا، سعى الأردن بشكل عملي لإيجاد أجواء رمضانية سياحية جاذبة تكمّل المشهد السياحي الإيجابي، من ناحية تعدد الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الى جانب الأجواء التي تعيشها المطاعم والفنادق والمقاهي الرمضانية، وكذلك مجالس العلم والذكر التي تستضيف العلماء ورجال الدين، كما لم يخل المشهد من مهرجانات الاناشيد الدينية.

وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز يؤكد من جانبه أن حلول شهر رمضان المبارك خلال اشهر الصيف بات يفرض حاجة لاستعدادات سياحية خاصة بالشهر الفضيل، وهذا ما تقوم به الوزارة من خلال عدة انشطة ومهرجانات لهذه الغاية.

ويشير الفايز الى ان افتتاح مهرجان القلعة خلال الشهر الفضيل احد جهود الوزارة الهادفة لإيجاد اجواء سياحية رمضانية خاصة، مؤكدا الاقبال الكبير على هذا المهرجان من المواطنين والسياح العرب.

ويلفت الفايز الانتباه الى ان الوزارة اعدت ايضا خطة متكاملة لإقامة مهرجانات وفعاليات مختلفة في محافظات المملكة كافة، سعيا لتنشيط السياحة الداخلية ودفع المواطنين والمغتربين وضيوف الاردن للاستمتاع بما يتمتع به الاردن من مزايا سياحية يؤطرها الامن والاستقرار وهما اساس السياحة.

ولم تكن وزارة السياحة والآثار وحدها من تنبه لهذا الواقع، حيث سعت ادارة مهرجان جرش للتأسيس لحالة سياحية خاصة، أخرجت مهرجان جرش من النمطية التي سار على اساسها المهرجان لسنوات طوال، حيث واصل المهرجان فعالياته لتدخل ايام الشهر الفضيل ولكن بأناشيد دينية وحفلات تحمل الطابع الترفيهي الثقافي الذي ينقل عبق التاريخ إلى صفوف الحاضر بمفردات الماضي ولكن بلغة العصر الحديث من خلال مطربين شباب يحيون حفلات غنائية لكبار الفنانين القدامى.

المدير التنفيذي لمهرجان جرش مدير المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة يشير بدوره الى أن إدارة المهرجان ارتأت هذا العام ونظرا لقلة مدة المهرجان ان تكمل برنامجه في الشهر الفضيل بصورة مختلفة عن الطابع الفني الذي اعتدنا عليه في مهرجان جرش، من خلال اقامة حفلات تحمل الطابع الديني الثقافي.

ويبين ابو سماقة انه تم اعداد برنامج كامل يستمر لمدة اسبوع يتبع نشاطات مهرجان جرش يتضمن حفلات بطابع اناشيد واغان قديمة بأصوات حديثة، حتى ان البرنامج سيتضمن حفلا خاصا بالنساء فقط يقتصر على فرقة نسائية وحضور نسائي، وهذه بادرة مختلفة توفر فرصة للنساء الراغبات بحضور حفل لهن فقط.

ويشير ابو سماقة الى ان مهرجان جرش العام المقبل سيكون موعده خاضعا لبحث طويل لا سيما أن رمضان سيأتي في وقت مبكر عن العام الحالي، الأمر الذي يحتم ضرورة وضع خطة سياحية خاصة بهذا الأمر، تجعل من الموسم السياحي متكاملا وجاذبا.

ويقول ابو سماقة انه تم هذا العام بشكل عملي التأسيس لحالة سياحية مختلفة اوجدت ثقافة خاصة بسياحة رمضان، حيث ان الفعاليات الكثيرة اوجدت هذه الثقافة، واصبحت الفترة بعد الإفطار وقبل السحور حية مليئة بالحراك السياحي والنشاطات الثقافية والترفيهية.
 

وأعرب ابو سماقة عن أمله أن يكون كل ما تم انجازه هذا العام حجر اساس لقادم افضل ويستمر البناء عليه، وألا نعود للبدء من جديد العام القادم، فتجربة العام الحالي اثبتت نجاحا كبيرا، الأمر الذي يدعو للبناء عليها والاستمرار بذات النهج، ذلك ان المواطنين اعتادوا على سهرات رمضان متعددة الأوجه بين ثقافية ودينية واناشيد وغيرها من الفعاليات.

بدوره، يرى رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سمير الديربي ان المفاهيم السياحية تتجدد كحال أي قطاع من حولنا، وما من شك ان دخول شهر رمضان المبارك منذ عامين فصل الصيف الذي يعد بالنسبة لنا ذروة الأشهر السياحية، بات يفرض علينا منهجية جديدة علينا التعامل معها.

ويلفت الديربي الانتباه الى ان الكثير من المفاهيم اختلف عند المواطنين ايضا، ذلك ان السهر في السنين الماضية لم يكن مهما بالنسبة لكثيرين، أما اليوم فإن البحث عن مكان ترفيهي للسهر ما بين فترة الفطور الى السحور بات امرا مهما ومفهوما حاضرا عند المواطنين كافة.

ويبين الديربي ان الأردن تنبه لموضوع شهر رمضان وعملت جميع الفعاليات السياحية على وضع منهجية خاصة للتعامل مع هذا المصطلح السياحي الجديد، فكانت المهرجانات والفعاليات الكثيرة بمختلف محافظات المملكة، الى جانب الأجواء التي اعدتها المطاعم والمقاهي الرمضانية وتقديم المأكولات والمشروبات الخاصة بهذا الشهر، وكذلك الجلسات الدينية والذكر بطابع رمضاني، وكلها أجواء اسست لحالة سياحية مهمة تعمل على حماية اكثر فترات الحراك السياحي نشاطا من اي تراجع، فقطاع السياحة ينشط بشكل كبير بدءا من شهر حزيران وحتى ايلول، ولا بد من حماية هذه الفترة بخطط عملية.

ويشير الى دور جمعية وكلاء السياحة بهذا الإطار قائلا: نحن نعمل على دراسة مسألة تنظيم رحلات سياحية بعد الإفطار للبحر الميت والمحافظات، رحلات سريعة تمتد من فترة بعد العشاء الى ما قبل السحور، كما اننا نعمل على تشجيع السياحة الداخلية وتنظيم رحلات للمحافظات لا سيما ان الشهر الفضيل يحمل الطابع العائلي، الأمر الذي يفرض نمطا واحدا للسياحة يرتكز على الطابع العائلي، وقمنا بترتيبات خاصة في محافظة الكرك ولواء الشوبك، حتى الآن وسنستمر في باقي المحافظات لتشجيع السياحة الداخلية وتسليط الضوء عليها كحالة سياحية رمضانية مهمة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله