بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
تحدثت في مقال الاسبوع الماضي عن حالة التفاؤل التي عكسها لقاء وزير السياحة منير فخري عبدالنور مع الصحفيين بغرض تقديم كشف حساب عن نتائج الشهور الستة الماضية من هذا العام. لقد ربط هذه الحالة باستبباب الامن وعدم وقوع احداث يكون من شأنها التأثير علي سريان حالة الاطمئنان للاوضاع الداخلية.
اشار الوزير الي ان من مؤشرات تعافي حركة السياحة تلك البيانات والمعلومات التي تؤكد اتجاه بعض شركات الطيران العارض الي زيادة رحلاتها الي مصر بنسبة الضعف وهو ما يعني زيادة طاقة نقل الافواج السياحية. في نفس الوقت قامت شركات اخري عالمية بتضمين برامجها المطبوعة رحلات الي مصر لمدة عام بدلا من ستة شهور.
<<<
علي جانب آخر ولمواجهة حالة الكساد السياحي في اسوان بشكل اساسي وكذلك انخفاض الحركة الي الاقصر تم مراعاة هذا الوضع في السياسة التي تتبناها الوزارة لتحفيز شركات الطيران العارض من اجل تسيير رحلاتها الي كلا المقصدين. يأتي ذلك بالاضافة الي التنسيق مع وزارة الطيران المدني فيما يتعلق بالاعفاء من رسوم الهبوط. وفي مجال الخطوات التي يتم اتخاذها كي تستعيد السياحة انطلاقتها لخير مصر يجري الاستعداد لاستئناف الرحلات النيلية الطويلة من القاهرة وحتي اسوان والتي تأخرت بسبب اعداد وتجهيز المراسي اللازمة لاستقبالها. وكرد فعل ايجابي علي سياسة تقديم تسهيلات الدخول للسياح وتحفيزهم علي زيارة مصر ذكر منظمو الرحلات ان ذلك كان عاملا مهما في الاقبال. وتأكيدا لحضارية مصر وتجاوبها مع ما تقدمه الدول المتقدمة من اهتمام بالبيئة تم التوسع في مشروع السياحة الخضراء والاخذ به في عدد من المقاصد السياحية المصرية وكذلك الفنادق. كل هذه العوامل والتي كان تعظيمها محصلة جهود وزارة السياحة وأجهزتها تعد أهم اسباب الاتجاه الي استعادة السياحة لعافيتها. ان دخول هذه الصناعة الي دائرة الاهتمام من جديد يفتح باب الامل أمام ملايين المواطنين الذين يعمل عائلوهم في انشطتها المختلفة بشكل مباشر او غير مباشر.
<<<
وعن العمرة والحج قال منير فخري عبدالنور ان عدد المعتمرين تجاوز الـ 850 الف معتمر من بداية العام وحتي الان وان هذا الرقم مستمر في الارتفاع بمناسبة شهر رمضان. وحول ما قامت به الوزارة لتسهيل اداء فريضة الحج قال ان النظام الجديد ادي الي انخفاض في تكلفة هذه الرحلة المقدسة ما بين 15٪ و20٪. تحقق ذلك من وراء منع التداول والتجارة في تأشيرات الحج وفتح باب المنافسة بين الشركات لصالح الحجاج. وقال انه ولأول مرة تظهر في السوق اعلانات لرحلات الحج. من ناحية اخري عقدت عدة اجتماعات بين شركتي مصر للطيران والسعودية والطيران المدني لتنظيم ذهاب وعودة الحجاج دون ان تتكرر مشاكل الاعوام السابقة.
<<<
ولمواجهة ما يشهده السوق السياحي من تدني اسعار الاقامة في الفنادق مع ما يتعارض ودرجاتها وصالح الاقتصاد القومي.. يجري حاليا التنسيق لتحقيق الانضباط بين الطاقة الاستيعابية المتوافرة للفنادق وبين عمليات بناء فنادق جديدة. يأتي ذلك علي ضوء وصول الطاقة الفندقية حاليا الي 250 الف حجرة بينما هناك عدد مماثل تحت الانشاء. الارتفاع في الطاقة الفندقية يحتاج الي مزيد من عمليات التسويق من جانب شركات السياحة والفنادق للارتفاع بعدد السياح. وقال ان هذه الطاقة تبشر بالوصول بعدد السياح في السنوات القادمة اذا ما سارت الامور الي 30 مليون سائح خلال خمس سنوات. من ناحية اخري لابد من مراعاة الاهتمام بالتوزيع الجغرافي للانشطة السياحية بما يسمح باضافة مناطق جديدة تجذب نوعيات جديدة من السياح.
<<<
المهم في المرحلة القادمة هو الخروج من الازمة بما يفتح الطريق امام استئناف وتنشيط الحركة السياحية وهو ما يجب ان يكون نصب أعين الجميع.