إنها السعادة التي يبحث عنها الكثير، الكثير من الناس
تلك هي السعادة التي كنا نبحث عنها منذ زمن بعيد، تلك هي جنة الدنيا، قطفت من ثمارها شيئاً يسيراً، ولاحت لك أنهارها وأطيارها، فعجبت من جمالها.فإليك رسالة تخترق التأريخ، وتشق عباب بحور السنين، رسالة يبعثها سلف الأمة إليك ـ يا ابن الأمة ـ تقول حروفها: (إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة).
ألم تزل تترد في الأذهان، صورتك الجميلة، وأنت تقبل على كتاب ربك لتبدأ به يومك، فكأني بك، وقد أخذت زاوية في المسجد تتغنى بآي الكتاب، تقف عند عجائبه، وتلتقط من درره، وتقطف من ثماره، ترجو عفو ربك، وترنو إلى رحمته، فأبشر ثم أبشر بقول نبيك صلى الله عليه وسلم، كما روى الترمذي وصححه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) وما إن تختم حتى تعاود البدء من جديد، لا تكل ولا تمل، بل تأنس وتسعد، وكيف لا تسعد ونبيك عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث أبي أمامة الباهلي الذي أخرجه مسلم: ((اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)).