القاهرة "المسلة" د. عبدالرحيم ريحان … ادعت الحكومة الإسرائيلية بأن المسجد الأقصى هو جزء من أراضى إسرائيل وينطبق عليه قانون الآثار والتنظيم الإسرائيلى ويرد الدكتور عبد الرحيم ريحان الباحث الأثرى المعروف بأنه لا يوجد أثرياً أو تاريخياً أو دينياً ما يمكن أن يطلق عليه أرض إسرائيل وأن كل الحقائق الأثرية تكذب الادعاءات الإسرائيلية بحقوق تاريخية فى فلسطين وأنه ليس لهم أى أثر فى العالم سوى مقبرة بفلسطين مشكوك فى صحة المدفون بها وتقع فى الوادى المعروف بوادى قدرون بفلسطين ويسميه العرب وادى جهنم وبها أربعة قبور يقصدها اليهود لا علاقة لها بتاريخ يهودى مزعوم .
كما يقصدون أبو حصيرة بمصر وهو رجل مسلم وبخصوص الهيكل المزعوم فلا وجود له أثرياً أو تاريخياً أو دينياً فهو مجرد خرائط مصطنعة وصور من نسيج الخيال والأقصى هو الواقع الدينى والأثرى وأن أما ما يدعيه اليهود باسم حائط المبكى على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل فى هذه القضية منذ عام 1930م حيث جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق التى أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة (إن حق ملكية حائط المبكى – البراق – وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث فى هذا التقرير هى للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف.
وبخصوص ما يطلق عليه معابد يهودية بفلسطين وكل بلاد العالم فهى طرز معمارية لحضارات أخرى لا علاقة لها باليهود وقام اليهود بتحويل هذه المبانى إلى معابد يهودية لممارسة الطقوس الخاصة بهم ولكن ليس لها أصل معمارى لذلك اتخذت المعابد اليهودية فى العالم كله شكل العمارة السائدة فى القطر التى بنيت فيه ففى الأندلس بعد الفتح الإسلامى بنيت المعابد اليهودية على الطراز الأندلسى والمعابد اليهودية فى مصر على طراز البازيليكا التى بنيت به معظم الكنائس القديمة وحتى المعابد اليهودية فى فلسطين تعددت طرزها طبقاً للمفهوم الحضارى للجماعات التى هاجرت إليها .
ويضيف ريحان أنه نتيجة افتقاد إسرائيل للبعد الأثرى والتاريخى والحضارى فإنها تلجأ لسرقة الحضارات الأخرى وإلصاقها بالتاريخ اليهودى أمثلة نجمة داود و نقش الشمعدان فهى رموز اتخذتها الصهيونية العالمية لدعم أفكارها الاستعمارية والترسيخ لتأسيس دولة صهيونية قائمة على مجموعة من الأوهام والأساطير تحاول بشتى الطرق أن تصنع لها تاريخاً بسرقة تاريخ وحضارة الآخرين والنجمة السداسية الذى يتخذها الصهاينة شعاراً لهم لا يوجد لها أثر فى أسفار العهد القديم ولم تصبح رمزاً لهم بشكل ملموس إلا فى القرن التاسع عشر وهى زخرفة إسلامية موجودة على المساجد واللقى الأثرية الإسلامية أما نقش الشمعدان أو المينوراه ذو السبعة أو التسعة أفرع والذى اتخذه اليهود شعاراً لهم ليس له أى أساس تاريخى وأن وصف المينوراه الوارد فى سفر الخروج (25-37) هو وصف لشمعدان رومانى من أيام تيتوس 70م وقد برز الشمعدان كرمز يهودى منذ بدايات العصر الرومانى فهو رمز خاص بالحضارة الرومانية.
ويؤكد د. ريحان أن الواقع الدينى والأثرى والتاريخى هو عروبة القدس المدينة التى بناها اليبوسيون وأطلقوا عليها يبوس واليبوسيون هم أحد الأقوام الكنعانية السبعة والكنعانيون قبائل سامية نزحت من صحراء شبه الجزيرة العربية أو الصحراء السورية منذ النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد وخضعت (يبوس) لحكم قدماء المصريين من عهد تحتمس الثالث (1479 وأطلقوا عليها إسمها اليبوسى (يابيشى) وتارة اسمها الكنعانى (أورو- سالم ) أى مدينة السلام ق.م.) ودخل نبى الله داود عليه السلام المدينة عام 1049 ق.م. زاحفاً من حبرون واتخذها عاصمة لملكه وأسماها مدينة داود وغزاها البابليون بقيادة نبوخذ نصّر 586 ق.م. وأطلقوا عليها أورو سالم .
وانتشرت اللغة البابلية وأصبحت اللغة الرسمية أما اللغة الدارجة فكانت الكنعانية حتى احتلها ملك الفرس كورش 538 ق.م. ثم الإسكندر 332 ق.م ثم احتلها بومبى 63 ق.م. واصبح إسمها هيرو ساليما ومنها أخذت أوربا Jerusalem واستولى عليها الإمبراطور الرومانى تيتوس 70م وفى عام 139م أطلق عليها الإمبراطور الرومانى أوريانوس (إيلياكابيتولينا) وتعنى بيت الله وظلت تعرف بهذا الإسم حتى أوائل الفتح الإسلامى .
وقام الاحتلال الصهيونى بتغيير ملامح المدينة وطمس هويتها العربية الإسلامية بالعبث بالمعالم التاريخية والدينية وتحويلها لبارات وملاهى ليلية للجذب السياحى وتنمية اقتصاد الدولة الصهيونية وما يحدث الآن هو بداية النهاية لمؤامرتهم الصهيونية لهدم المسجد الأقصى وتفريغ القضية الفلسطينية العربية الإسلامية من محتواها وجوهرها ووضع الجميع أمام الأمر الواقع