مع وصول ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي في مصر إلى رئاسة الجمهورية في مصر، بات السياح الأجانب يطرحون الكثير من الأسئلة حول مستقبل السياحة في هذا البلد ذو التاريخ العريق. لاسيما وأن ذروة الموسم السياحي هذا العام يتزامن مع شهر رمضان الكريم والدعوات لهدم الأهرامات لأنها "أصنام".
الإسلاميون والسلطة في مصر
منذ وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، طرحت الكثير من الأسئلة المتعلقة بالسياسية والإقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافة وكذلك السياحة. وتزداد أهمية الموضوع في ظل الحديث عن أسلمة الدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتأثير ذلك على هيكلية الدولة المصرية ومصيرها.
الدعوات التي أطلقتها جهات عدة لهدم الأهرامات أثارت جدلا واسعا في ردود الأفعال، إضافة إلى غضب لاسيما من المصريين العاملين في قطاع السياحة والخدمات فإلى أين تسير مصر التاريخ والحضارة. مطالب قد لا يرضى بها الشعب المصري في دولة عرف عنها ماضيها الغني ثقافيا وحاضرها على إختلاف مكوناته. والخوف يزداد لدى البعض لاسيما وأن حكم طالبان المتشدد في أفغانستان قبل حوالي عقد من الزمن أقدام على تفجير واحد من أكبر تماثيل بوذا لانه صنم ، وذلك في شهر مارس / آذار عام 2001. وتدمير المتشددين الإسلامين الأضرحة في مالي في مطلع تموز / يوليو العام الجاري التي ادرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي قبل فترة قصيرة . والحديث يدور عن المعابد الأثرية لتمبكتو فقد دمرت جماعات مسلحة من "أنصار الدين" أضرحة القديسين المسلمين مثل سيدي محمود وسيدي مختار وألفا مويا ووعدوا بأن يمحوا هذا الإرث التاريخي من على وجه الأرض.
هل ستبقى السياحة في مصر كما كانت عليها؟
تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، لكن في عام 2011 بلغ عدد السياح 7 مليون مقارنتا بالعام 2010 عندما كانت الأوضاع غير متوترة نسبيا حيث وصل عدد السياح آنذاك إلى 15 مليون، وتتميز مصر بوفرة في المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، كما تتوفر البنية التحتية السياحية والتي تشمل فنادق الخمس نجوم والقرى السياحية وشركات السياحة وغيرها، بالاضافة إلى أن مصر تتميز باحتوائها على الشعاب المرجانية النادرة في البحر الأحمر وأنواع الأسماك التي من أجلها تقام مهرجانات ومسابقات الصيد والتي يأتي إليها محبي الصيد من المصريين والأجانب من مختلف البقاع. لكن أين كل هذا اليوم وما هو مستقبله ؟
وفي ظل ماسبق ينظر السائح الغربي إلى مصر بتخوف وهو يتابع التطورات على شاشته التلفزيونية التي تزف إليه الخبر في دقيقته . فبلاد الفراعنة التي يعرفها أغلب سكان المعمورة ببلاد الأهرامات والسياحة من الممكن أن تحرم من كل شيء .
وعلقت تاتيانا كارنييفنا مالكة ومديرة شركة "بريمير سيرفيس" في موسكو في لقاء خاص لصوت موسكو أنه في الوقت الحالي الموسم ضعيف قليلا، ولكن عدد الأسلئة المتعلقة بالمتغيرات في مصر أثارت مخاوف عدد كبير من السياح الروس.
مهما اختلفت المشارب على جميع الناس مهما كانوا يجب الحفاظ على تاريخ وثقافة هذا الشعب العريق وهذه الأرض. فدرجة تطور الشعوب تقاس بكيفية حفاظها على حضارتها وبنائها المستقبل على ركائزه. فإلى أين تسير مصر؟
رمضان كريم والسياحة في مصر
قد يكون من المستغرب ربط شهر رمضان المبارك في مصر بالسياحة في هذا البلد ، لكن التطرف الذي ظهر مؤخرا لدى الجماعات المتشددة ولا سيما السلفية منها يدفع الكثير من السياح للتساؤل حول أمنهم وأمان ذويهم في حال زاروا هذا البلد العريق مع الأخذ بعين الاعتبار أن اختطاف السياح الأجانب لم يعد خبرا نادرا. كما أن التساؤلات تحوم حول إمكانية التحرك برياحة وحرية في المناطق السياحية باللباس الذي اعتاد عليه الأجانب وهنا أقصد "البيكيني" لدى النساء وما قد يثيره هذا اللباس من ردود فعل في هذا الشهر المبارك الذي يصادف هذا العام ذروة الموسم السياحي، أضف غلى ذلك موضوع المشروبات الكحولية التي اعتاد الاوروبيون على شربها وهو ما يثير حفيظة الكثير من المصريين، أسئلة كثيرة بانتظار الإجابة عليها، فهل ستقدم السلطات المصرية الجديدة على الفصل بين السياحة وسياساتها؟ أم أن "البكيني والمشروبات الروحية ستبقى في الماضي.
المصدر: اذاعة صوت روسيا