الاقصر " المسلة " … عند زيارتك لمدينة الأقصر الموجودة بأقصى جنوب مصر لا يمكنك أن تنهي تلك الزيارة دون القيام بجولة في منطاد الهواء الساخن «البالون الطائر» في ساعة مبكرة من الصباح، فهي تجربة تملؤها الإثارة والمتعة تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر وشروق الشمس وسط السحب المنتشرة في سماء المدنية التي تخترقها أشعتها الذهبية لتضيء المعابد ذات الجمال الرائع المهيب والموجودة على جانبي نهر النيل.
ويتوقف نشاط البالون الطائر على نتائج الأرصاد الجوية من أحوال الطقس المتوقعة في مكان الرحلة واتجاهات الرياح، لذلك لا يتوافر في العالم إلا في وقت قصير من السنة ويوجد في عدة أماكن منها لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا ومصر، فالمكان الوحيد الذي يصلح لمزاولة هذا النشاط معظم أوقات العام لا يتوافر إلا في مدينة الأقصر فقط، وذلك لطبيعية الجو الملائم وطقسها المعتدل بالإضافة إلى المناظر الخلابة الموجودة بالمدينة.
واكتسبت مدينة الأقصر شهرة عالمية بممارسة نشاط البالون الطائر على مدار العام نظرا لتاريخية المكان وتصنيفها ضمن أشهر المدن الأثرية في العالم لما تحتويه من المقابر والمعابد العديدة ومن أشهرها معبد الأقصر ومعابد الكرنك. وتقوم فكرة طيران البالون الطائر على مبدأ علمي وهو أن الهواء الساخن أخف من الهواء البارد، حيث يعلو فوقه ويتم ملء الغلاف الداخلي للمنطاد بالهواء الساخن ليصبح الهواء بداخل المنطاد أخف من الهواء المحيط به من الخارج ويبدأ البالون بالارتفاع في السماء.
ويوجد عدد من الشركات التي تنظم رحلات المناطيد التي يمكنك أن ترتب القيام برحلة عن طريقها بشكل مباشر فهي تخضع لأنظمة أمن صارمة، وتتراوح مدة الرحلة السياحية الواحدة للسائحين من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر، وكما يتسع البالون لحوالي من 12 حتى 34 شخصا. وتبدأ خطوات رحلة الإقلاع بالبالون الطائر بالبحث عن موقع إطلاق ملائم له ثم ملء غلاف البالون الطائر بالهواء مع توجيه مروحة كبيرة لتبريد الهواء داخل الغلاف الداخلي للمنطاد حتى يتاح لطاقم الطيران استقلال المنطاد، وبعد ذلك يشعل الربان موقد الغاز المشتعل بأسفل المنطاد وتبدأ عملية تسخين الهواء وعند الإقلاع يزيد الربان من حجم اللهب عن طريق فتح صمام الوقود أكثر لزيادة الغاز المتدفق لينطلق المنطاد مرتفعا في الجو.
وبعدها يبدأ البالون الطائر في الارتفاع شيئا فشيئا ليستقر عند المسافة المحددة لتبدأ رحلتك بالتحرك في سماء الأقصر باتجاه الضفة الغربية من النيل وترى المزارعين في حقولهم ومناظر الطبيعية الخلابة للنهر وما به من جزر وما على جانبيه من أراض خضراء زاهية ثم التجول فوق مناطق الآثار كلها ومشاهدة معبد الملكة حتشبسوت وبراعة بنائه في بطن جبل لحمايته كما سترى سماء الأقصر ممتلئة بالمناطيد الأخرى وهي تطير كالفقاقيع.
وعند الانتهاء من رحلتك فإن نظام الهبوط في تلك البالون الطائر يعتمد على الوسادة الهوائية يتم فتحها وسحبها في أثناء الطيران والتي تمكن من الهبوط في أي مكان.
المصدر : العرب القطرية