اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مأدبا خارج حسابات المدينة السياحية

عدم نظافة المداخل وانتشار يافطات التهاني وسوء حالة المرور مظاهر اصبحت اعتيادية

 

مأدبا "المسلة" … تعد مدينة مادبا محجاً سياحياً من الطراز الرفيع ، فالمدينة التي تحوي عددا من المواقع الأثرية السياحية الدينية احتلت مكانها على خارطة السياحة الخارجية ، فأفواج السائحين من مختلف الجنسيات وخاصة الأوروبية لا تنقطع عن المدينة التي تضم " كنيسة الروم الأرثوذكس " أو "كنيسة الخارطة " والتي تحوي خارطة فسيفسائية تاريخية نادرة للأردن وفلسطين تعود الى ما قبل التاريخ الميلادي ، وفسيفسائية كنيسة الرسل ، وبعض الآثار التاريخية في وسط المدينة فضلا عن مركز الزوار .

ومادبا التي أخذت دورها كمدينة الثقافة الأردنية هذا العام ، يبدو أن العديد من أهلها فضلا عن المسؤولين هناك ، لا يرون فيها أكثر من أسواق شعبية تكرس حالة التجارة بين المدينة القديمة والقرى المجاورة ، دون فهم لوضع المدينة التي تنتصب كنيسة تاريخية أخرى على مشارفها الغربية في "جبل نيبو " والذي يعتقد أن النبي موسى فجر الصخرة ماءً هناك ، في إطلالة رائعة على أرض فلسطين ، ناهيك عن أن المدينة تقف حارسة على طريق "حمامات ماعين " المعدنية التي يؤمها مئات السائحين والزوار يوميا .

فالبلدية ورئاستها والمحافظة ومحافظها ، والسياحة ومديرها لا ينفع معهم حتى اتصال لأخذ رأيهم ، فما من داع لأخذ رأي مسؤول لم يحرك ساكنا وهو يرى أن الشوارع وقد ابتلعتها النفايات واعتلت في أجوائها "اليافطات " من اللافتات التي تشكل ضوضاء بصرية ، وتشوها في جماليات المدينة التي ينطبق عليها المثل الشعبي القديم " من الداخل رخام ومن الخارج سخام " ، فما أن تصل الى أول إشارة ضوئية تستقبلك حتى تدرك الثقافة الشعبية المتدنية في مستوى فهم أن المدينة لم تعد تلك القرية التي رحل عنها " سطام بن فندي الفايز " لعشائر النصارى القادمين من الكرك نهاية القرن التاسع عشر ، فالقمامة متطايرة على أرصفة الشوارع وإعلانات التهاني العائلية في كل مكان بين أعمدة الكهرباء .

وعلى ذكر لافتات التهاني ، فعند سؤالي لأحد الزملاء هناك ، ذكر أنها بدعة ابتدعها شخص وأصبحت ظاهرة معيبة ، فكلما تخرج طالب أو ترفع ضابط ، أو عاد مسافر ، أو احتفل طفل بعيد ميلاده ،هب أبناء العائلة أو صديق لتسجيل تهنئته لدى خطاط ورفعها فوق رؤوس المارة والمركبات ، دون أن يكلف أحدهم نفسه بإزالتها بعد انتهاء فترة المناسبة ، فالمواطنون يشاركون في " وساخة مدينتهم " دون أي مسؤولية اجتماعية أو وطنية ، تحتم عليهم العمل على رفع شأن هذه المدينة التي هي بيت لكل منهم .

قبيل زيارة البابا " بندكيتوس " الأخيرة للأردن في أيار عام 2009، كتبت عن المدينة التي كانت على خارطة طريق زيارة البابا ، وبدأت فيهاآنذاك مشاريع أرصفة وأطاريف أكلت مئات الآلاف من الدنانير مدعومة من المنح الخارجية ، واتصلت بي حينها وزير السياحة والأثار السيدة مها الخطيب لتبرير التقاعس ، ورغم نقاشنا الذي دام ساعة كاملة إلا قليل ، لم أفلح في إقناعها، و بأن المدخل الرئيس لا زال يحتضن حفرة تحيط به إشارات ضوئية ثلاث معطلة وهو بحاجة الى التدخل الفوري لإصلاح الوضع على الرغم من أنها اعترفت بأنها " سيارتها " وقعت في تلك الحفرة وتأذى أسفلها ،، وللعلم لا تزال الإشارة معطلة والمرور عبرها يخضع " لشطارة السائق .
 

قبل أن نعلن مدننا سياحية وثقافية ونفتتح المطاعم السياحية ونستقبل السائحين بمئات الآلاف سنويا ، علينا أن نربي أنفسنا سياحيا وثقافيا ووطنيا قبل كل شيء ، ونعلم أولادنا بأن رمي "علبة عصير " من نافذة السيارة ، أو من يد لا تخشى معاقبتها ، يعد جريمة في حق الوطن ، فالشكوى مستمرة ، و" التطنيش " مستمر ، والاستهتار والفوضى والعنجهية الغبية والتخلف الحضاري لا زال سيد المشهد في غالبية مدننا التي لا زال كثير منا يظن أنه يمتطي حماره ليدخل بها الى شوارع المدن لا مركبات صنعها من ثاروا على عقولهم فأبدعوا .

على محافظ مادبا ورئيس لجنة البلدية ومسؤولي السياحة هناك أن يقوموا فورا بإجراءات لإزالة كل مظاهر التخلف الثقافي المتمثلة بتلك اللافتات القماشية المعيقة للبصر ، والبدء بحملة نظافة لمداخل المدينة والشوارع المحيطة بالأماكن السياحية على الأقل ، لا أن يستمر المشهد بتلك الفوضى التي " فضحت " تخلفنا ، وأعطت انطباعا بأن شعبنا غير نظيف ، وهذا طبعا بعكس ما هو عليه المواطن بشكل عام ، فهو نظيف ومنتم وغيور على مصلحة وطنه ومدينته وحيه ، كما هو غيور على نظافة بيته ، فمن غير المعقول أن يقوم " شباب " بتحطيم محال تجارية وسياحية على خلفية جريمة قتل لا جريرة للناس بها ، ثم نطلب أن نكون سياحيين ومحترمين بنظر الآخرين .
 

المصدر: عمون فايز الفايز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled