Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الفقراء.. يمتنعون! (1-2)

بقلم : محمود كامل

يثور لديّ هذه الأيام «هاجس شرير» يتركز في سؤال «يلوكه» خيالي منذ مدة وهو: تُرى ما الذي يمكن أن يحدث لو تغيرت «قواعد اللعب» في مؤسسات العالم الدولية مثل «اليونسكو»، ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يسمح للأغلبية من «الأعضاء الفقراء» بطرد الدول الثرية من تلك المؤسسات فور امتناعها عن سداد نصيبها في ميزانية تلك المؤسسات عند إصدارها قراراً لا يرضى عنه الأثرياء، مع إنذار «من الفقراء» بالشطب من العضوية إذا تكرر ذلك الامتناع!

 

 وبرز ذلك «الهاجس» من تهديد الولايات المتحدة بالامتناع عن سداد نصيبها في الميزانية الدولية في حال إصدار أي قرار «ضد إسرائيل» أو حتى التلويح به، ذلك أن الأمريكيين يتصورون -بسب الإحساس المتضخم بالذات- بأن المؤسسة الدولية هي إدارة أمريكية لا يصح خروجها على الإرادة الأمريكية، وهو ما دفع بإسرائيل إلى التعامل مع كل قرارات مجلس الأمن باعتبارها «قرارت ميتة» فور التصديق عليها، بسبب السيطرة الصهيونية الكاملة على الشأن الأمريكي بحاله بقوة «إيباك»! صحيح أن أثرياء العالم الذين هم سادة كل المنظمات الدولية سوف ينظرون إلى مثل تلك «الهواجس المجنونة» بتركيز الإرادة الدولية في يد الأغلبية الفقيرة التي تمد يدها للأغنياء طلباً للمعونة باعتبارها «خطأ لا يغتفر».

 

 تماماً مثل الفلاح المصري الذي يحاول «ربط حمارته جنب حمارة العمدة»، وهو خطأ لابد من التصدي له بقسوة حتى لا ينتشر بين «الشحاتين» المنتشر بينهم «جرب الفقر» وهو «مرض جلدي معدٍ» قد يدفع الدول الكبيرة إلى تخصيص صالة مغلقة بالدور الأرضي يعزلون فيها بمناقشاتهم الدائرة حول نفس الموضوع الجاري مناقشته لدى أثرياء «الروف الدولي» حتى لا يختلط الأصحاء بـ»الجربانين» وهو ما لا ترضى عنه «منظمة الصحة الدولية»! وصحيح كذلك أن الدول الكبرى الثرية في العالم لا تمل الحديث ليل نهار عن حقوق الإنسان ولزوم الديمقراطية في الدول النامية، إلا أن «طق الحنك» هذا «كوم»، وأن نصدقه نحن «كوم آخر»، وعلى من يصدق ذلك الهراء فعليه أن يعلم «أن ذنبه على جنبه»، وأنه بغير اشتراكات العمالقة وفلوسهم لن تكون هناك أمم متحدة.. ولا يحزنون، إلا أنهم يصرون على وجودها باعتبارها المسرح الدولي الذي يلعبون عليه «لعبة الأمم»! ونستكمل غداً.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله