بقلم : محمود كامل
لا يجادل أحد في أن «المرأة العربية» أثبتت في مواقف كثيرة أنها أحياناً كانت «أجدع» من كثير من «الرجالة»، عندما حملت أعباء الأسرة داخل البيت، وأعباء العمل خارج البيت، وفي أحيان كثيرة حملتهما معاً، كما أنها تحملت بمفردها كل الأعباء في «غياب الرجل» بالانفصال أو بالوفاة، حيث تحولت إلى «امرأة معيلة» تتحمل في «صمت نبيل» ما يشبه «المستحيل» وهو ما يمنحها احتراماً «بغير سقف»!
وإذا كانت المرأة قد أثبتت كفاءتها في قيادة الأسرة التي هي «نواة المجتمع»، والتي بحسن تربيتها لأولادها تخرج للمجتمع رجالاً ونساء صالحين يديرون مستقبل الأوطان، فلماذا تدور الأحاديث -الآن ومنذ قديم الزمان- حول «صراعها الأزلي» مع الرجل انتزاعاً لحقوقها المتساوية معه، التي يتبارى الذكور -في مصر وبلاد أخرى كثيرة- في حجبها عنها ووضع كل العراقيل في طريقها، ضمن أنانية غير مبررة، ولا مفهومة بادعاء «أن المرأة خلقت للبيت، ورعاية العيال»، مع أنها لم تقصّر يوماً في هذا الدور بعشق إلهي لديها لكل ما تنجب، مع تحقيق نجاحات لا تُنكر في مجالات عمل قد تتفوق فيها على الرجال.
ويتصور بعض الرجال أن فتح الأبواب أمام جهد المرأة سوف يقلل كثيراً من قيمة هؤلاء في مجتمعاتهم، مع أن فتح تلك الأبواب أمام المرأة سوف يوجِد مناخاً للتنافس يقدم للأوطان النتيجة الأفضل، والأكثر عبقرية وإبداعاً، بصرف النظر عن نوعية الفاعل رجلاً كان أو امرأة، حيث يقتصر العائد هنا على «القيمة»، والقيمة المضافة، وهو ما حدا بكثير من نساء العالم -وبينهنّ عدد قليل من العربيات المصارعات- إلى الوصول لمناصب قيادية وحاكمة في مؤسسات بالغة الأهمية، مؤكدات جميعهنّ بالتجربة أن الجهد وحده، وليس النوع، هو الصانع الحقيقي للقيمة! لقد آن الأوان لأن تفيق «الأمة الذكورية» من أنانية الرجل، لتضم إلى الأوطان فيالق جديدة من الجهد النسائي الذي بوجوده يضاعف القيم المضافة إلى أوطان استراح فيها الرجل عن البذل، اتكالاً على أنه ذكر.. وكفاية!