إلغاء معظم الرحلات الإضافية وحركة ركاب «الميدل ايست» تهبط 10%
بيروت " المسلة " … لا يستبعد القيمون على القطاع السياحي أن تقفل العديد من المؤسسات السياحية في الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا خارج العاصمة، والسبب وفق الأمين العام لـ«اتحادات النقابات السياحية» جان بيروتي، «انعدام شبه كلي في الحركة يتراكم منذ السنة الماضية، ولا أحد من المعنيين يريد أن يفعل شيئا، لدرء هذه الكارثة».
ويشير رئيس «نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة» جان عبود إلى أن «معظم المؤسسات السياحية، لا تعمل بكامل طاقتها، بهدف خفض المصاريف»، واصفاً وضع القطاع السياحي بـ«المزري».
ويكشف عبود لـ«السفير» أن «نسبة تراجع الحجوزات في شركات الطيران والفنادق حوالي 34 في المئة في موسم الصيف، بعدما كان متوقعاً ارتفاعها إلى حوالي 90 في المئة»، مشيراً إلى أنه «مع وقوع أي حدث أمني جديد سنشهد المزيد من التراجع والالغاءات أيضاً».
وعلمت «السفير» أن شركات الطيران، خصوصاً «طيران الشرق الأوسط» (الميدل ايست) ألغت عدداً من رحلاتها الإضافية (الاكسترا) مع إبقائها على الرحلات المجدولة مسبقاً، وذلك لعدم وجود حجوزات كافية تستدعي برمجتها ضمن جدول رحلات موسم الصيف حتى الآن.
وكانت شركات الطيران والنقابات السياحية تنتظر موسماً واعداً قبل شهرين تقريباً، إلا أن تسارع الأحداث على الأرض محلياً وإقليمياً، وما رافق ذلك من قطع طريق المطار أكثر من مرة، وتحذير أربع دول خليجية مواطنيها من القدوم إلى لبنان، فضلا عن التقنين الحاد في التيار الكهربائي الذي طال العاصمة أيضاً، سارع إلى هبوط دراماتيكي في إشغال المؤسسات السياحية وحجوزاتها.
«الغاءات اللحظة الأخيرة»:
ويلفت عبود الانتباه إلى أن قطع الطرق، لاسيما طريق المطار، يؤثر مباشرة على الحجوزات، أي ما يسمى «الغاءات اللحظة الأخيرة»، فمثلا تكون حجوزات الطائرة كاملة، وعندما تهبط في المطار يتبين أن حوالي 30 إلى 40 في المئة من الركاب لم يأتوا على متنها، على الرغم من تأكيدهم للحجز». ويضيف إن «المؤشرات السلبية طالت سياحة اللبنانيين إلى الخارج أيضاً، وذلك لأسباب عدة منها تراجع القدرة المادية، أو الخوف من توتر أمني مفاجئ يؤدي إلى اقفال طريق المطار».ويؤكد بيروتي في هذا السياق لـ«السفير»، أنه «مع كل خبر عن قطع طريق، لاسيما طريق المطار، أو وقوع حادث أمني، يخسر البلد آلاف السياح».
وتبلغ نسبة الحجوزات الملغاة في المؤسسات السياحية خارج العاصمة، أكثر من 70 في المئة في شهر حزيران. أما عن شهر تموز المقبل، فيؤكد بيروتي «عدم وجود حجوزات جديدة، أما الموجودة سابقاً، فلم تثبت حتى الآن، وقابلة للإلغاء في أي لحظة». ويقول: «خسرنا معظم السياح، فضلاً عن إلغاء نسبة لا بأس بها من حجوزات المغتربين اللبنانيين الذين كانوا يستعدون لقضاء إجازاتهم السنوية في لبنان»، مشيرا إلى «وجود صعوبة بالغة الآن للتعويض عن خسائر القطاع في موسم الصيف، والمطلوب من الحكومة عاجلاً، الاعلان عن أسعار مخفضة إلى ما دون الـ50 في المئة على تذاكر السفر، لتشجيع المغتربين على المجيء، بعدما فاتنا القطار بالنسبة للسياح الأجانب والعرب»، معتبراً أنه «إذا لم تقدم الحكومة على هذه الخطوة، فعلى القطاع السياحي السلام».
حجوزات «طيران الشرق الأوسط»:
وفيما يوضح بيروتي أن طرح هذه الأسعار التشجيعية مطلوب من الحكومة لا «الميدل ايست» تحديداً، يكشف مصدر مطلع في «شركة طيران الشرق الأوسط» لـ«السفير» أن «حركة الركاب لهذه الفترة انخفضت 10 في المئة عن توقعات الحجوزات لشهر حزيران 2012»، موضحا أن «الخفض جاء بعد تعميم بعض دول الخليج منع سفر رعاياها إلى لبنان». لكن يلحظ المصدر أنه «لاحقا، عادت الحجوزات لتلتقط الخفض الذي حصل في الأسبوع الأول، علما بأنه من غير المؤكد من أي نسبة انخفاض أو ارتفاع لكوننا في بدء موسم الصيف».
وأعدت الشركة، وفق المصدر، «العدة كالعادة، لتلبّي طلبات الحجوزات لموسم الصيف، إن يكن عبر الرحلات المنتظمة أو الرحلات الإضافية، وإلى جميع الاتجاهات المطلوبة في شبكة خطوط الشركة»، لكن كل هذا يبقى رهن التطورات على الأرض.
ورداً على امكانية تقديم عروض أسعار تشجيعية للشركة في الصيف، يوضح المصدر أن «الميدل ايست لديها دائما عروض مختلفة تشمل أسعار تذاكر السفر والانتقال من مطار رفيق الحريري الدولي واليه، بالإضافة إلى الإقامة في أحد فنادق العاصمة، وكل هذه التقديمات بأسعار تشجيعية».
وإذا كانت «الميدل ايست» شديدة الحذر في اعطاء نسب تقريبية عن حجوزات شهر تموز المقبل، لتغيرها باستمرار بعد كل حدث أمني وسياسي أو حراك شعبي على الأرض، فان بيروتي يعتبر أن «ما يجري من أحداث، خصوصاً على أبواب موسم الصيف، يساهم بتدمير الاقتصاد لمصلحة جهات سياسية تستفيد من بقاء الوضع على هذا النحو، كذلك لمصلحة جهات خارجية تابعة لها».
الوضع وأحداث المنطقة:
من جهته، يرى عبود أن «استمرار التحذير الخليجي وبقاء الوضع السياسي على ما هو عليه، سيبقي وضع القطاع السياحي مزرياً»، محذرا من أن «المسألة هذه المرة أخطر من كل ما شاهدناه سابقا من حوادث، والخطورة تكمن في ارتباط الوضع المحلي بأحداث المنطقة»، متسائلا في هذا السياق «ما هذه المصادفة بين سحب حوالي 17 دولة دبلوماسييها من سوريا، ويتبعها مباشرة تحذير الدول الخليجية مواطنيها من القدوم إلى لبنان؟».
ويتوقع عبود أن «تشهد القطاعات كافة تراجعا في موسم الصيف، إذا لم يصر إلى اتفاق سياسي، على غرار ما حدث في العام 2008، إذ بعد الإعلان عن اتفاق الدوحة مباشرة، عادت الحركة السياحية إلى ذروتها».
ولا يستبعد بيروتي «حدوث نزوح كبير من مناطق الأطراف إلى العاصمة ومحيطها، ما يعيد مشهد حزام البؤس الذي تشكل عشية الحرب الأهلية في العام 1975، وكأن البلد ينقصه حرب أهلية جديدة».