مسقط "المسلة" … أبدت عدة شركات سياحية مدرجة بسوق مسقط للأوراق المالية تفاؤلا حذرا تجاه تحقيق قفزة في أرباحها الصافية خلال العام الجاري، معتبرة أن هناك ثلاثة تحديات رئيسية تواجهها خلال العام الجاري من بينها تذبذب أعداد السياح من فصل إلى آخر، موضحة أن فصل الصيف يعد من الفصول التي تتراجع فيها أعداد النزلاء بشكل كبير، إلا أنها في الوقت نفسه لم تشر في تقاريرها المرحلية إلى أي من الخطوات التي سوف تتخذها لمعالجة التراجع المتوقع في أعداد النزلاء، وعوضا عن ذلك أشارت بعض الشركات إلى أن الفنادق الجديدة تعرض أسعارا غير اقتصادية بهدف استقطاب الزبائن، ما يشير ضمنا إلى أن الفنادق "القديمة" لا تنوي تقديم تخفيضات كبيرة في أسعارها لاستقطاب شرائح جديدة من النزلاء.
وقالت شركة عمان للفنادق والسياحة إن "أعمال الفندقة تسجل انخفاضاً عند قدوم فصل الصيف"، في حين رأت شركة منتجع شاطئ صلالة أن "الوضع التقليدي للنشاط السياحي خلال شهري مايو ويونيو يعتبر نسبياً قليل الحركة حتى بداية موسم الخريف".
وبالإضافة إلى تحديات تراجع النشاط السياحي في فصل الصيف والمنافسة بين الفنادق رأت بعض الشركات وجود تحديات أخرى واجهتها في الربع الأول من العام الجاري وضغطت على إيراداتها ومن المتوقع استمرارها خلال هذا العام وتتمثل في ازدياد التكاليف نتيجة لارتفاع أجور القوى العاملة الوطنية بعد التعديلات الأخيرة في قانون العمل.
ارتفاع الإيرادات
في الربع الأول من العام الجاري ارتفعت إيرادات 8 شركات مساهمة عامة مدرجة بسوق مسقط للأوراق المالية إلى نحو 12 مليون ريال عماني مقابل 10.9 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الفائت، وارتفعت أرباحها الصافية من 2.6 مليون ريال عماني إلى 3.1 مليون ريال عماني، وتمكنت 6 شركات من تحقيق أرباح في حين منيت ظفار للسياحة بخسائر بلغت 531 ألف ريال، وسجل فندق البريمي خسائر بلغت 8 آلاف ريال عماني.
وأشارت بيانات رسمية إلى أن إيرادات الفنادق من فئة الـ 4 والـ 5 نجوم ارتفعت في الربع الأول من العام الجاري إلى 39.2 مليون ريال عماني مقابل حوالي 35.7 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الفائت، وارتفعت أيضا نسبة الإشغال في فنادق الـ 5 نجوم من 59.9 % إلى 63.1 % في حين تراجعت نسبة الإشغال في فنادق الـ 4 نجوم من 65.4 % إلى 59.1 %.
ويأتي تراجع نسبة الإشغال في فنادق الـ 4 نجوم نتيجة لافتتاح فنادق جديدة، في حين يعزى ارتفاع نسبة الاشغال في فنادق الـ 5 نجوم إلى محدودية أعدادها، ففي محافظة مسقط لا توجد سوى 5 فنادق فقط، وبحسب دراسة أجرتها "الشبيبة" مطلع العام الجاري فإن فنادق الـ 5 نجوم في مسقط تعد الأغلى خليجيا إذ يتجاوز سعر الغرفة المزدوجة لدى بعضها مستوى الـ 200 ريال عماني لليلة الواحدة.
ازدياد التكاليف
أكدت الشركات في تقاريرها المرحلية سعيها للتغلب على التحديات التي تواجهها إلا أنها لم تشر إلى ماهية الخطوات التي يمكن أن تتخذها لاجتذاب النزلاء باستثناء بعض الإشارات إلى جهود السلطنة في الترويج السياحي وجهود بعض الفنادق في الترويج لخدماتها.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة عمان للفنادق والسياحة مقبول بن حميد آل صالح أن التحسن في أداء الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري جاء نتيجة لارتفاع نسبة إشغال الغرف من جهة والانخفاض في النفقات من جهة ثانية، إلا أنه في الوقت نفسه رأى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الشركة من بينها التعديلات التي أدخلت على قانون العمل العماني خلال شهر يناير من هذا العام والتي كان لها أثرها في زيادة التكاليف، موضحا أن هذه الزيادة في التكاليف لا يمكن تحميلها إلى الزبائن نتيجة لحدة المنافسة بالسوق.
وأشاد في تقريره المرحلي بالخطوات التي اتخذتها الحكومة لزيادة أعداد السياح إلى السلطنة والترويج للقطاع السياحي، إلا أنه أبدى تفاؤلا حذرا تجاه النمو المتوقع خلال العام الجاري، وقال إن النمو المتواصل في أعداد الفنادق والشقق الفندقية بالبلاد ما زال يشكل منافسة غير صحية في قطاع الفندقة، إذ أن الداخلين الجدد لهذا القطاع يعرضون أسعاراً غير اقتصادية بغرض جذب الزبائن، موضحا أن الشركة تعي هذه التحديات وتتخذ جميع التدابير المناسبة لتخفيف آثارها.
منافسة شديدة
قال رئيس مجلس إدارة شركة فنادق الخليج – عمان علـي بن أحمد النجار إن إيرادات الشركة ارتفعت في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 4.2 % مقارنة بالفترة المماثلة من العام الفائت إلا أن التكلفة المباشرة ارتفعت 8.3 % وقد أدى هذا إلى تقليص الربح الذي حققته الشركة.
وأشار إلى أن مجلس الإدارة يعتقد أن الأداء المالي للربع الأول من العام 2012 كان مشجعا، وبخاصة في ظل المنافسة الشديدة من الفنادق الجديدة، موضحا أن الشركة تقوم بتطوير غرف الفندق الذي تديره وهو فندق كراون بلازا بمحافظة مسقط وتجديد بعض المطاعم والمرافق الأخرى للفندق بهدف المحافظة على تنافسيتها.
خطوات لتحسين الأداء
كما قال رئيس مجلس إدارة منتجع شاطئ صلالة محمد بن غلوم أحمد خوري إن هبوط صافي الربح في الربع الأول إلى 253 ألف ريال عماني مقابل 272 ألف ريال عماني يعود إلى "ارتفاع الضرائب المؤجلة"، مشيرا إلى "أن الرحلة المستأجرة من السويد والتي تنقل المجموعات السويدية استمرت خلال الربع الأول من هذا العام وانتهى موسمها السياحي مبكراً عن موعدها المتوقع، في حين أن الوضع التقليدي للنشاط السياحي خلال شهر مايو ويونيو يعتبر نسبياً قليل الحركة حتى بداية موسم الخريف، وبالمقابل تقوم الإدارة بالترويج للفندق بشكل فعال في القطاع الخاص وتستمر في اتخاذ مختلف الخطوات لتحسين أدائه".
تدفق الأفواج السياحية
يرى رئيس مجلس إدارة شركة فنادق الداخلية أسامة بن علي البرواني أن الأعمال التجارية للشركة ترتبط مباشرة بتدفق الأفواج السياحية إلى السلطنة، موضحا أن آثار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في العام 2008 ما تزال ماثلة وأن الاقتصاد العالمي ما زال يتعافى من آثارها، إلا أنه أكد ثقة مجلس الإدارة في أن هذه الأوضاع سوف تتغير بالنسبة لصناعة الضيافة في السلطة، مشيرا إلى أن السلطنة تعمل بكل جد على تطوير العديد من البرامج الداعمة للنشاط السياحي بالبلاد، مشيدا بارتفاع نسبة إشغال الغرف المتحققة من التعامل مع الوزارات والشركات.
أداء متميز
قال رئيس مجلس إدارة شركة ضيافة الصحراء طلال بن قيس الزواوي انه بالرغم من بيئة العمل السائدة فان الشركة حققت في الربع الأول أداء متميزا ونتيجة مالية مرضية إذ ارتفع الدخل بنسبة 19.2 %، موضحا أن العمل التجاري مازال في تحسن مستمر، وقال انه بناء على نسبة الاشغال التي تم انجازها مؤخرا في كل من موقعي المساكن الدائمة لمقاولي شركة تنمية نفط عمان، فاننا نتوقع الاستمرار في الأداء المالي المتميز خلال الفترة المتبقية من العام الجاري.
إضافة سياحية
رأى رئيس مجلس إدارة شركة ظفار للسياحة الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني إن مشروع توسعة مطار صلالة سوف يحقق نقلة مهمة للقطاع السياحي بمحافظة ظفار، وقال إن الشركة تعمل بالتعاون مع وزارة السياحة للمساهمة في تفعيل القطاع السياحي، مشيرا إلى أن الشركة تدرك مدى أهمية هذا القطاع ودوره الواعد في الناتج المحلي القومي وتأثيره الاقتصادي من خلال القيمة المضافة التي ستكون لصالح كل شرائح المجتمع في ظل خطط التنمية الجارية بمحافظة ظفار وأهمها مشروع توسعة مطار صلالة.
تفاؤل
توقعت شركة فندق البريمي تحقيق نتائج أفضل في الربع الثاني من العام الجاري رغم الخسائر التي سجلتها في الربع الأول، وقالت انه "بالنظر إلى التوجه المستقبلي لأعمالنا والنمو الذي يشهده قطاع السياحة في السلطنة وبخاصة في محافظة البريمي، فإن الشركة تتوقع أن تكون نتائج الربع القادم أفضل من تلك المُحققة في الفترات السابقة".
في حين اكتفت الشركة العالمية للفنادق التي تدير فندق شيدي مسقط بالحديث عن الجوائز التي حصل عليها الفندق خلال الفترة الفائتة ولم تشر إلى التحديات التي يواجهها القطاع.