حلب " المسلة " … يعد المعرض الفني التشكيلي الذي يقام سنويا خلال شهر أيار في مدينة حلب ويشرف عليه اتحاد الفنانين التشكيليين تحت اسم ربيع حلب من المعارض الفنية التي لا تزال تحافظ على استمراريتها منذ انطلاقتها الاولى في خمسينيات القرن الماضي.
المصدر : سانا
ويبين أحمد ناصيف رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب أن هذا المعرض يعتبر بمثابة عرف عام في المدينة وهو عبارة عن تقليد سنوي يضم أعمال الفنانين التشكيليين المقيمين في مدينة حلب حيث يتم توجيه رسائل لجميع الفنانين المسجلين على قيود الاتحاد للمشاركة في المعرض.
وأشار ناصيف إلى أن هناك آلية لانتقاء الأعمال التي سيتم اختيارها للمشاركة فيه حيث تقوم لجنة مختصة بتقييم العمل المقدم من قبل الفنان و يطلب منه تقديم عمل آخر في حال تم رفضه من قبل اللجنة ونوه أن فرع الاتحاد بحلب حرص في هذا العام على إقامة المعرض ليؤكد أن الفنانين التشكيليين ما زالوا موجودين في هذا الوطن ويسهموا في فعالياته الإيجابية ولكي لا يختل هذا العرف أو التقليد السنوي الذي يقام منذ أكثر من خمسين عاما وقال بان المعرض في هذا العام لم تكن له تسمية محددة أسوة بالسنوات السابقة نتيجة الظروف الحالية التي تعيشها سوريا.
وأوضح ناصيف أن الهدف العام من هذا المعرض هو الربط بين الفنانين القدامى والفنانين الشباب الجدد و تبادل الآراء والخبرات والنصائح وبالتالي نقل الإبداعات الفنية والمهارات والخبرات والإماكانيات من جيل لآخر من أجل الحفاظ على هذا الفن الذي يحتل مكانة كبيرة في سوريا عامة وفي حلب خاصة.
من جانبه أشار إبراهيم داود رئيس لجنة المعارض في فرع الإتحاد بحلب إلى أن المعرض الأول أقيم في العام 1959 و شارك فيه 68 فناناً تشكيلياً من مختلف أنحاء القطر قدموا خلاله 216 عملا بين رسم و نحت موضحا ان معرض هذا العام تضمن نحو 45 لوحة فنية بمواضيع مختلفة وأعمالا نحتية بمشاركة 45 فناناً تشكيلياً وأن التطور الذي طرأ على خلال الخمسة عقود الماضية ينبع من تطور تقنيات الفن نفسه ودخول أدوات حديثة عليه.
ولفت إلى ان مشاركة كبار الفنانين التشكيليين السوريين شاركوا في هذا المعرض منذ بدايته أمثال الفنان لؤي كيالي والفنان فاتح مدرس والفنان وحيد مغاربة والفنان حزقيال طوروس والفنان اسماعيل حسني.
ووصف داود وجهات النظر القائلة بضرورة فصل كل جيل على حدة بالتعنت الفكري مؤكدا بأنه سيؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة مشيرا إلى ضرورة اشتراك جميع الأجيال الفنية في المعرض لأن مشاركة الفنان الكبير في المعرض لا ينقص من قيمته ومكانته الفنية بل على العكس يعطيه قيمة وتقديرا كبيرين خاصة من قبل المشاركين الشباب الجدد.
ويرى محمد عادل عيسى رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين السابق بحلب أن معرض ربيع حلب يعد واحدا من أهم الأحداث الفنية في تاريخ المدينة مشيرا إلى أن هذا المعرض ومن خلال مسيرته الطويلة لا يزال الشاهد الأكبر على تطور الفن في وطننا بل كان المنطلق الأساس للكثير الفنانين إلى عالم الشهرة والمجد.
واعتبر أن هذا المعرض فرصة للاطلاع على رؤى فنية معاصرة تقدم للمتلقي فكرا وخيالا ينضح بألوان الحياة ممزوجا بعبق الماضي المجيد وروح الواقع المتجدد حيث يجسد الفنانون أحاسيسهم باللون والخط والكتلة لإحياء القيم الجمالية الحضارية الإنسانية التراثية.
بدوره أكد الناقد الفني فيصل تركماني أن من أسباب نجاح هذا المعرض خلال هذه العقود الخمسة الماضية هو ضمه لجميع الاتجاهات الفنية المتعددة تعبيري- تجريدي- واقعي- حروفي وغيره ومشاركة جميع الفنانين فيه على اختلاف خبراتهم ومستوياتهم مشيرا إلى ضرورة قيام وزارة الثقافة ومؤسسات الدولة كما كانت من قبل بشراء لوحات المعرض أو اللوحات الثلاث الأولى من أجل تشجيع الفنانين على المنافسة والمشاركة.
من جانبه قال الفنان التشكيلي نزار الحطاب أحد المشاركين في المعرض ان هذه المشاركة هي الخامسة عشرة له في المعرض مبينا أهميته كونه يسهم في تعارف الفنانين وتواصلهم مع بعضهم والتعرف على الفنانين الشباب الجدد في المدينة وتبادل الأفكار الفنية والتقنيات بين الجيلين القديم والحديث.
ودعا الحطاب إلى ضرورة التزام جميع فناني مدينة حلب بالمشاركة في هذا المعرض لما له من دور في تعزيز و توثيق مكانة الفن التشكيلي في هذه المدينة العريقة ثقافيا و بجهود فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب والفنانين أنفسهم في إنجاح المعرض لهذا العام في ظل الظروف الحالية التي يعيشها وطننا الحبيب سوريا.