وزارة السياحة تواصل عملها لتنشيط السياحة الدينية

دمشق" المسلة" …. تتابع وزارة السياحة موضوع السياحة الدينية من أجل تنفيذ التوصيات التي خلصت إليها ورشة العمل التي أقيمت مؤخراً تحت عنوان " السياحة الدينية تنوع وغنى تاريخي وحضاري" بهدف إبراز التنوع والغنى الديني لسورية وأهميتها في تاريخ الأديان لما تحتويه من مواقع دينية متنوعة كالمساجد والكنائس والأضرحة والمزارات، حيث تعتبر منذ بدء التاريخ مهد الديانات السماوية، وتحتضن إرثاً واسعاً يكاد لا يحصى من العمائر الدينية والأوابد والمزارات وأضرحة القديسين والأولياء الصالحين.

 حيث تقوم الوزارة بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية والمرجعيات الدينية وذلك بعد أن اعتمدت السياحة الدينية من أهم المنتجات السياحية وتشجيع خطط الترويج لها حيث شاركت الوزارة هذا العام بالعديد من المعارض السياحية تم خلالها الترويج لسورية كمقصد سياحي وديني متميز ومنها معرض سياحي في طهران لإبراز المواقع الدينية التي تشمل المقامات والأضرحة، وبث فيلم ترويجي " ركب الأحرار" عن مسار أل البيت من الكوفة إلى دمشق، ومعرض الهند السياحي، إضافة للمشاركة في معرضي "انتور ماركت" و" ميت" الذين أقيما في موسكو وتم إبراز المواقع الدينية وعرض لوحات القديس بولس والمواقع السياحية الإسلامية والمسيحية حيث أقيم معرضاً للصور الضوئية لأهم المواقع الدينية في كنيسة القديس يسوع المخلص خلال فترة عيد الفصح استمر لمدة أسبوع، فضلاً عن إقامة معرض للصور الضوئية والمواقع السياحية الإسلامية بأكبر كنائس موسكو بالتعاون مع السفارة السورية، وقد لاقت هذه المشاركات قبولاً واهتماماً من قبل المشاركين ممن أبدوا اهتمامهم بزيارة سورية والاطلاع على منتجاتها السياحية الغنية.

وسيتم التنسيق مع الجهات العامة والخاصة والمرجعيات الدينية لتأهيل المواقع الدينية وتزويدها بالبنى التحتية الملائمة وتشجيع الاستثمار فيها، وإعداد خريطة سياحية للمواقع الدينية ودعم التواصل بين الهيئات والمرجعيات الدينية ومنظمي الرحلات السياحية لتنمية الطلب على السياحة الدينية، والتنسيق مع المؤسسات التعليمية للتركيز على أهمية السياحة الدينية، والتعريف بالأماكن والمواقع الدينية من خلال الإعلام السياحي وكذلك تطوير برامج تدريب وتأهيل للدلالة السياحية الدينية لتقديم معلومات متكاملة وتسهيل إجراءات دخول الزوار والسياح بقصد السياحة الدينية واعتماد "مشروع تطوير مقام السيدة زينب ومحيطه" مشروع رائد نظراً لأهمية موقع السيدة زينب في ريف دمشق لما يجذبه من عدد كبير من الزوار ولحاجة المقام ومحيطه لتطوير متكامل لذلك، وضمن جهود الوزارة في هذا الإطار تم تشكيل لجنة خاصة معنية بدراسة وتطوير هذه المنطقة بما يضمن حماية الموقع الحالي وتوفير الخدمات السياحية اللازمة وتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق التنمية المستدامة للموقع ومحيطه ضمت ممثلين عن وزارة السياحة والإدارة المحلية ومحافظة ريف دمشق، حيث تم طرح واقع للمنطقة ورؤية وإستراتيجية الوزارة لتطويره وتنميته بما يعود بالجدوى على البلدة وعلى الواقع السياحي بشكل عام.

هذا وقد أصدرت الوزارة ( بروشوراً) عن المساجد والكنائس في سورية جاء في مطبوعَين منفصلين في جزئه الأول المساجدَ في سورية والجوامع والمزارات والمدارس القديمة في مختلف المدن السورية ولمحة موجزة عن موقعها وتاريخها وأهميتها، والمطبوع الثاني خاص بالكنائس في سورية يشير إلى حدثين هامين شهدهما الباب الشرقي لمدينة دمشق كدليل بسيط على أن سورية هي مهد الديانات السماوية، أولهما عبور القديس بولس، وثانيهما دخول الفتح الإسلامي على يد خالد بن الوليد، ويشير المطبوع إلى أنطاكية على الساحل السوري التي انطلق منها التبشير بالديانة المسيحية على يد القديسين بولس وبطرس، وفيها ظهرت أول كنيسة في العالم وسمي أتباع المسيح بالمسيحيين، ثم يعرض أهم الكنائس في المحافظات السورية ولمحة موجزة عن موقعها وتاريخها وأهميتها.

جاء ذلك بعد إحداث الوزارة لمديرية خاصة بالسياحة الدينية تهتم بوضع قاعدة بيانات لكافة المواقع والأماكن الدينية، وتحديد الأماكن القابلة للزيارة، وتحديد وتأمين الخدمات اللازمة لمواقع الزيارة، ورسم مسارات وبرامج الزيارة، وتحديد الأسواق المصدرة للسياحة الدينية، إضافة إلى تنفيذ خطة ترويجية تكفل تحقيق الغاية المرجوة.
وينطلق توجه الوزارة لتطوير هذا النوع من السياحة بهدف وضع آليات لتنفيذ الأفكار والخطط فيما يتعلق بإبراز المكانة الدينية والحضارية لسورية وبهدف تعزيز أهمية المسارات الدينية كما أن هذا التوجه يأتي ضمن رؤية الوزارة لتنشيط هذا القطاع الذي ينال حالياً الكثير من الاهتمام .