بقلم : محمود كامل
يتصور بعض الذين رشّحوا أنفسهم لمنصب «رئيس مصر» أن «الحكاية سهلة» وليست أكثر من حصوله على أغلبية أصوات توصله لهذا المنصب الرفيع ضمن سعي مصري لإقامة الجمهورية الثانية مدنية وبعيدة تماماً عن «الغفر» الذين حكمونا لعقود، ويتحدث أغلب هؤلاء عن ممارسة مهام الرئاسة من الشقة التي يقيم فيها، والتي قد يتصادف أن تكون من «أوضتين وفسحة.. وعفشة ميه»، مع احتمال أن تكون في «حارة جوه حارة» أو في «زقاق جوه حارة» ذلك أنه عندما سكن فيها منذ سنين «م كانش واخد خوانه»، ولم يكن يدور بخلده -ولا في أحلام التخاريف- أنه من الممكن أن يكون رئيساً لجمهورية مصر .. العربية!
ويأتي ذلك التصور «المفلطح» ضمن إبراز بساطة فخامة الرئيس -طبعاً قبل انتخابه- للناخبين ومغازلة خيالاتهم بضرورة أن يأتي الرئيس من بين صفوفهم -مواطن عادي وبسيط – ممن يستعملون أتوبيسات النقل العام مع استعمال التاكسي «في المواسم والأعياد وعند زيارة القرافة»!
إلا أن أعوان السيد الرئيس، وحاشيته سوف يستنكرون وينكرون -فور القعاد على الكراسي- كل ما قاله فخامته خلال حملته الانتخابية باعتباره من «كلام الليل المدهون بزبدة والذي تطلع عليه شمس النهار ليسيح» وكأنه لم يكن، ذلك أن قيادة دولة بحجم مصر ليس أمراً هيناً، وأن موقع ممارسة رئيسها لمهامه لا بد وأن يتوافق مع قيمة البلد الذي يحكمه، ومن ثم فلا بد وأن تمارس القيادة من «قصر جمهوري» من بين العشرات التي تركها لنا «العصر الملكي» أكرم الله مثوى رجاله جميعاً. وهي القصور التي كان «يبرطع» فيها مبارك ورجاله صيفاً وشتاءً، دون أي ملامح بدرت منهم -ولو بطريق الخطأ- بأنهم حكام حقيقيون، مع أن الرئيس نفسه جاي من «حارة من جوه حارة» ومع ذلك تعامل معنا طوال ثلاثة عقود على أنه خديوي ابن خديوي، مع أنه في الحقيقة كان «مملوكا» عند الهانم.. والعيال!