مسقط "المسلة" …. رحب عدد من المواطنين بإنشاء الهيئة العامة للطيران المدني وأشاروا إلى أنهم يطالبون بتحرير قطاع النقل الجوي الداخلي، من خلال السماح بإنشاء شركات طيران للقطاع الخاص "التاكسي الطائر" من أجل اتاحة المنافسة بين شركات الطيران وصولا لتخفيض أسعار التذاكر ورقي الخدمات المقدمة للركاب. مشيرين إلى أنهم متفائلون بأن الهيئة سوف تحدث نقلة نوعية في سوق الطيران بالسلطنة.
وقالوا إن الأسعار الحالية التي تقدمها الشركة الوطنية "الطيران العماني" إلى صلالة مرتفعة جدا، وتصل إلى 51 ريالا عمانيا "ذهابا وإيابا"، متسائلين إلى متى سيظل الإحتكار في الأسعار لصالح الطيران العماني الناقل الجوي الداخلي الوحيد في السلطنة بحيث إن أسعار بعض الرحلات الداخلية تعتبر أكبر من بعض الرحلات الخارجية لبعض خطوط الطيران الأخرى ولدول تبعد عن السلطنة آلاف الأميال، هذا في الوقت الذي شهد فيه مطار صلالة ارتفاعا في حركة المسافرين بنسبة 25 في المئة حيث بلغ اجمالي عدد المسافرين 195 ألفا و183 مسافرا حتى شهر أبريل من العام الجاري مقارنة بـ 155 ألفا و628 مسافرا في الفترة نفسها من العام الفائت.
تعزيز الأهداف
وأكد عدد من الاقتصاديين لـ " الشبيبة" أن إنشاء شركات طيران للنقل الداخلي سيساهم في تعزيز البيئة الاستثمارية للسلطنة وخطوة منسجمة مع الانفتاح الاقتصادي، مشيرين إلى أن من الأهداف الأساسية الحفاظ على توفير خدمة النقل الجوي في السلطنة لجميع المواطنين، وتجنب الزيادة في أجور النقل الجوي الداخلي.
تأسيس شركات خاصة
وأوضح هؤلاء الاقتصاديون أن تأسيس شركات خاصة للنقل الجوي الداخلي سيساهم في تحقيق النمو الاقتصادي بسبب تحرير حركة النقل والتجارة بين المحافظات وانتعاش السياحة والتواصل الاجتماعي ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، كما سيؤدي إلى استحداث فرص عمل إضافية.
وقالوا إن إنشاء قطاع طيران داخلي جديد " التاكسي الطائر" كان محتكرا من قبل شركة واحدة على مر عقود من الزمن لا شك أنه سيحتاج إلى وقت إلى أن يصل إلى مرحلة النضج. إلا أن البيئة التشريعية والقانونية في السلطنة تتيح له الوصول إلى النضج بأقل قدر ممكن من الخسائر.
تحرير سقف التذاكر
وتوقع مختص في إحدى شركات الطيران أنه في حالة إنشاء شركات جديدة لقطاع الطيران الداخلي سيتم تحرير سقف الأسعار لتذاكر الطيران للرحلات الداخلية في السلطنة، وذلك تفعيلا للمنافسة والاستمرارية في سوق الطيران.
تجربة شركة منافسة
وذكرعبدالله بن حسين المشهور با عمر تجربة لإحدى الشركات الوطنية قائلا أنه في السابق فتحت شركة وطنية تدعى "مسقط للطيران" لمستثمر عماني بالتعاون مع شركات روسية منذ عشر سنوات تقريبا وكانت أسعارها تنافسية جدا إذ كان التذكرة للنقل الداخلي مسقط – صلالة وكذلك دبي – صلالة وبالعكس لا تتعدى الأربعين ريالا عمانيا مع حصولك على تذكره أخرى ذهابا و إيابا، ولكن للأسف تعرضت لمنافسة شديدة من قبل شركة الطيران العماني إذ قدمت عرضا مغريا للمواطنين، يصل إلى 29 ريالا عمانيا، ما أدى لخسارة شركة مسقط للطيران، وبعد ثلاثة أشهر خرجت من السوق، بعد ذلك رجع الطيران العماني إلى أسعاره السابقة معللا ذلك بأنه لا يوجد لديه ركاب.
تخفيض الأسعار
وأضاف المشهور: في أمريكا التنقل الداخلي لا يتعدى المائة دولار فلماذا " الناقل الوطني" أسعاره مرتفعة، فهناك بعد اجتماعي حيث يوجد كثير من الطلبة والموظفين من شمال السلطنة موجودين في محافظة ظفار وبالعكس وبالتالي يجب أن ينظر لهذا الأمر بعين الأهمية، حيث ضخت الحكومة مبالغ كبيرة لدعم الطيران العماني.
أمنيات ومناشدة
متمنيا أن يفسح المجال للتنافس من قبل شركات الطيران العربية ، وأن تكون " سماوات مفتوحة" من صلالة وإلى مسقط ما يساهم في تخفيض أسعار النقل الداخلي بين مختلف محافظات السلطنة وتسهل التنقل، وقال: من هنا أتوجه بالمناشدة لحكومتنا الرشيدة بأن تدعم المواطنين من خلال تخفيض الأسعار وليس احتكار الأسعار ودحض التنافس كما حدث لشركة مسقط للطيران .
قطاع متجدد
وقال المواطن أحمد بن سعيد العبري: يعتبر النقل الجوي قطاعا متجددا ومنعشا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، يربط الأشخاص والدول والثقافات، ويوفر نفاذا إلى الأسواق العالمية ويسهل التجارة والسياحة، كما يوفر الطيران شبكة نقل سريعة في العالم اجمع، ما يجعله ضروريا في الأعمال الدولية والسياحة بحيث يقوم بتسهيل النمو الاقتصادي، خاصة في الدول السائرة في طريق النمو.
إشراك قطاع الخاص
وقال الشيخ إسحاق الهشامي إن حدوث التحرير والطلب المتزايد على الموارد الحكومية من طرف المصالح الحساسة الأخرى من الاقتصاد الوطني والحاجة إلى خدمات اجتماعية أكبر وتمويل البنى الأساسية للطيران يجعل من الضروري إشراك القطاع الخاص في النقل الجوي الداخلي. وفضلا عن الاستثمار في رأس المال، فإن القطاع الخاص يقدم خبرة معتبرة في مجال الصناعة. إن إشراك القطاع الخاص قد يأخذ شكل شراكة عمومية خاصة .
محرك التنمية الاقتصادية
من جانبه قال خالد بن سعيد الرمحي: لقد أصبح النقل على الصعيد الدولي محركا للتنمية الاقتصادية المستدامة والمتنامية، وقد تحقق هذا نتيجة للسياحة والتجارة، وإيجاد مناصب للشغل، و تحسين مستوى المعيشة، وتقليص الفقر وزيادة الدخل. وغالبا ما يكون النقل الجوي الوسيلة الوحيدة للنقل من وإلى المناطق البعيدة، وهو ما يشجع الاندماج الاجتماعي من خلال الربط بين الأشخاص الذين يعيشون في هذه المجموعات مع باقي أقاليم بلدانهم.
وأكد سليمان بن علي السيابي أن تحرير قطاع الطيران الداخلي سيكون رافدا مهما للتوظيف وللتطوير وداعما لخطط تنويع قطاعات الاستثمار في الاقتصاد العماني، وخطوة مهمة في طريق تطوير البيئة الاستثمارية المحلية، آملا أن يساهم قطاع الطيران في الناتج المحلي مساهمة رئيسية، فبعض الدول يساهم قطاع الطيران فيها بما نسبته 8 في المائة من الناتج المحلي.