عمان "المسلة" … بين امين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي أن العلاقة الوطيدة بين تخصصه في التخطيط والتطوير الحضري والسياحة من حيث أهمية البنية التحتية وفي تأهيل واعادة تأهيل الابنية التراثية والمحافظة، مؤكدا ضرورة الاهتمام بهذا القطاع والسياحة بشكل عام لما لها من دور قوى فى اقتصاديات دول العالم، لذا يجب العمل على تطوير صناعة السياحة من أجل زيادة النموالاقتصادي لا سيما أن عدد السائحين سيبلغ مليار سائح حول العالم بنهاية عام 2012.
الرفاعي الذي تحدث لـ»الدستور» على هامش المؤتمر الثاني لمنظمة السياحة العالمية حول العلاقة بين قطاع السياحة ووسائل الاعلام تحت عنوان «العمل بالشراكة مع وسائل الاعلام في الفترات الصعبة»، أكد مكانة الأردن على الخريطة السياحية، وقال: رغم المشاكل التي تتعرض لها المنطقة الا ان الأردن لم يفتأ يثبت للعالم بأنه واحة امن واستقرار، وانه يمثل نموذجا لقصة نجاح في عالم السياحة الدينية والبيئية والعلاجية والأثرية والتاريخية والحضارية رغم صغر حجمه وامكانياته، وقد نجح في تسليط الضوء على مواقعه الاثرية العريقة والبيئة وكل الكنوز السياحة التي يزخر بها والمحافظة عليها بامكانياته المتواضعة الا ان الطموح يبقى أكبر من التحديات، فالجهود المبذولة جبارة. وأكد شعوره بالفخر والسعادة وهو يرى الأردن حاضرا في المعارض الدولية بقوة لا تقل عن اي دولة متقدمة رغم تواضع الإمكانيات.
مليار سائح
وقد دعا الدكتور الرفاعى الى ضرورة الاهتمام بقطاع السياحة لما له من دور قوي فى اقتصاديات دول العالم، وقال: يجب العمل على تطوير صناعة السياحة من أجل زيادة النموالاقتصادى لا سيما أن عدد السائحين سيبلغ مليار سائح حول العالم بنهاية عام 2012. وقال: «واحد من سبعة من سكان الكرة الارضية قام بالسياحة رغم الازمات الاقتصادية والسياسية وغيرها من الازمات التي مرت بها غالبية دول العالم ولا يزال الكثير منها يعاني من وطأة هذه الازمات الا ان الحركة السياحية استمرت في التدفق بما تحمله من افاق في تطوير اقتصاديات عدد كبير من الدول وتحسين دخول مواطنيها». واشار الرفاعي الى ان «العام 2015 سيشهد مزيدا من التطور والنموالسياحي بعد ان تستطيع الدول تجاوز اثار الأزمة الاقتصادية ونتوقع ان تصل اعداد السياح في العام 2030 الى حوالي مليار و800 مليون انسان».
الربيع العربي
وحول واقع السياحة العربية بين الدكتور الرفاعي بأن نسبة السياحة قد تراجعت في بلاد الربيع العربي بما يقارب نسبة 12 % العام 2011، وقال: مصر وتونس استطاعتا ان تقتربا من العودة الى الارقام التي وصلت اليها سابقا خلال العام الحالي، الا ان ذلك لا ينطبق على بقية بلاد الربيع العربي، واوضح الرفاعي ان «تراجع السياحة في دول الربيع العربي رفع من عدد السياح الذين اتجهوا الى بلاد الخليج العربي لكنها لم تؤثر على السياحة في الاراضي الفلسطينية التي لم تشهد تطورا بسبب الظروف السياسية المعروفة.
المنظمة الدولية
وحول المنظمة بين د. الرفاعي بأن منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية – التي تتخذ من مدريد مقراً لها – هي من المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة وتعمل على إدارة دفة السياحة العالمية، وتضم في عضويتها 154 دولة. وبين ان المنظمة تسعى لتحقيق تطلعات المجتمع الدولي في تنمية سياحة مستدامة، ويتم انتخاب أمينها العام لولاية تمتد إلى أربع سنوات من قبل الدول الأعضاء.
وحول الأهداف الرئيسة لمنظمة السياحة العالمية بين أن من أهمها نقل الخبرات والتجارب الدولية والمعرفة الفنية لقطاع السياحة والإسهام في بناء قدرات العاملين في المجال السياحي بالإضافة إلى تعزيز الشراكة في التنمية السياحية وترويج السياحة كآلية للاستقرار والسلام، وأداة للتعاون المشترك في الحفاظ على التنوع الثقافي والاقتصادي وتبادل الخبرات والتجارب المتوافرة لدى الدول الأخرى في مجال تنمية القطاع السياحي.
حنين دائم
ينتظر طالب الرفاعي بفارغ الصبر عودته للاستقرار في ارض الوطن خاصة وانه عاش في الغربة متنقلا بين مناصب كثيرة حملته للاقامة في العديد من العواصم العالمية ويقول: حنيني للوطن لا يفارقني وشوقي للأهل والأصدقاء احمله معي اينما كنت، فقد اشتقت الى هواء عمان، والى شوارعها وأزقتها واسواقها والى مطاعمها الشعبية خاصة، مؤكدا بأن للجامعة الاردنية حنينا خاصا، فكانت بدايته منها ويتمنى ان يعود اليها بعد الاستقرار في الوطن.
سيرة
يذكر ان الدكتور طالب الرفاعي أول عربي يجلس على مقعد الأمين عام لمنظمة السياحة العالمية، بعد أن تم اختياره لهذا المنصب الهام في المنظمة الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وهووزير السياحة الأسبق، وقد تقلد مناصب عديدة بدأها كاستاذ للهندسة المعمارية في الجامعة الاردنية بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في التصميم الحضري والتخطيط من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، وقبلها الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة إلينوي للتكنولوجيا. وقد اثبت د. الرفاعي نفسه كدبلوماسي نشط حين ترأس أول بعثة اقتصادية اردنية لدى الامم المتحدة، ليتقلد من بعدها عدة مناصب في مؤسسات مهمة، وأصبح وزيرا في بضع وزارات؛ فقد عمل وزيرا للتخطيط ووزيرا للإعلام، كما أنه شغل مناصب قيّمة عديدة.