البحر الميت "المسلة" … حدد المشاركون في المؤتمر الدولي للسياحة حول «اغتنام الفرص السياحية المتاحة في ظل التغيرات المستمرة» خريطة طريق للعمل السياحي ليخرج من أزمته الاقتصادية العالمية، من خلال تشخيص الواقع ووضع الحلول العملية.
المشاركون قرأوا المشهد بصورته العامة، من حيث المشاكل التي بدت واضحة متأثرة سلبا وبشكل كبير بالواقع السياسي وتحديدا من تبعات الربيع العربي، مطالبين بضرورة ايلاء هذه الصناعة الاهتمام الأكبر عالميا حتى تتمكن من تجاوز أزماتها.
المؤتمر الذي عقد برعاية ملكية سامية، وبتنظيم من هيئة تنشيط السياحة، اختتم اعماله امس برسم واضح للخريطة العملية للعمل السياحي العالمي المقبل، الأمر الذي وصفه المشاركون بأنه «رسالة الأردن السياحية» التي انطلقت من اخفض بقاع العالم بأعلى توجهات لحلول عملية لواقع مأزوم.
في الجلسة الختامية للمؤتمر، ركز وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز وأمين عام منظمة السياحة العالمية د. طالب الرفاعي على أهمية التجربة الاردنية السياحية، وقدرتها على تجاوز الأزمة التي تمر بها هذه الصناعة بأقل الأضرار الممكنة.
وأكد المتحدثان أهمية دور الإعلام في دعم القطاع ونجاحه، مشيرين الى مهمته في التسويق العملي والواقعي الذي ينقل الصورة كما هي دون تغليف لأية حقائق.
وبين الفايز ان العالم ينفق ما قيمته (25) مليون دينار على هذا النوع من السياحة، لافتا الى اهمية شراكة المجتمعات المحلية في سياحة المغامرات، وكذلك بإيجاد حالة من النجاح الخاصة للسياحة العائلية التي يتميز بها الاردن.
وأعلن الفايز أن الأردن يخطط خلال المرحلة المقبلة لنيل حصة من حجم توقعات منظمة السياحة العالمية بأن مليار سائح سيجولون العالم عام 2013.
بدوره، اعتبر الرفاعي الأردن قصة نجاح سياحية، كونه شعبا وحكومة عمل بجد على تنمية القطاع رغم كل التحديات والصعوبات المحيطة به.
وقال ان قطاع السياحة لا يحظى بالاهتمام الكافي من العالم ككل، مطالبا بمزيد من الاهتمام العالمي كونه قادرا على رفع مختلف الصناعات الأخرى المتعثرة بسبب الازمة الاقتصادية.
خلال جلستي المؤتمر الصباحيتين أمس، كان الأردن هو النموذج الذي طرح في موضوعي اغتنام الفرص والاستثمار، حيث تناولت الجلسة الاولى من يوم الاختتام كيف يمكن للوجهات السياحية اغتنام الفرص التي تتيحها ظروف السوق المتغيرة بسرعة، وقصة النجاح التي طرحت بهذا الخصوص.
وتناولت الجلسة الثانية الشروط لتعزيز نجاح الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أوقات عدم التأكد، حيث ترتبط الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الفنادق والمنتجعات في كثير من الأحيان مع السمعة والمعرفة للعلامات التجارية الكبرى.
ترأس الجلسة الأولى رئيس لجنة التراث والسياحة في مجلس الأعيان عقل بلتاجي، وتحدث عن اهمية آليات التسويق السياحي وتنوعها بشكل يلائم جميع الأسواق والمتطلبات العربية والعالمية.
وقدمت الجلسة تقييماً لنهج الحكومة الأردنية، وقطاع السياحة والسفر اللذين يبنيان الخطط والأنشطة إضافة إلى وضع الإجراءات والأولويات اللازمة لضمان تحقيق أهداف هذا القطاع الاستراتيجي على مدى السنوات القليلة المقبلة.
أما الجلسة الثانية التي ترأسها ماساتاكا فيوجتا رئيس فرع اتجاهات وقضايا الاستثمار، قسم الاستثمار والمشاريع- أونكتاد، فتناولت الشروط لتعزيز نجاح الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أوقات عدم التأكد.
وخصصت الجلسة الثالثة امس لبحث موضوع السياحة العلاجية، حيث تحدث خلالها رئيس جمعية المستشفيات الأردينة د.زهير ابو فارس عن اهمية السياحة العلاجية التي حقق فيها الاردن المرتبة الاولى في الشرق الاوسط والخامسة عالميا.