البحر الميت "المسلة" … توقع أمين عام منظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي أنه من المتوقع أن ينمو عدد السياح العالميين الوافدين الى الأردن خلال العام الحالي.
وأضاف الرفاعي أمس، خلال افتتاح المؤتمر السياحي الدولي الأول، الذي كان بعنوان "اغتنام فرص سوق السياحة في أوقات التغير السريع"، أن المقاصد السياحية المهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هي الأردن وتونس ومصر ومن المتوقع أن تتعافى السياحة في هذه البلدان في العام 2012.
وبين الرفاعي أن دول الخليج ستشهد نموا في أعداد السياح بشكل أكبر هذا العام مقارنة مع دول الشرق الأوسط نتيجة لتداعيات الاضطرابات السياسية في المنطقة.
وتوقع الرفاعي أن يصل أعداد السياح العالميين في نهاية العام الحالي الى مليار سائح بنسبة نمو تتراوح بين 3 % الى 4 %.
وأضاف أن العالم اليوم يتغير بطريقة غير مسبوقة ما يولد العديد من التحديات للقطاع السياحي وأهمها الأزمة المالية العالمية التي من المتوقع أن يستمر تأثيرها من ثلاثة الى أربعة أعوام مقبلة.
وتشارك في المؤتمر، الذي يقام على مدار يومين في منطقة البحر الميت، نحو 27 دولة عربية وأجنبية.
من جانبه، قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز إن "أوقات التغيير تجلب معها الفرص العظيمة، لاستشراف طرق جديدة لنمو أسواقنا، وفرصا لزيادة مشاركة الأردنيين في السياحة والاستفادة من عوائدها، وفرصا لطرق أفضل للمشاركة معكم في زيادة أعمالنا وأعمالكم وإرضاء زبائنكم (زوارنا) وزيادة أرباحكم".
وأضاف الفايز "إننا نعمل على توسيع الفرص أمام المستثمرين المحليين والخارجيين ليستفيدوا من صناعة السياحة الحية والواعدة كثيراً. فالمنتجعات الضخمة ومواقع الجذب السياحي المتنوعة قيد الإنشاء حالياً أو توشك أن تنطلق".
وبين أن الحكومة والقطاع الخاص قامت باستكمال مخططات النمو للسنوات الخمس المقبلة، حيث ستعمل على مضاعفة أعداد السياح بحلول العام 2015، وزيادة أعداد غرف الفنادق بأكثر من خمسة آلاف غرفة، وزيادة إمكانية الوصول إلى بلادنا من دول ومطارات جديدة.
وقال "إننا نعمل على تنويع منتجنا السياحي وتحسين مستواه ونوعيته"، مشيرا الى أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعني أن وزارة السياحة والآثار تتابع وتراقب مع شركائها الدوليين والمحليين حول كيفية نمو السياحة.
وتطرق الفايز الى أن رئاسة الوزراء في الأردن أقرت الخطة الوطنية للسياحة للأعوام 2011 – 2015 حيث تقدم الدعم من أعلى المستويات الحكومية وتهدف إلى تقديم خبرة مميزة للسائح تستند إلى ثقافتنا وبناء على جهود حثيثة للاستمتاع بمواقعنا التراثية وتقاليدنا العريقة والمحافظة عليها.
وأضاف أن الوزارة ستعمل على تعزيز التزامها مع شركائها الحاليين، كما ستعمل على التوسع بأسواقها إلى ما وراء البحار واستقطاب زائرين من مقاصد جديدة.
وقال الفايز "بدأنا نلاحظ تحسناً في أعداد السياح حيث زادت بنسبة 5 % خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة، وزادت عوائد السياحة بنسبة 10.5 % للفترة ذاتها."
ولفت الى أن للأردن خبرة خاصة ومميزة تجمع الأماكن التاريخية والدينية والثقافية والناس مع الطبيعة، مؤكدا أن الفرصة كبيرة وسانحة لاستغلال ذلك باعتماد طرق غير تقليدية. وعلق "لهذا السبب نحن نعمل على زيادة وتحسين مهارات الأردنيين العاملين في قطاع السياحة والفندقة والضيافة سواء أكانوا في مجالات الإدارة أو الخدمة أو المصنوعات الحرفية أو الإقامة."
بدوره قال الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس السياحة والسفر العالمي ديفيد سكوسيل إن المجلس ومنظمات السياحة في العالم تتعاون للتركيز على تسهيل تأشيرات الدخول للسياح العالميين عبر المعابر الحدودية.
وأضاف سكوسيل أن صناعة السياحة في العالم قوية سبقى تنمو رغم كل التحديات وما يحدث من أحداث في العالم.
وبين أن الجهات الممثلة للقطاع السياحي تنادي دائما بالاستقرار الأمني في المنطقة والذي يعتبر من أهم مقومات السياحة.
وقال سكوسيل إن قطاع السياحة يساهم بنسبة 9 % في الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد العالمي ويوفر نحو 255 مليون فرصة عمل.
من جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية بالوكالة عبدالرزاق عربيات إن "التغيرات سريعة وتحتاج إلى استجابات وردود أفعال توازيها بالسرعة وهذا سبب اجتماعنا هنا اليوم لمناقشة كيفية تعزيز تنمية القطاع السياحي في ظل التغييرات على العديد من الأصعدة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية".
وأضاف عربيات أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الحالية واتجاهات السوق تشكل معيقات جديدة فضلا على أنها توفر فرصا جديدة.
وأضاف أن المملكة أظهرت التزامها بالابتكار والابتعاد عن التفكير النمطي والتقليدي عند الحاجة لاتخاذ إجراءات سريعة، حيث إن الهيئة أطلقت حملات لتعزيز الوعي لحقيقة أن الأردن حافظ على أمنه واستقراره كوجهة سياحية، حيث قامت هيئة تنشيط السياحة بدعوة أكثر من 400 صحفي على مدار العام.
وأضاف عربيات أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وسرعة وتيرة تطورها أثبتت أنها إحدى أهم الأدوات في الترويج للقطاع السياحي، حيث نقوم باستخدام هذه الأدوات للترويج للمنتج السياحي وكذلك التفاعل والتواصل مع المسافرين الذين يتطلعون لزيارة الأردن.
وأكد أن الهيئة لعبت دورا فاعلا للتأثير في اختيار الأردن كوجهة سياحية. هذا بالإضافة إلى إطلاق حملة "البحث عن الكنز"، للترويج لحملة مرور 200 عام على إعادة اكتشاف البتراء.
وقال عربيات "استجبنا مع احتياجات المستهلكين المتنامية من خلال تواجدنا على الإنترنت والهواتف النقالة، واستحداث تطبيقا على iphone، وقمنا بتطويرالموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة بحيث يلبي رغبات واحتياجات كافة المستهلكين (والذي سوف يتم إطلاقه لاحقاً)، إضافة إلى إنشاء برنامج "تخطيط الرحلات" لمساعدة الزوار المستقبليين في التخطيط لبرامجهم السياحية.