Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

«الحمص» ليس للذئاب!

بقلم : محمود كامل

كثير من هواة الموالد، يخرجون «بغير حمص»، وآخرون مثلهم يأخذون معهم «الحمص كله» حتى قبل أن يبدأ المولد، وبذلك يكون كل منهما قد أخذ ما يستحق ما دام وجود الحمص في موالد السياسة لم يكن يهدف لتسلية الحاضرين، بقدر ما كان توافره بهدف (شدّ رِجْل) الزبائن إلى صناديق الانتخاب المرشح بها أحد ممن يتصورون أنهم من أولياء الله الصالحين.

 ومن بين المزايا الوحيدة لحكم مبارك أن كل هؤلاء الأولياء كانون يقيمون في سجونه ليس لحماية مصر من شرورهم وإنما لحماية كرسي العرش من رفضهم له.. وللوريث! وهؤلاء المساجين بغير تهم محددة ولا محكامات قد عرفوا كيف يردون الجميل -على طريقتهم- لشعب مصر الذي أخرجتهم ثورته من السجون رفعا للقهر الذي تعرضوا له.

 ولقد أتى رد الجميل للشعب، حيث استطاعوا -ببراعة الخداع- عندهم أن يصلوا بأصوات هؤلاء البسطاء الطيبين إلى احتلال مقاعد مجلسي الشعب والشورى ليغريهم ذلك بطلب المزيد من السلطة -تنفيذية كانت أو رئاسية- حيث تراجعوا عن كل وعودهم –وعدا.. وعدا- طمعا في «حمص الشعب المصري» الذي رأوا أنه حق لهم وحدهم تعويضا عن سنوات السجن التي قضوها في ظل حكم «أمن دولة مبارك»، ناسين أن شعب مصر كله كان مثلهم، وإن كان سجنه على مساحة الوطن كله، إلا أن الأنانية السياسية، والشبق الشديد للسلطة جعلهم ينسون كل ما قالوه فور خروجهم من السجون، ليبدوا أمام الشعب المصري كله بشكل لم يألفوه، وبسحنة مختلفة الملامح برزت منها كل الأظافر..

والأنياب حتى ليبدو الأمر أمامنا جميعا وكأننا أما قطيع من الذئاب قد خرجوا من سجن الغابة ليلتهموا كل لحم يلتقون به، وخاصة لحم المصريين البشر رغم أن ما تبقى منه بعد «عصر نهش مبارك» ليس أكثر من أنفاس تتردد في محاولة للتشبث بالحياة الجديدة التي صنعها شبابهم، وهي حياة خالية من الوحوش والذئاب الذين -من لطف الله- بدأ بعضهم يأكل بعضا!
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله