بقلم / اشرف الجداوى
بدون احم ولادستور من اساسه لانه مش موجود .. اكتشفت القوى الثورية ماركة ميدان التحرير والجماعة اياها ان الثورة اختطفت يا جدعان وان هناك من يريد اعادة انتاج النظام السابق "عبارة بليغة جدا " ولم يفصح صاحب العبارة عن "عنوان المطعم الذى يعيد طهى وانتاج الانظمة السابقة بالسلطات والعيش او بدون..!
وبعد ان كانت الثورة مستمرة " ملحوظة لا اتحرج يا صديقى من اعلان جهلى بمعنى تلك الجملة البليغة ايضا التى اسمعها واقرأها يوميا اكثر من عشرة الاف مرة من كتاب الثورة وزعمائها واعلاميها الذين قضوا فى ميدان التحرير ثمانية عشرة يوما بالتمام والكمال وحدهم فقط دون سائر خلق الله حتى تم خلع خلع النظام القديم من جذوره ، اما باقى الشعب البائس جزء منه كان يلعب "بلاى استيشن " والغالبية العظمى كانت مشغولة بلعبة "المزرعة" على الفيس بوك ..!
وبعد ان اشادت القوى الثورية والجماعة اياها بالممارسة الديمقراطية فى انتخابات البرلمان والشورى ،ونزاهة القضاء وعدالة الصندوق وعدم التزوير ، و شهدنا جميعا بالصوت والصورة احتلال رموز القوى الثورية والجماعة كراسى المجلسين وشكرنا ربنا وحمدناه على اي حال ، والذى لايحمد على مكروه سواه ، وقلنا ان الشعب اختار وعلينا ان نحترم الاختيار وما جاء به الصندوق وهذه هى الديمقراطية والارادة الشعبية والشرعية الثورية وعلى الجميع السمع والطاعة والالتزام بمبادئ ثورة يناير .
وفجأة على طريقة "مخرج الروائع حسن الامام" ذهب كل ما حصدناه عقب الثورة فى خبر كان بعد ما اكتشفت القوى الثورية اياها والجماعة ان انتخابات الرئاسة التى جرت وقائعها منذ ايام قليلة وتنافسها على منصب الرئيس للجمهورية الثانية لبلدنا ثلاثة عشر شخصا كما اعلنت اللجنة القضائية المختصة على لسان رئيسها المستشار فاروق سلطان كانت غير نزيهة وزورت عمدا مع سبق الاصرار والترصد لصالح الفل الكبير اخر رئيس وزراء للنظام السابق ، ومتى تم تزويرها وكيف واين الله اعلم ..؟
وبالرغم ان اللجنة القضائية المسئولة عن الانتخابات الرئاسية هى نفسها التى اشرفت على انتخابات مجلسى الشعب والشورى واشاد بها الجميع القوى الثورية والجماعة وحزب الكنبة والفلول ونزاهتها ..سبحان الله ..!
وقبيل ان تعلن اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات الرئاسة بساعات قليلة قامت الدنيا ولم تقعد فالتزوير تم لصالح الفلول ومرشحيى الثورة ذهبوا فى الوابة ، وان ثمة اخبار مؤكدة تشير الى ان الاعادة سوف تكون بين مرشح الجماعة "الاستبن " وبين الفل "رامبو" مختطف الثورة من اهلها ابطال معسكر الثمانية عشر يوما بميدان التحرير ، وتوالت التصريحات النارية والبيانات الثورية لشحذ الهمم للانقلاب على تلك الانتخابات المزورة الباطلة التى فضحت المجلس العسكرى واللجنة القضائية التى تحولت بقدرة قادر من احسن لجنة شهدتها مصر على مر العصور فى انتخابات البرلمان الى عصابة تأمرت بليل على الثورة والقوى الثورية والجماعة لخطف اللحظة الثورية التى تمر بها مصر لاعادة انتاج النظام السابق بواسطة "الفل رامبو" فى سيناريو امريكانى هابط حاصل على اوسكار السخافة الثورية .. لامؤاخذة ..!
واغرب ما فى الموضوع ان القوى الثورية والجماعة والذين خرجوا من حلبة السباق على كرسى الرئاسة عقب الاعلان الرسمى للجنة القضائية لنتائج الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية يصدقون انفسهم ويغلظون فى القسم امام كاميرات قنوات " التت السياسى " الفضائية وبرامجها" للسخافة شو " وفئران السفن المتحولين من الاعلاميين من كل صنف ولون ..يصرخون " ان الثورة خطفت وانه هناك عودة للوراء واعلنوا نتيجة المرحلة الثانية من الان قبل البدء فيها ،وان الفل قادم لامحالة الى القصر الرئاسى واول قراراته العفو عن "مبارك وابنائه واعوانه ووزرائه "وكأنك يأبوزيد ما غزيت ..كلام سخيف وهبل لايصدقه طفل..!
ولكن علينا ان ننصت لحكماء ميدان التحرير الذين دحروا العدوان فى 18 يوم ويتباكون اليوم على هزيمة الثورة وسنينها تارة وعلى جموع المأفونين الذين اختاروا الفل فى الانتخابات الرئاسية تارة اخرى ، بالرغم من وصف الانتخابات بالشفافية والنزاهة بشهادات مراقبى العالم اجمع والذين وفدوا من شتى بقاع الدنيا ليراقبوا اول انتخابات بجد فى مصر منذ ايام الفراعنة على منصب الرئيس ، وحتما وضرورى ان تلغى هذه الانتخابات لانها ببساطة تم تزويرها ونتائجها لاتعجبهم ،ولو كانت نزيهة كان الصندوق ات بالمرشح الثالث او الرابع اوالخامس فى المقدمة لانهم كما يعتقدون ان هؤلاء المرشحين احق من الاول والثانى بغض النظر عن ما اسفر الفرز الذى تم لاول مرة فى التاريخ امام كاميرات التلفزيون ..!
وباعتبار ان الشعب قاصر ومأفون ولايعرف مصلحته ومن ثم فقد اتفق جهابذة القوى الثورية على حل وسط وهو ان يتولى المرشح الثالث فى نتائج فرز الاصوات حكم البلاد دون ادنى اعتبار لنتائج الصندوق لان الثوار يرون ان الاول والثانى لايصلحان لتولى منصب الرئيس فى الجمهورية الثانية وكفى المصريين شر القتال ،والا فهم يهددون بالنزول لميدان التحرير واشعال نيران الغضب مع الاخذ فى الاعتبار انها"نيران سلمية " يا بنى ادم منك له ويا سبحان الله ويا مثبت العقل والدين على راى العبقرى "القصرى" ..!
ولو الحل الاول غير مجدى ولن يتفق عليه الجميع فالحل الثانى الذى طرحه الثوار يولى المرشح الاول التابعة للجماعة اياها ولكن بشروط القوى الثورية لضمان استكمال مسيرة الثورة "فكرونى بمسرحية السكرتير الفنى للراحل فؤاد المهندس " الحمد لله على الافكار الثورية الانكشارية ماركة الترمودال الصينى ..!
حقيقى الواحد مننا كان خائف من المرشح الثانى الذى حصد اكثر من 5ملايين صوت انتخابى من جماعة مجانيين لايعرفون مصلحتهم ولايدركونها لان الثوار قالوا كلمتهم وحكمتهم الرائعة " نجاح المرشح الثانى هو اعادة انتاج النظام السابق " رفعت الاقلام يا شعب قروى ساذج ، ولكن لم يوضح حكماء التحرير لنا كيف سيتم الانتاج واين هى ادواته ومواده الخام لانتاج "خلطة النظام السابق " ومن سيمكن الرئيس القادم ايا كان من ذلك الوهم البعيد ..!
وهل نجاح فل النظام السابق مضمون لهذه الدرجة ، وهل يملك عصا سحرية لانتاج النظام الذى سقط منذ 15 شهرا ..!
ما اعلمه من واقع الحياة ان عقارب الساعة لاتعود الى الوراء ياحكماء القوى الثورية ، ولما تعتقدوا كل هذا الكم من السذاجة والبلاهة فى الشعب المصرى ، ومن يستحق العلاج فى "بهمان" للامراض العقلية الذين منحوا المرشح الثانى افضلية فى الصندوق ليحتل المرتبة الثانية فى الانتخابات ام الذين يتوهمون ان مرشحهم هو الاولى والاجدر والاحق بتولى المسئولية حتى لو لم يأتى به الصندوق ولم يصل للاعادة ..؟!
ومن احق بالعلاج فى بهمان اولئك الذين فشل مرشحهم فى الوصول للاعادة ، واستيقط فجاة بعد اجراء الانتخابات ليكتشف ان الانتخابات التى خاضها باطلة من الاساس وانه كان يتعين ان يطبق قانون العزل السياسى على المرشح الثانى من البداية ..؟!
ومن احق بدخول "بهمان " الذين اختاروا المرشح الثانى بارادة حرة ورؤية واقعية لليوم والمستقبل ،ام اولئك الذين اعلن مرشحهم فور سقوطه ان الانتخابات زورت ،وان مندوبيه لمراقبة الصناديق لم يمكنوا من المبيت بجوارها وهو الامر الذى يؤكد تزويرها لصالح المرشح الفل ..بالرغم من اشادت التقارير الدولية والمحلية لمراقبى الانتخابات بنزاهتها ..؟!
ويبقى سؤال اخير هل منتهى الديمقراطية يا ثوار يناير ويا جماعة الاخوان ان يحترم الصندوق فى الانتخابات التشريعية ويقول الجميع امين وبخاصة من تصفونهم اليوم بالجنون .. وعندما يفرز الصندوق فى انتخابات الرئاسة المرشح الثانى "الفل " تعلن الحرب على النتائج ويطعن فى نزاهة الانتخابات والصندوق والعملية الانتخابية برمتها هل هذه هى الديمقراطية الثورية … لامؤاخذة ..!