بقلم : محمود كامل … أخيراً فعلتها الشرطة العسكرية عندما كسحت كل «الزبالة» التي تجمعت بمنطقة «العباسية» لأيام طويلة تحول خلالها شارع الخليفة المأمون إلى ما يشبه «منطقة حرب أهلية» بين الذين يحمون وزارة الدفاع المصرية، وبين «الصيع والبلطجية» الذين جمعتهم فيالق الإسلام السياسي لمهاجمة الموقع السيادي، وإشعال النار في المنطقة المحيطة به تحت شعار كاذب وغبي هو «تسليم السلطة للمدنيين»، دون أن يسأل «أي جحش» من هؤلاء القادمين من تحت الكباري نفسه: لمن تسلم السلطة، إلا إذا كان هؤلاء لديهم الإجابة بأن تسلم السلطة إلى «دراويش الكذب والتدليس» الذين جهزوا أنفسهم لاستلام مصر كاملة بكل سلطة فيها ..
وهو ما لن يحدث حتى «لو شافوا حلمة ودنهم» على رأي المثل! وخلال تلك «الكسحة العسكرية» التي جاءت متأخرة -ولكن المهم أنها جاءت- اعتقلت تلك الشرطة ما يقرب من 500 «مناضل بلطجي»، ولكل منهم شريط تلفزيوني -أعدته الشؤون العامة للقوات المسلحة- يحكي بالصوت والصورة ما فعل كل منهم خلال فعله بما لا يقبل الإنكار خلال تحقيقات النيابة العسكرية معه، وتضمنت «الكسحة العسكرية» اعتقال ما يقرب من عشرين قناصاً ببنادقهم المجهزة بالعدسات وكاتم الصوت من فوق «مآذن مسجد النور» ذات الأدوار الثلاثة، مع ما تيسر من «مئات الرشاشات» الآلية المخزنة تحت منبر المسجد الشهير، وهؤلاء القناصة هم قتلة جنود الجيش وما تيسر من المدنيين الموجودين بالعباسية.
وفي حوار تلفزيوني سريع أجرى مع أحد المعتقلين من «المناضلين البلطجية»، سئل: أنت جاي هنا ليه، ليرد: عشان المادة 28. فسألوه: والمادة دي فيها إيه؟ ليرد: والله م أنا عارف، همه قالوا لي إن المادة دي «وحشة»، ولازم تتلغي. وإيه كمان..سألوه: وعشان العسكر يسلموا السلطة للمدنيين. ومين المدنيين دول؟ ليرد: الإخوان والسلفيون عشان دول ناس «بتوع ربنا» ودول (ح ينشروا) الإسلام في مصر. أمّال المصريين اللي حواليك دول إيه؟ قال: همه قالولي إن كلهم كفار! ولا تعليق بعد أن انتهى تصريحه التلفزيوني بـ»الكلبش»!