بقلم : محمود كامل … يركب الأمريكيون هذه الأيام هوس «يوم القيامة»، ورغم أنه -طبقا لأي عاقل- يعد «يوم الفصل» بين حياة قصيرة مهما طالت، وحياة أبدية لا نهاية لها -طبقا كما نعتقد- إلا أن الغرور الأمريكي يتصور أن يوم القيامة -إذا انطبق على كل الخلق- لا يصح أن ينطبق عليهم بسبب قوتهم الاقتصادية والعسكرية في مثل هذا اليوم، وقد بدأ التحوط الأمريكي لذلك اليوم بالبدء في بناء «ملاجئ خرسانية» تحت الأرض بمواصفات أكثر قوة من تلك التي بنوها تحوطا «لهجوم ذري محتمل»، بداية بولاية «كانسس» حيث تم تقوية إحدى صوامع الهجوم الذري التي لم تستعمل بعد وتحويلها إلى شقق خاصة تستطيع -بالتقوية المضافة- مقاومة كل الأزمات بما فيها الأزمات الاقتصادية -معرفش إزاي- والعواصف الشمسية، والمجاعات وهجمات الإرهابيين! وتضمن التخطيط لمباني «مقاومة يوم القيامة» بناء مزارع داخل تلك الصوامع بها بحيرات لتربية الأسماك وكذلك زراعة الخضروات بما يكفي لتغذية سبعين شخصاً هم سكان كل صومعة، ومعها مخازن للتغذية من «البقول الجافة» تكفي لاستهلاك خمس سنوات، كما يتضمن التخطيط الهندسي والمعماري للصومعة الأولى أن تقام من 14 طابقا يتكلف كل منها مليوني دولار ويضم كل طابق عددا من الشقق التي ستباع كل منها بمبلغ سبعة ملايين دولار، وقد تلقى «لاري هول» مقاول المشروع التحوطي الذي يبلغ من العمر 55 عاما عدة حجوزات في مشروعه الجديد، سدد أصاحبها الثمن مقدما خوفا من ارتفاع الثمن في المستقبل عندما يعلم الكثير من الأمريكيين به، وترويجاً للمشروع فقد كشف المقاول عن شخصية بعض من هؤلاء الحاجزين المشاهير ومنهم لاعب رياضي شهير، وسائق سيارات سباق أكثر شهرة، وعدد من مشاهير السياسيين ليضمن كل منهم البقاء بعد يوم القيامة فيما يكشف الكثير عن «الغرور المرضي» الذي تعانيه الشخصية الأمريكية النمطية!
وسوم: الهرب-من-القيامة