العقبة "المسلة" … كانت السفن السياحية خلال الاشهر الماضية هي المشهد الأكثر جاذبية على ارصفة موانىء العقبة بما يميزها من أحجام و حضور دائم …. حيث سجل ميناء العقبة وصول 51 سفينة سياحية خلال الاربعة اشهر الماضية تحمل على متنها 50 الف سائح من مختلف الجنسيات العالمية وسط توقعات بازدياد اعداد البواخر السياحية القادمة الى العقبة الخاصة خلال الاشهر القادمة لزيارة المثلث السياحي الذهبي ( العقبة ـ رم ـ والبترا ) .
«الدستور» استطلعت آراء المهتمين و المتعاملين مع البواخر السياحية في العقبة و وادي رم ،في ظل قيام السفن السياحية بفرض نفسها كمحور جديد من محاور الطيف السياحي باحجامها العملاقة و حمولاتها الكبيرة مشكلة حالة سياحية متميزة لكافة الوان الطيف السياحي في المنطقة .
واكد مفوض شؤون الاستثمار و التنمية الاقتصادية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي ان العقبة اصبحت مقصدا للبواخر السياحية في ظل حالة الامن و الامان و تنوع المنتج السياحي في المملكة ، مشيرا الى الجهود التسويقية و الحملات الترويجية التي بذلتها سلطة العقبة الخاصة لترويج شواطىء المدينة و مقوماتها السياحية ما ساهم في تسارع وتيرة النشاط السياحي للسفن العملاقة التي تؤم ميناء العقبة يوميا .
واضاف ماضي ان البواخر السياحية العملاقة التي تصل الى العقبة يوميا ساهمت في تحفيز القطاع السياحي في المثلث الذهبي و عملت على زيادة التفاعل مع هذه القطاعات اضافة الى ديمومة توفير فرص العمل السياحية في المنطقة .
و اكد مفوض الاستثمار و التنمية الاقتصادية ان المنطقة الخاصة بالتعاون مع الشركاء المحليين من موانىء و سياحة ووكلاء بواخر يوفرون كافة الاجواء المناسبة لخدمة البواخر و السياح بافضل السبل و الطرق التي تعزز استمرار هذه الخطوط السياحية و دعمها للوصول الى العقبة .
بدوره قال عصام الزعتري مدير فندق في العقبة ان استفادة الفنادق من البواخر السياحية تكمن في استخدام السياح لمرافقها كالمطاعم و حمامات السباحة .. نافياً في الوقت ذاته تأثيرها على نسب اشغال الغرف الفندقية .
واكد الزعتري ان العقبة اصبحت ممراً للبواخر السياحية وليست مقراً للقادمين على متنها ، مؤكداً ان البترا تتمتع بأفضل نسبة اشغال غرف فندقية في حين ان استفادة وادي رم لا تتعدى (رحلات الغروب ) التي يقوم بها السياح إلى اعماق صحراء رم دون المكوث في المخيمات السياحية .
و بين حرب الزوايدة صاحب مخيم سياحي في وادي رم ان عدم استفادة المخيمات السياحية من سياحة البواخر يعود إلى قصر الفترة الزمنية التي يقضيها السائح في وادي رم بالاضافة إلى تفضيل السائح القيام بجولات داخل الصحراء عوضاً على ان يقضي وقته داخل المخيمات السياحية … مشيراً الى ان استفادة اصحاب المخيمات السياحية من السياح القادمين على متن هذه البواخر ينحصر في رحلات مركبات الدفع الرباعي داخل الصحراء.
ونوه الزوايدة إلى ان المستفيد الاكبر من البواخر السياحية هي مدينة البترا التي تعد المقصد الرئيسي للسائح في حين يعد وادي رم هدفا ثانويا لهم و مرد ذلك تمتع البترا بنسبة تسويق و ترويج خارجي كبير الامر الذي يدفع السياح الى المكوث فيها على بقية مناطق المثلث الذهبي .
وطالب هارون الخطيب صاحب إحدى محلات بيع التحف الشرقية في العقبة القائمين على رحلات البواخر بتخصيص عدة ساعات للسياحة الراجلة في العقبة لاسيما في ظل تزايد اعداد البواخر السياحية القادمة عبر موانىء العقبة لتتمكن كافة المحلات و المصالح السياحية من الاستفادة من تزايد اعداد السياح القادمين عبر البواخر و تمكينهم من التسوق و تحريك الاسواق التجارية و السياحية في المدينة.
من جانبه اكد مدير سياحة العقبة محمود هلالات ان البواخر السياحية عملت على زيادة اعداد السياح القادمين للمثلث الذهبي ، موضحاً ان هذه المجموعات الكبيرة من السياح تنقسم إلى ثلاثة مجموعات تزور كل مجموعة منطقة معينة في المثلث السياحي الذهبي و هي البترا ووادي رم و مركز الزوار في العقبة ، لافتاً ان العام الماضي شهد وصول اعداد كبيرة من السفن السياحية و متوقعاً زيادة اعدادها خاصة في ظل وجود خطط لنقل ميناء العقبة ليصبح الميناء الحالي ميناءً سياحياً يستقطب السفن السياحية.
وقال الهلالات ان( مبيت السياح ) على متن الباخرة يعد امراً ايجابياً وذلك لعدم وجود عدد كاف من الغرف الفندقية في العقبة التي تتسع لمثل هذه الاعداد الكبيرة في ظل تزايد زوار العقبة خاصة في العطل و المواسم .