Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

رمضان يدفع السياحة إلى التكيف مع التحديات

أبوظبى "المسلة" ….يواجه القطاع السياحي في الدولة منذ ثلاث سنوات ولايزال تحدياً من نوع آخر يتمثل في توقيت شهر رمضان المبارك، والذي يرافقه عادة تراجع ملموس في الطلب مع رغبة الكثير من المقيمين في الدولة في تأجيل السفر لما بعد الشهر الفضيل.

وبرز هذا التحدي في توقيت الشهر الذي يتزامن منذ اعوام قليلة مع إجازة الصيف أو يقترب منها، الأمر الذي يجبر الكثير من المقيمين على تأجيل برامجهم السياحية سواء كانت لأوطانهم الأصلية أو الى وجهات اخرى.

 

لكن دينا الهريس نائب الرئيس للعمليات التجارية في الامارات للعطلات، تشير الى ان الشركات مطالبة بالمزيد من الابتكار والعروض الترويجية لإقناع السائح بالسفر خلال رمضان، مشيرة الى ان هناك نمواً ضئيلاً اعداد السياح الراغبين في السفر خلال هذا الشهر مقارنة مع الأوضاع التي كانت سائدة قبل ثلاثة أعوام تقريباً حين كان الموسم يشهد هدوءاً شبه كامل.

وتقترح الهريس على شركات السياحة تكتيكات جديدة أو وسائل ترويج مبتكرة تشجع السياح على التنقل خلال الشهر الكريم، خصوصاً ان دولاً مثل تركيا وماليزيا توفر خيارات مقبولة للسائح العربي في هذا المجال وتتشابه عادات رمضان في كلا البلدين مع العادات العربية وهي امور قد تغير في توجهات السائح وقد شهدت كلتا الدولتين أعداداً لا بأس بها من السياح العرب نتيجة للعروض والأنشطة الدينية والترفيهية التي تلائم السائح العربي.

وقالت الهريس إن رمضان يطلق عادة اجهزة الإنذار للكثير من الشركات سواء بالنسبة للسياحة القادمة أو المغادرة وهذه الإجراءات ستستمر ما دام توقيت رمضان يأتي مقارباً للإجازة الصيفية.

كما ان مشغلي الرحلات السياحية ووكالات السفر في الدول الاخرى تواجه نفس التحديات وهي تبذل جهودها ايضا لجذب السائح المسلم الى اسواقها خلال هذه الفترة، ولعل الجهود التي تبذلها هيئات السياحة في كل من المملكة المتحدة واستراليا وتايلند دلائل على مدى التحدي الذي يفرضه رمضان بتوقيته الحالي على القطاع السياحي حيث اعلنت هذه الدول عن انشطة وفاعليات وحتى توفير مرافق وتجهيزات خاصة تلائم الشهر وعادات وتقاليد المسلمين فيه.

وتوضح دينا الهريس ان شركات السياحة ووكلاء السفر اتجهوا الى جذب شرائح جديدة من المسافرين من اسواق خارجية خصوصا تلك الشريحة التي يلائمها المنتج السياحي الراقي أو التاريخي وبالتالي فهي معنية بالزيارة دون ان تنظر الى طبيعة الشهر وتوقيته ومن هنا فإن الشركات يمكنها بيع عروض عطلات وبرامج مناسبة بأسعار جيدة.

اتجاهات ومؤشرات

واشارت الهريس الى ان هناك تغيرا طفيفا بدأ يظهر في السياح من دول الخليج، والبعض بدا اكثر انفتاحا لتقبل عطلات خلال شهر رمضان خصوصا في دول توفر له بيئة ملائمة لعاداته وتقاليده لا تختلف عن البيئة التي يرغب الإقامة فيها أو تعود عليها وهذه اتجاهات لم نكن نشاهدها خلال السنوات الماضية.

وتضيف الهريس ان الامارات للعطلات وفي سعيها لهذه الغاية ايضا وفرت خلال برامج عطلاتها لهذا العام خيارات فندقية عدة بما فيها العطلات والفنادق الاقتصادية لجذب اكبر شريحة ممكنة من السياح سواء من داخل الدول أو من الاسواق الخارجية التي تبيع فيها الامارات للعطلات برامجها.

ومن الاتجاهات الجديدة ايضاً رغبة شريحة اخرى من السياح في تقسيم العطلة الصيفية الى اجزاء ثلاثة أو اكثر بدلاً من استهلاكها دفعة واحدة ورغبة في القيام بأكثر من عطلة وهو امر دفع الإمارات للعطلات الى توفير خيارات عطلات الاقامة القصيرة للتكيف مع المتغيرات في السوق جنبا الى جنب مع العطلات الطويلة العادية.

وتشير الهريس الى ان رمضان فرض اتجاهات اخرى تمثلت في قيام السياح بعمليات الحجز والاقامة قبل فترة كافية من بدء العطلة وهي امور تسهل كثيراً على الشركات وتجعلها في اكثر جاهزية للمتغيرات في السوق. ومن هنا في الشركات ووكالات السفر ما تقول دينا مطالبة بعرض برامجها للعطلات قبل فترة كافية من الموسم تتيح للسائح الاختيار بمرونة ووقت كافيين ليقرر الوجهة والتاريخ الذي يرغب فيه..

وقالت الهريس ان اكبر وجهات الامارات للعطلات خلال رمضان الماضي كانت دبي طبعا ووجهات المحيط الهندي بما فيها المالديف وماليزيا وسيشل وموريشيوس وتايلند اضافة الى سنغافورة.

واشارت الى ان دول شرق اسيا تكون عادة اكثر حرصا على جذب السائح العربي من خلال توفير البرامج والانشطة التي تلائم معيطات الشهر الفضيل وبالتالي تمكنت هذه الاسواق من جذب اعداد جيدة من سياح المنطقة خلال رمضان الماضي خصوصا ان هذه البرامج رافقتها عروض وخصومات كبيرة على الاسعار شجعت الكثير على السفر.
 

وتشير ارقام هيئة السياحة البريطانية ان السائح الخليجي ورغم قيام البعض بالسفر إلا أنه يعود الى بلده خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر ويقيم فترة لا تزيد على خمسة أو ستة ايام في هذا الشهر.

لكن الهيئة أكدت أنها تتأثر بالفعل خلال هذا الشهر مع تراجع الطلب على السفر الجوي خصوصا من المنطقة العربية ودول الخليج تحديداً.

والامر نفسه ينطبق على منطقة الساحل الذهبي في استراليا «جولد كوست»، حيث تراجعت حركة السياحة الخليجية خلال العام الماضي بنسبة 8 % مقارنة مع العام 2010 بسبب تزامن رمضان مع العطلة الصيفية.

خطة محددة

ويرى يان مكدوجال من الامارات للعطلات ايضاً ان شركات السياحة والسفر عليها ان تضع من الآن خطة محددة للتعامل مع توقيت رمضان بالامارات فالدولة تستضيف عشرات الجنسيات وهناك سوق جيد لبرامج عطلات موجهة الى شرائح المسافرين الاخرى من غير المسلمين مثلا بحيث تضع الشركة عروضها الخاصة وباسعار تشجيعية تلائم هذه الفئات والاسواق المستهدفة.

وقال ان اسواقاً عالمية ووجهات سياحية كبرى بدأت تأخذ زمام المبادرة لجذب السائح الخليجي من خلال طرح عروض تراعي فيها توقيتات رمضان وتقدم فيها خدمات الافطار والسحور وهذه بدأت تأخذ حيزا في اسواق مثل استراليا ووجهات المحيط الهندي كما ان دولاً اوروبية قد تضع ذلك ضمن خططها لهذا العام.

واكد ماكدوجل اهمية الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا في هذا الامر من خلال الترويج للعروض وبرامج العطلات عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بحيث تضمن الشركات وصولها الى اكبر فئة من الجمهور نظرا للاعداد الهائلة من المشتركين في هذه المواقع وسرعة انتشارها فضلا عن قلة تكلفتها.

وقال ان شركات السياحة والسفر ومنذ عامين بدأت تدرك هذه الحقيقة وتراجع الطلب في هذا الشهر ولذلك فهي تطرح عروضا خاصة للشهر والى اسواق محددة منها مثلا تركيا وماليزيا، مشيراً الى ان هذه الشركات مطالبة ايضا بتوفير الكوادر التدريبية المؤهلة القادرة على طرح هذه العروض وبيعها للجمهور.

وتؤكد شركات السياحة والسفر ان هذا التحدي بات اكثر وضوحاً للصناعة لتزامنه مع اجازات الصيف خلال العامين الماضيين وهذا العام سيكون اكثر تحديا باعتباره يأتي في بداية الاجازة الصيفية الامر الذي سيدفع الشركات ومشغلي الرحلات الى التفكير في آليات جديدة للعمل وعروض مبتكرة لتشجيع السياح على التنقل خصوصا بالنسبة للسياح من المنطقة العرب والمسلمين.

عروض لشركات الطيران

كما ان شهر رمضان وبسبب طبيعته الدينية وتوقيته خلال هذا العام سيعمل على احداث توجهات جديدة في عادات السفر والتنقل بالنسبة للعرب والمسلمين الذين لا يفضلون التنقل خلال هذا الشهر وهذا الامر لا يقتصر على شركات السياحة وانما شركات الطيران في المنطقة التي ستواجه معضلة تراجع الطلب وهدوء الاسواق وانخفاض اعداد المسافرين وهو امر قد يصب في صالح المسافر حيث تعرض شركات الطيران في مثل هذا الوقت عروضا جاذبة للسفر وباسعار ومزايا عدة لا تتوفر في شهور اخرى.

ومن بين الامور التي يجب ان تتعامل معها شركات الطيران تلك المتعلقة بتوقيتات المغادرة والعودة حيث تحرص نسبة كبيرة من المقيمين في الإمارات على العودة من إجازاتهم قبل شهر رمضان في حال كان قرار بدء الاجازة قبل يوليو، لكن الامارات تتمتع بميزة تعدد الاعراق والثقافات وهو امر يعطي وكالات السفر وشركات الطيران هامش مرونة للتركيز على شرائح السياح من غير المسلمين الذين تجذبهم عروض الاسعار والبدء في إجازات وعطلات طويلة.

واللافت في التحدي الذي يفرضه شهر رمضان انه قد يطول لسنوات حتى يصبح توقيت الشهر في يونيو أو مايو ومن هنا فإن الشركات مطالبة بوضع خطط طويلة الأجل وليست قصيرة واختيار الوجهات المشمولة بالعروض إضافة الى الاستمرار في البحث عن طرق ووسائل جديدة للتكيف مع هذه الأوضاع.

عروض للإمارات للعطلات

وفرت الإمارات للعطلات خلال العام الجاري عطلات اقتصادية بسيطة وفنادق ذات تصنيف 4 نجوم و3 نجوم وحتى نجمتين في ظل نمو الطلب على السياحة الاقتصادية وتوفير خيارات متنوعة للسياح. ويؤكد الكتيب الذي تصدره الشركة سنوياً على مكانة الإمارات للعطلات في السوق من خلال مواصلة تقديم المزيد من البرامج إلى أعداد من الوجهات أكبر من أي منظم آخر للبرامج السياحية في منطقة الشرق الأوسط، وتوسيع عروض الفنادق ذات الثلاث والأربع نجوم لضمان تمتع عملائها بأفضل قيمة مقابل ما يدفعونه من نقود مع أرفع مستويات الخدمة والتسهيلات.

وتشتهر الإمارات للعطلات بتميز برامجها وخبراتها الواسعة في الوجهات التي تخدمها، واهتمامها بأدق التفاصيل التي تجعل خدماتها لا تضاهى. ويقوم موظفو الإمارات للعطلات ذوو الخبرة الواسعة بتوفير شروحات مستفيضة للعملاء حول البرامج المتضمنة في كتيب «عالم من الخيارات»، وتقديم المشورة والتوصيات لهم حول الرحلات الجوية والإقامة والجولات السياحية في مختلف المحطات.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله