بقلم : محمود كامل … أمامنا الآن فرصة ذهبية لأن نصبح من «نجوم المجتمع المصري» إذا «لقينا سكة» لأي من برامج الرغي التلفزيوني الشهيرة بـ «التوك شو» مع إدعاء -لا إثبات عليه- بأنني أمين عام الثورة أو أنني «وكيل الثوار» أسوة بلقب «وكيل الفنانين» الشهير، ولا أخفيكم سرا بأنني قررت التوجه إلى طريق الشهرة فهذا اختصارا لطريق قد يطول بالشهرة عن طريق الكتابة في الصحف السيارة مع فارق «العائد الفلوسي» بين الطريقين خاصة إذا ما فتح الله عليّ إلى درجة تخاطف تلك القنوات لأحاديثي بما قد يدفعني – ومش عايزين قر – إلى تعيين مدير لأعمالي يتولي التنسيق بين القنوات الطالبة، والمطلوب الذي هو أنا، بما يسمح بخروجي من استديو قناة إلى إرسال مباشر على قناة أخرى، ثم ثالثة، فرابعة، والله الموفق والمستعان!
وبالمتابعة الدقيقة لكل برامج الرغي طوال الشهر اللي فات، اكتشفت أن موضع الحديث «مش مهم» إذا ما أحسن مقدم البرنامج أو السنيورة مقدمة البرنامج تقديمي للجمهورعلى أنني «واد ما حصلتش» وأنني قادم من لندن خصيصا لهذا اللقاء خطفا من انشغالي الدائم -بعقد وقعته مع محطة تلفزيون BBC البريطاني- مع أنني -ولا مؤاخذة- ليس لي أي علاقة باللغة الإنجليزية من قريب أو حتي من بعيد!
ولأنني قررت بعون الله الإبحار في ذلك الطريق، فقد وضعت خطة عمل لتلك الأحاديث بشكل يتفق تماما مع موضة أحاديث هذه الأيام بالحديث عن الشيء في قناة، ثم الحديث عن عكسه تماما في قناة أخرى، أملا في ألا يكون مشاهد القناة الأولي هو نفسه مشاهد القناة الثانية، مع الطمع في التوفيق بألا يحدث مثل هذا النحس، وعموما ربك يستر!
الشيء المزعج فعلا هو أن من بين هؤلاء المتحدثين حلاقين يتحدثون عن الجراحة، وبتوع البطاطا المسلوقة والبليلة يتحدثون عن أصول الاستثمار، بينما اختص بائعو الجوافة والفول (الحيراتي) بالحديث عن بحوثهم الزراعية في تعميرالصحراء!