اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

غرائب «جرّ الشكَل»

بقلم : محمود كامل … في العامية المصرية مقولات قديمة تلخّص الحكمة من تجارب حياة السابقين بما يتناقله الأبناء عن الآباء طريقاً إلى الأحفاد -حتى القادم منهم من رحم الغيب- وهذا التراث لا يُنقل إلى الشباب دفعة واحدة، وإنما يتم نقل هذا الموروث طبقاً لوقع الحوادث والأحداث بما يربط بين الأزمة والقول الحكيم، وهي الأزمة التي يحتاج حلها لمزيد من الصبر، وترك الأمر كله -بعد بذل أقصى الجهد- لصاحب الأمر الذي تبدأ قدرته فور نفاد قدرة العباد.

ومن بين الأقوال القديمة جاءت عبارة «جرّ الشّكَل»، وتعني تكبير أي «خلاف هايف» ليصبح قضية بين الناس الذين تنافرت بينهم «كيمياء القبول»، الذين «يصطنعون الخناقات» التي قد تصل في بعض قرى الصعيد إلى قتال بالبنادق والرشاشات يقع فيه قتلى ومصابون من المارّة الذين أوقعهم حظّهم العاثر وسط «دائرة النيران»، ليتحول الأمر «بجرّ شكَل» طرف من عائلة لطرف من عائلة أخرى إلى ثأر لا تغسله سوى الدماء، إلى أن يتدخل عقلاء القوم لصلح بين الأطراف المتحاربة ينتهي بـ»عزومة عشاء» تضم كل الأطراف، ليقبّل كل منهم رأس الآخر جلباً للصفاء القديم، إلّا أن هواة «جرّ الشكل» يحتفظون بداخلهم ببعض من «الغلّ» الذي يفسد -بداخلهم شخصياً- كل محاولات الصلح!


وفي اليوم التالي للصلح الذي تم حيث تناولتُ معهم العشاء الفاخر لذلك الصلح، فوجئت في الصباح التالي بخروج اثنين من المتخاصمين ليقول أحدهما للآخر «صباح الخير يا فلان»، ليرد عليه الآخر غاضباً «هيّ حصّلت إنك تقوللي صباح الخير! أمّا قليل الأدب صحيح»، ليعود الخلاف من جديد!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled