بقلم : محمود كامل
(آل يعني) كنّا ناقصين تحريض «قناة الجزيرة» على الفوضى التي تشهدها شوارع مصر دون منطق منذ شهور، وبسبب لم نفهمه ولم نرَ له مبرراً تنتقي الجزيرة من بين ما تثيره على «مباشر مصر» موضوعات ماتت وتم نقاشها بعدد من المتحدثين المصريين الذين تتكون ثقافتهم من قراءة الصحف -ليس أكثر- يُقدَّم كل منهم لنا على أنه «مفكر عسكري واستراتيجي» مع أننا لم نسمع عنه من قبل، بالإضافة إلى ترقية كل منهم -مع أنهم على المعاش، أو مطرودون من الخدمة العسكرية- إلى «رتبة لواء»، وأحياناً إلى «رتبة الفريق» لينطبق عليهم مونولوج إسماعيل ياسين القديم «يا أسامي بلاش في بلاش»!وتتركز عبقرية الجزيرة -على الأقل فيما يختص بمصر- في انتقاء الموضوعات التي تم إطفاء جذوتها لتعيد «التهوية» على بقاياها لتشتعل من جديد، في «خصومة مع مصر» ليس لدينا أسباب لها مع أن محبة الشعبين «المصري والقطري» مازالت قائمة، ذلك أن المصريين -كشعب- لا يضمرون أي كراهية أو حقد تجاه أي مواطن عربي من المحيط إلى الخليج، وذلك أننا «أناس طيبون» باعتراف العرب جميعاً، وإن كانت الدنيا تلقي علينا هذه الأيام أثقالاً نسأل الله منها النجاة، ونراها «اختباراً للصبر» مع أن صبرنا قد يقارب صبر نبي الله «أيوب»!وفي تصرفاتها العدوانية تلك تتصور «الجزيرة» أنها «دولة داخل الدولة»، أو أنها تتمتع بمشاهدة مصرية عالية، وهو ما لم يعد صحيحاً على الإطلاق منذ انصرف المصريون عنها فور اكتشافهم دورها التحريضي ضدهم وضد المجلس العسكري الذي يحكمهم مؤقتاً، الذي يساعدهم عليه مجموعة المتحدثين «الهلافيت» الذين تصور كل منهم أن الجزيرة تستطيع أن تجعل منه نجماً في المجتمع، حيث هوت هي بهم إلى «الحضيض».ورغم ذلك كله، فإن المصريين جميعاً في انتظار برنامج جديد لها اسمه «الجزيرة مباشر قطر»، يومها سوف نستريح من خُبث الجزيرة!