بقلم : محمود كامل
من بين ملامح الهوجة السياسية الدائرة في مصر الآن عودة موضة «تلبيس الطواقي» أو «أغطية الرأس» بالعربي الفصيح، وهي أغطية لها ألف شكل تختلف تماماً عن «برانيط الخواجات» محددة الأشكال والأحجام والألوان التي تغطي -غالباً- أدمغة بها عقول تفكر، بعضها يبتكر، وبعضها يظل -ونحن معهم- عالة على هؤلاء المبتكرين، وبالممارسة الطويلة لم نفاجأ يوماً باختراع أو إبداع علمي صادر عن رأس فوقه «لاسة»، أو رأس تحت «طاقية»، أو ما يشبه الرأس مغطى بـ»زعبوط» أو «لبدة» أو «منديل بأويه» فيما يختص بإبداع السيدات خاصة المختفيات تحت «ملاية لف» لا يبدو من خارجها سوى جسد ملفوف إذا لم تكن لابسة الملاية تلك قد تزوجت ووصلت بعد إلى «حلّة المحشي» أو «سدّ الحنك» أو «الفتة» بالخل.. والتوم تحت «الكوارع»، وهي المرحلة التي يترك فيها كل شيء.. على راحته، وأحياناً على راحة.. راحته!
وبالحديث عن الطواقي لا يمكن أبداً أن نغفل «الياماكا» التي هي «الطاقية اليهودية» الشهيرة التي احترت أنا في الطريقة التي يلصقونها على «طراطيف أدمغتهم» سواء بالصمغ أو اللبان أو «بالمسامير الشيشة»، وتعد «الياماكا» علامة على نوعية الدماغ التي تلبسها المملوءة بغرور الشر والغدر منذ تصوروا أنهم شعب الله الذي لم يلد.. ولم يولد.. لكن نقول إيه!
الغريب أن الناس وسط الهوجة السياسية الدائرة الآن في بلدي يلبس كل منهم الطاقية السياسية التي تقع في «إيده» بصرف النظر عن حجم دماغه أو الأفكار التي تحملها تلك الطاقية، وهو ما يشي بأن البيه سوف يغير تلك الطاقية المؤقتة فور أن تتاح له فرصة العثور على «طاقية سياسية أحسن» أو أجود نسيجاً حتى لو كان بها «القليل من القمل»، ذلك أن تناوله «ملعقة دي دي تي» قبل الإفطار كفيلة بتنقية الطاقية من الحشرات، مع الفائدة الأكبر لنا التي هي تنقية المجتمع المصري من وجوده قتيلاً لما ليس مهيأ له!