بقلم : محمود كامل
في هذه الأيام انتشر في الصحافة كتّاب من فصيلة البولدوج، ومعهم عدد كبير من مقدمي برامج التليفزيون من نفس الفصيلة الكلبية وإن اندس بينهم عدد من الحسناوات الـ»كانيش» اللاتي فور أن يبدأن برامجهن بالصباح تكتشف أنها ليست بحال من الأحوال «أنثى» كما أنها لا تنتمي إطلاقا إلى أي صنف من «الكانيش»، حيث تظهر أنياب «البولدوج» و»زومان» الوولف مع أظافر الذئاب ضمن «هجمات مضر» حيث لا تعرف أول الكلام من آخره، ولا تعرف حتى الموضوع المطروح للنقاش، ذلك أن المتحدثين -مهما كانت قيمتهم- ليسوا أكثر من ديكور تتحدث إليه المذيعة الحسناء، ولا تفرق عنها كثيراً «المذيعة الأخرى الشمطاء»، وهن في ذلك لا يعطين أحدا من ضيوفهن أية فرصة لأي حديث ذلك أن دورهم -في البرنامح- هو حسن الإنصات.. وليس أكثر!
ولا يختلف قلم الكاتب «البولدوج» كثيرا عن «شومة» عسكري الأمن المركزي في تفريق المظاهرات دون أن يفهم العسكري الذي لا يفرق بين «الألف وكوز الذرة» أي شيء عن موضوع المظاهرة التي صدرت إليه الأوامر بتفريقها، حيث لا مناقشة، ولا حتى شرحا للمهمة التي خرج إليها العسكري من «قشلاقه»!، وفي الحياة السياسية تنطبق المهمتان -مهمة الكاتب البولودوج والعسكري البولدوج، حيث يطيع الاثنان التعليمات الصادرة لكليهما والتي لا تزيد عن «حس عليه» أي قطع لحمه ويتقاضي الأول ثمن كتاباته الكثير من الجنيهات أو الدولارات أو الدراهم، بينما لا ينوب الثاني في آخر النهار سوى «سلطانية عدس» لم يحسن أحد طهيه، ذلك أن الأكل مش مهم حتى لو مات من كثرة الحصى!
ليتبقي لنا بعد ذلك في المجالين -الصحافة والتليفزيون- أولئك «المحترفين المحترمين» الذين يفهمون قدسية المهمة، وإن كانت أرزاقهم قليلة مع تحمل تحرشات الجميع بهم باعتبارهم مجرد بقعة ضوء في الثوب الأسود، يكشفون بضوئهم هذا شدة سواد الثوب وهو ما ليس مطلوبا في أزمنة «الليل البهيم»!