بقلم : محمود كامل
بين الإسلام «العقيدة»، والإسلام «السياسي» مساحة هائلة لا تسمح بوجود أي علاقة بينهما، رغم حمل كل منهما لاسم «الإسلام» فالأول -يهودياً، ومسيحياً، وإسلامياً- هو عقائد إيمانية أنزلت على أنبياء. ويتبقى أمامنا الإسلام السياسي الذي هو «الموضة السياسية» هذه الأيام التي يتصور أصحابها أن «المماحكة» باسم الإسلام قد تعني غفرانا لما ترتكب هذه النوعية الجديدة من الإسلام، مع أنه من قواعد الإسلام الصحيح أنه: لا تزر وازرة وزر أخرى، وأنَّ كل معلق «من عرقوبه» فيما يفعل بصرف النظر عن اللافتة التي يحملها المذنب عند ارتكاب الذنب، ونواجه الآن -كل الذين يجيدون قراءة يوميات الوطن- أمام ذلك الإسلام السياسي حوسة في الفهم، ومثلها في توقع النتائج، حيث وضع ذلك الإسلام السياسي «مصر الوطن» على «جنب» دون أي اهتمام بتكريس الجهد والتهويش تغطية على المصالح الشخصية فقط بتصورهم أن ما نحن فيه مجرد «هوجة سياسية» يستطيعون خلالها هبش كل ما يستطيعون من نفوذ وسلطان فيما يتصورنه «غفلة مصرية» عامة، وهو ما ليس صحيحا .. بالمرة!
ويثير لدينا ما نتابعه الآن من خطى ذلك الإسلام السياسي على أرض الشوارع المصرية، الكثير من المخاوف على مستقبل الوطن بما نراه يومياً من تغيير للمواقف التي خدعونا بها طويلاً طوال وجودهم في سجون النظام الذي سقط، فلما تنفسوا نسيم الحرية بثورة يناير، جاء بأسهم عنيفا شديداً بانتهازية لم تكن في الحسبان، لنتحول نحن من ضحايا حكم مبارك الذي سقط إلى ضحايا الإسلاميين الذين ظهروا فجأة فوق الأرض، لندفع نحن-أفراد الشعب- ثمن حرية لم نرتكبها ونعاقب علي ذنب لم «نقترفه» إلا أن المتابعة الشعبية لخطى انحراف الإسلام السياسي والتي يتم رصدها يومياً وكل ساعة، سوف تعيد كل إلى موقعه الذي يستحق إنقاذا لمصر التي لم يتقدم حتى الآن لإنقاذها أحد!