Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عصا.. موسى!

بقلم : محمود كامل

لعل أكثر ما تحتاج إليه مصر هذه الأيام هو «عصا موسى»، «موسى» النبي وليس «موسى» المرشح للرئاسة، ذلك أن المشهد الذي رسمه القرآن الكريم للقاء موسى «النبي» بفرعون مصر جاء شديد الروعة وصولا بنا إلى إمكانية «التخيل المجسم» لواقعة ليس بيننا من الأحياء من حضرها ليصف، وإن كانت آيات القرآن قد قامت بالواجب.. وزيادة إلى درجة أن ذلك اللقاء مازال حتى يومنا هذا ممكنا استدعاؤه كاملاً من مخزون ذاكرة عامرة بما حفظناه من آيات المصحف. وسوره طوال عمر الطفولة والصبا في بيوت أصيلة كانت تعلم أن آيات القرآن هي معالم الطريق التي تفرق كثيراً بين الحلال.. والحرام بما تحول إلى جينات لا مهرب منها مهما زادت مغريات الفساد!

وترجع رغبة المصريين العارمة في التضرع إلى الله – أن يمنحنا نسخة من عصا موسى الشهيرة – إلى حاجتنا الشديدة لوسيلة إلهية تستطيع «أن تلقف ما يأفكون»، حيث كثرت الحيات والأفاعي في كل الشوارع ناهيك عما لايزال في الجحور، خرجت لتقتل فقط تاركة جثث الضحايا للنسور والغربان! حيث تعجز كل «مراكز السموم» عن الإنقاذ!

وما أكثر الثعابين والحيات التي تندس وسط مليونيات ميدان التحرير التي لم نعد نعرف من خرج فيها.. ولماذا خرج حيث فات أوانها بكثير حيث لم يعد الوقت ليسمح بغير الإصلاح مع البحث عن «رفاعية» ممن تخصصوا في إخراج الثعابين من الجحور، وخلع أنيابهم التي يسيل منها السم القاتل مثلما يتنفسون.

وتنتظر ثعابين كفار مصر «يوم الزينة» ليلتقي فيه موسى المرشح مع الفراعين الكثر، وليس مثلما التقى موسى النبي بفرعون واحد، صحيح أننا لسنا من المتحمسين لموسى وغيره من المرشحين لسباق الرئاسة، وإنما يتركز حماس كل المصريين – مع التبتل بالدعاء – بأن يولي الله من يصلح، وأن يمنحه – سبحانه قادر على كل شيء – القدرة على تطهير الوطن المصري مما به، حتى لو كان بغير «عصا موسى» التي كانت ظاهرة لا أعتقد أنها تتكرر!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله