الباحة " المسلة " … أكد أكاديميون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الباحة سجلت النسبة الأكبر في هجرة أبنائها مقارنة بمحافظات المملكة الأخرى وأن البديل الوحيد لمنع هذه الهجرة إلى المدن الكبرى هو تعزيز صناعة السياحة في المنطقة مشيرين إلى أن السياحة الريفية هي الخيار الأمثل للباحثين عن الاستجمام والاستمتاع بالريف والبيئة الخضراء النقية وهي مقومات توفرها طبيعة منطقة الباحة.
أوضح الدكتور أسامة بن رشاد جستنية من قسم الجغرافيا أن استثمار العطلات الصيفية في الباحة يساهم أيضًا في حل مشكلة الموسمية السياحية وقصر مدة الإقامة بالمنطقة وتخلق فرصًا استثمارية للمزارعين تؤدي إلى توطينهم في أماكنهم وعدم الهجرة بحثًا عن فرص عمل مشيرًا إلى أن منطقة الباحة أحد المناطق السياحية الريفية الواعدة بالمملكة وبشكل عام وطبقًا لتقسيم الهيئة العامة للسياحة والآثار تعد أحد المناطق السياحية بالمملكة، والتي يبلغ عددها 13 منطقة سياحيةوالباحة منطقة جبلية صغيرة تقع في الجنوب الغربي للملكة وتمتاز بمناخها المتميز والجاذب للسياحة الصيفية بصفة خاصة، حيث تحتل المرتبة الثالثة للمدن السياحية الصيفية بالمملكة بعد أبها والطائف.
وأكد جستنية أن منطقة الباحة من أكثر المناطق التي يهاجر منها السكان للعمل في المدن الكبيرة ومن أهم المدن التي ينزح إليها سكان الباحة هي جدة والرياض. لافتًا أن تنمية السياحة الصيفية تعتبر أحد أهم العوامل التي تساهم في ضعف الهجرة من الباحة. من جانبه أشار الدكتور وصال محمد أبو علم من قسم الجغرافيا أنه طبقًا لتقرير الخطة الإستراتيجية والذي اعتمد على إحصاءات ماس بالهيئة العامة للسياحة والآثار فإن غابات الباحة زادت بسبة 95% والمنتزهات الترفيهية بسبة 49%، بالإضافة لزيارة الحدائق العامة والرحلات والتسوق فيما مثلت نسبة النزهة في المناطق الريفية 27% من زائري الباحة وتمثل سياحة العائلات الشكل السائد للسياحة في المنطقة ومعظمهم من سكان الباحة الذين يعملون خارجها، وقد قدرت نسبتهم طبقًا للإحصاءات بـ99% من الزائرين.كما أن هناك نسبة كبيرة تصل إلى 40% ممن ولدوا بالباحة يعيشون في مناطق أخرى وبالتالي نجد أن زيارة الأهل والأصدقاء تتصدر إحصاءات السياحة طبقًا للغرض من السفر للباحة بنسبة 73%.
وأوضح أبوعلم أن القدرة الإنفاقية للسائحين بالمنطقة تتمثل في محدودي ومتوسطي الدخل بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70 %ولقد تم وضع خطة إستراتيجية لتنمية وتطوير الباحة سياحيًا وبالتالي تنمية المنطقة ككل اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وذلك في الفترة من 1422هـ إلى 1442هـ، وذلك في إطار مشروع تنمية السياحة الوطنية، ولقد شملت الخطة الإستراتيجية للباحة رؤية ومهمة كاملة وواضحة وتضمنت توصيف شامل لكافة المقومات وكذلك الإمكانات، وتضمنت حصر لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات وتحديد الأوليات لمشروعات التنمية والتطوير بها. وتمثل التنمية السياحية لمنطقة الباحة أولوية إستراتيجية، حيث لا يتوفر بالمنطقة موارد نفطية بالإضافة إلى ضعف قطاع الزراعة وصعوبة جذب القطاع الصناعي إليها.