Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

مصر وتونس تتهيآن لاستعادة بريقهما السياحي

مؤشرات الربع الأول تعكس بداية حقيقية لتعافي القطاع

 

 

مصطفى عبدالعظيم (دبي) – يتهيأ القطاع السياحي في كل من مصر وتونس لاستعادة بريقه مجدداً خلال النصف الثاني من العام الحالي، وفقاً لتوقعات مسؤولين حكوميين من البلدين.

وتترقب المقاصد السياحية عودة الانتعاش لأحد أهم المكونات الرئيسية لاقتصاد البلدين، بعد أن عكست مؤشرات الربع الأول من هذا العام ظهور بوادر لتعافي القطاع، حيث ارتفع عدد السياح القادمين إلى الوجهتين بمعدلات نمو تقترب من مستوياتها الطبيعية.

وفي إطار جهود البلدين لاستعادة زخمهما السياحي قاما بتكثيف تواجدهما في المعارض والملتقيات السياحية العالمية للترويج لمقوماتهما السياحية وما يتمتعان به من مخزون ومنتجات سياحية متنوعة، خاصة معرض سوق السفر العربي في دبي، الذي اختتم أعماله في دبي أمس الأول.

وتوقع هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة المصري أن تستعيد السياحة المصرية عافيتها مع نهاية العام 2012 لتسجل أرقاما أعلى من أرقام عام 2010، لافتا الى أن تعاقدات النصف الثاني تعتبر مبشرة جدا، خاصة وأن بعض من منظمي الرحلات السياحية يستعدون للانطلاق نحو السوق المصري فور انتخابات الرئاسة، التي يتوقع معها أن تشكل بداية الاستقرار الحقيقي على كافة القطاعات.

وأوضح أن الربع الأول شهد زيادة عن 2011 بعض المقاصد من المنطقة العربية زيادة عن 30%، لافتا إلى أن عدد السائحين العرب إلى مصر زاد خلال الربع الأول بنسبة 71%، مدفوعاً بالزيادة من عدد من الأسواق العربية مثل الإمارات بنسبة 15%.

وأكد أهمية السياحة العربية بالنسبة لمصر، خاصة أنها تمثل نسبة تتراوح بين 15 إلى 18% من إجمالي السياحة القادمة إلى مصر، لافتاً إلى أن وزارة السياحة المصرية أعدت عددا من البرامج لجذب السياحة العربية إلى مصر، منها إقامة فعاليات فنية مع بداية شهر يونيو تحت مسمى مهرجان هنا القاهرة، حيث قامت الجهات المعنية بدعوة فنانين معروفين من الخليج العربي.

وبدأت كل من مصر وتونس اتخاذ الإجراءات الفعلية لاستعادة بريقها السياحي مرة أخرى بعد ما يزيد على العام خسر خلال البلدين ما يتراوح بين 30 إلى 40% من عائداتها السياحية نتيجة التراجع القوي في أعداد السياح خلال العام الماضي.

ويراهن البلدان على ما يتمتعان به من من كنوز ومقومات سياحية متفردة تمكنهما من ليس فقط من استعادة الأعداد التي فقدتها من السياح في العام الماضي، ولكن لمضاعفة هذه الأرقام في غضون سنوات قليلة، بمجرد عودة الاستقرار وفقا لخبراء في قطاع السياحة مشاركون في سوق السفر العربي 2012.

ويعتبر القطاع السياحي في كل من مصر وتونس واحدا من أهم القطاعات التي يتشكل منها الناتج المحلي الإجمالي والمصدر الأعلى للعملات الأجنبية، حيث يساهم بنحو 11% من الناتج في مصر و7% في تونس، ويدعم الاقتصاد المصري بأكثر من 14 مليار دولار وثلاثة مليارات دولار بالنسبة لتونس.

ومع بداية العام الحالي بدأت مؤشرات تلوح في الأفق بإمكانية استعادة البريق مرة اخرى، حيث ارتفع عدد السائحين الذين قدموا إلى مصر في الربع الأول الى 2,5 مليون سائح، بنمو 32%، وفقا لزعزوع، الذي أكد وجود مؤشرات قوية لعودة القطاع السياحي إلى معدلات 2010، قبيل الأحداث السياسية الحاصلة في مصر.

وعلى الرغم من النمو في عدد السائحين إلا أن إيرادات السياحية المصرية يتوقع ألا تسير بنفس وتيرة النمو، بحسب مساعد وزير السياحة المصري، الذي أشار الى تراجع متوسط إنفاق السائح من 85 دولارا في 2012 إلى 75 دولارا حاليا، مرجحا عودة النمو للإيرادات والإنفاق خلال العام 2013.

ولفت إلى أن متوسط الإقامة زاد نتيجة أسعار الفنادق والعروض السياحية ليرتفع من متوسط في حدود 10 أيام الى 11,6 يوم، مشدداً على أن الجهود التي تقوم بها وزارة السياحة المصرية تستهدف التأكيد على استقرار الأوضاع في المناطق السياحية بعيدا عن نطاق منطقة ميدان التحرير،خاصة في المناطق التي تشكل الحصة الأكبر في الجذب السياحي كشرم الشيخ والغردقة وسيناء.

وأوضح، أنه سيتم خلال الفترة المقبلة طرح برامج لتحفيز الطيران العارض من المنطقة العربية نتيجة تزايد حركة السياحة إلى مناطق شرم الشيخ والغردقة، لافتاً إلى انه يجرى إبرام شركات تسويقية مع شركات السياحة في المنطقة لطرح عروض حصرية من الفنادق المصرية وبأسعار تشجيعية للسياح العرب.

وعلى الرغم من الأزمة المالية في أوروبا إلا أن التدفق السياحي من هذه الأسواق الى كل من مصر وتونس لم تتأثر، مساعد وزير السياحة المصري هشام زعزوع وكذلك حبيب عمار المدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسي، شددا على القيمة المضافة للسياحة في البلدين بالنسبة للسائح الأوربي، بالإضافة الى انخفاض كلفة السياحة مع تراجع عملة البلدين أمام اليورو والدولار في الفترة الماضية، الأمر الذي يشجع السياح من دول اليورو الى تنفيذ برامج سياحة بأقل تكلفة.

وتوقع عدد من منظمي البرامج السياحية الى كل من مصر وتونس، انتعاشة قوية في كلا السوقين خلال النصف الثاني من العام الحالي، لافتين الى وجود طلبات قوية على السوقين، من العديد من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة،لتعويض التراجع الذي حدث في العام الماضي، الى جانب الاستفادة من تراجع تكلفة هذه البرامج نتيجة انخفاض قيمة العملة.

ومع بداية العام الحالي بدأت السياحة التونسية تستعيد عافيتها مرة اخرى، بعد تراجع حاد بسبب الأحداث التي تلت ثورة 14 يناير 2011، الذي كان عاما صعبا للغاية وفقا للمدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسي.

وقال عمار في تصريحات لـ”الاتحاد” على هامش مشاركة تونس في سوق السفر العربي، إن الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام شهدت مؤشرات إيجابية تبشر بموسم سياحي حافل يمكن تونس من استعادة مكانتها كوجهة سياحية أولى بمنطقة البحر المتوسط.

وأوضح، انه بعد أن سجل القطاع السياحي في تونس تراجعات قوية على صعيد الدخل زادت عن 33% وفي عدد السياح زادت عن 32% وعن 40% بالنسبة لليالي السياحية، الى أن الربع الأول من هذا العام شهد تحسناً حيث ارتفعت المداخيل بنسبة 33% وزاد عدد السياح بأكثر من 57% وكذلك عادت الليالي السياحية الى معدلها بعد أن زادت بنسبة 40%.

وأوضح عمار أن الهدف الذي تسعى اليه السياحية التونسية هو استرجاع لعافيته بدءا من العام 2012 و2013 والوصول إلى رقم سبعة ملايين سائح و3 مليارات دولار عائدات، ومن ثم الإعداد لتجاوز أرقام عام 2010، لاسيما أن مؤشرات 2012 جيدة من جميع الأسواق التقليدية سواء من أوروبا الشرقية والغربية والسياحية والبلدان المجاورة كالجزائر وليبيا، موضحا أن هذا النمو يعود بالأساس الى تحسن الوضع الأمني في تونس والاستقرار السياسي.

وأشار عمار الى أن تونس تمر اليوم بفترة انتقال ديموقراطي يسير على افضل ما يرام، متوقعا أن يكون عام 2013 البداية الحقيقية لاستعادة ازدهار القطاع.

ولفت الى أن الهدف من المشاركة في سوق السفر العربي هذا العام، للترويج الى خطة تونس الخاصة تنويع الأسواق وتوسيع المنتوجات السياحية، لافتا إلى أن السياحة التونسية مبنية على السياحة الشاطئية وتعتمد على السياح القادمين من بلدان أوروبا الشرقية والغربية والجزائر وليبيا الذين يشكلون نحو 90% من مجمل السياحة التونسية.

وأوضح أن تونس تخطط لزيادة أعداد السياح الخليجيين بأكثر من 40 ألف زائر خليجي حاليا وذلك من خلال اتخاذ العديد من الخطوات والتسهيلات لتشجيع السياح الخليجين لزيارة تونس وفي مقدمتها إلغاء التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون اعتبارا من شهر مايو الحالي، الى جانب خطط تونس الخاصة بالعمل على فتح الأجواء واتباع سياسة السموات المفتوحة لتشجيع شركات الطيران للقدوم الى تونس.

وتشتهر تونس بتنوع منتوجها السياحي الذي يعتبر من أعمدة  الاقتصاد التونسي وتشكل عائداتها 7% من الدخل القومي الإجمالي وتوفر قرابة 400 ألف فرصة عمل مباشرة ومليوني فرصة غير مباشرة.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله