Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سياحة سوريا تناقش واقع السياحة الدينية وسبل تطويرها ضمن ورشة عمل

دمشق " المسلة " … ناقشت ورشة العمل التي أقامتها وزارة السياحة السورية في فندق داما روز بعنوان (السياحة الدينية تنوع وغنى حضاري وتاريخي) الأهمية الدينية الإسلامية والمسيحية لسورية وواقع هذه السياحة وسبل تطويرها إضافة إلى تخطيط وزارة السياحة لتحديد مساراتها وتنظيم وتسويق رحلات السياحة الدينية من قبل مكاتب السياحة والسفر العاملة في هذا المجال.

 

وأكدت لمياء عاصي وزيرة السياحة خلال افتتاحها فعاليات الورشة أنه تم اختيار موضوع الورشة لمناقشة نقاط القوة التي تمتلكها سوريا حيث انها مهد الديانات السماوية وملتقى الحضارات المتنوعة ما جعلها احدى أهم الأماكن التي لا يضاهيها مكان آخر في العالم من حيث الغنى و قيمة المساهمة في الحضارة الإنسانية.

وذكرت ان الهدف من إقامة الورشة التعرف على أفكار وتوجهات كل الجهات المعنية لصياغة وثيقة تتم متابعتها والتنسيق بشأنها من قبل الوزارة لافتة إلى أهمية الاستفادة من خصائص السياحة الدينية لكونها أكثر استدامة من بقية أنواع السياحة الأخرى.

واوضحت الوزيرة عاصي ان السياحة الدينية باعتبارها من أهم محاور ونقاط الجذب السياحي تتطلب التعامل بشكل مختلف من حيث المخططات التنظيمية وإزالة العشوائيات والأبنية المخالفة القائمة في مواقع السياحة الدينية مشيرة الى أهمية تطوير مواقع هذه السياحة وإعطائها المزيد من العناية والجهد لإبرازها وتحقيق قيم اقتصادية مضافة من وجودها.

واستعرضت وزيرة السياحة الصعوبات والمعوقات التي تواجه هذه السياحة و المتمثلة في التعقيدات التي تحيط بالمخططات التنظيمية وإجراءات التراخيص وغياب التنسيق بين اللجان الأهلية المشرفة على المواقع الدينية والجهات التنفيذية إضافة إلى عدم وجود خطة متكاملة لإدارة مواقع السياحة الدينية وتشتت المسؤوليات وتداخل الصلاحيات بين الجهات المختلفة.

ولفتت الوزيرة عاصي الى أهمية تبني وصياغة خطة وطنية للاهتمام بتطوير مواقع السياحة الدينية بحيث تشتمل على إعداد خطط متكاملة لكل موقع بما يناسبه وتأمين البنى التحتية و المرافق الأساسية التي من شانها تشجيع القطاع الخاص للاستثمار بناء على هذه الخطة فضلا عن إقامة حزم تحفيزية وتشجيعية للاستثمار في هذه المواقع وبرامج ترويجية وتسويقية تضمن التعريف بها وربطها بأهميتها الدينية والتاريخية.

ودعت وزيرة السياحة إلى ضرورة إدماج المجتمعات المحلية بالعملية التطويرية والتنموية وجعلها المستفيد الأول من تنشيط السياحة في هذه المواقع عبر حملات التوعية والتدريب ودعم المشاريع الصغيرة المولدة للدخل لتحقيق التنمية السياحية والاقتصادية ما يؤمن الاستدامة للنهوض السياحي في هذه الأماكن.

واشارت الوزيرة عاصي الى أهمية مشاركة المجتمع الأهلي وغرف السياحة وجميع الجهات المعنية بهذا النوع من السياحة في عمليات التطوير بدءا من وضع الخطط المتكاملة وصولا إلى ادماج المجتمع المحلي فيها.

بدوره لفت الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة إلى تميز سورية بأوابدها التاريخية التي يندر وجودها في منطقة أخرى من بلاد حوض البحر المتوسط حيث انها تضم مئات الأبنية والمواقع الدينية المقدسة التي لا تزال قائمة وشامخة على نحو أخاذ ورائع دون تغيرات ملحوظة منذ تاريخ بنائها حتى يومنا هذا مستعرضا أهم المواقع المسيحية والإسلامية في سورية ومناسبات الأعياد الدينية المقدسة.

واستعرض القيم بعض الأدلة والشواهد التي تثبت غنى سورية بأوابدها الدينية منها مدن وقرى الكتلة الكلسية في شمال سورية التي تضم بقايا نحو 150 كنيسة يمكن إعادة إنشائها بكل جزئياتها وبقايا فريسكات مار يعقوب الحبشي الواقعة قرب بلدة قارة في ريف دمشق العائدة بتاريخها إلى ما قبل الفتح الإسلامي والتي تعد وثيقة مهمة على استمرار حياة الطوائف والديانة المسيحية في ظل الحكم العربي الإسلامي.

ودعا معاون وزير الثقافة إلى إرساء دعائم السياحة الدينية لاستدامة مردودها الاقتصادي وذلك عبر معالجة عدة أمور منها نقص المعرفة والوعي بما تحتويه سورية من إمكانيات وحواضر وأماكن ومواقع ومناسبات وضعف الترويج السياحي على الرغم من توفر الدراية بالأهمية الاقتصادية التي تكتسبها السياحة كصناعة بشكل عام ومالها من أثر إيجابي كمصدر من مصادر الدخل القومي ونقص البنى الأساسية لمواقع السياحة الدينية وعدم استيفاء الموجود منها للمعايير الدولية للمنشآت والخدمات التي يحتاجها السائح.

ودعا القيم إلى ضرورة معالجة نقص الاستثمارات السياحية في مواقع وأوابد هذه السياحة وغياب السياسات والإستراتيجيات السياحية المتناسقة نتيجة لتضارب السياسات بين الوزارات المعنية والمؤسسات والوكالات السياحية الخاصة وتناقض مصالحها والعمل على وضع الخطط والبرامج اللازمة لترميم الأوابد والمواقع السياحية الدينية وإعدادها وتجهيزها لاستقبال السياح.
 

وعرض المهندس فيصل نجاتي مدير السياحة الدينية رؤية وزارة السياحة لتطوير السياحة الدينية والقائمة على وضع قاعدة بيانات لكل المواقع والأماكن الدينية وتحديد الأماكن القابلة للزيارة والمعلومات والروايات والقصص المرتبطة بها وفرز هذه الأماكن حسب الأهمية والأولوية و وضع دراسة إحصائية عن أعداد الزوار وزيادتهم والخدمات اللازمة لمواقع الزيارة وتأمينها ورسم مسارات وبرامج الزيارة وتحديد الأسواق المصدرة للسياحة الدينية وتنفيذ خطة ترويجية تكفل تحقيق الغاية المرجوة.

واوضح نجاتي ان المديرية تعمل حاليا على تحديد واقع المنشآت السياحية المستخدمة من قبل الزوار وتأهيل أدلاء سياحيين متخصصين بالسياحة الدينية وتحديد الأسواق المصدرة لهذا النوع من السياحة وإقامة نشاطات وفعاليات ترويجية داخل سورية وخارجها وتنفيذ ورشات عمل متخصصة بهذا المجال إضافة إلى المشاركة بالمعارض والندوات التخصصية مشيرا الى أن شركاء المديرية بالعمل يشملون وزارات الإدارة المحلية والثقافة والأوقاف والداخلية والمواصلات واتحاد غرف السياحة إضافة إلى المؤسسات الخاصة المعنية من البطركيات ولجان المقامات و الجمعيات الأهلية.

من جانبها بينت المهندسة ربا صاصيلا مديرة التخطيط السياحي في الوزارة أهمية تطوير منتج السياحة الدينية من خلال إجراء دراسات متكاملة للتنظيم والتطوير السياحي لمواقع السياحة الدينية بما يضمن حماية هذه المواقع وتامين استيعابها لأكبر عدد ممكن من الزائرين مع توفير الخدمات السياحية اللازمة لذلك وتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية وخلق ديناميكية عملية ذات أداء عال لتنفيذ المتطلبات والأعمال اللازمة وتحقيق التنمية المستدامة للموقع ومحيطه.

واستعرضت صاصيلا مراحل مشروع تطوير منتج السياحة الدينية لموقع السيدة زينب والمتضمنة تقديم دراسة تحليلية للموقع من أهميته الدينية والتاريخية والعناصر المعمارية الموجودة فيه والوضع الراهن للخدمات القائمة والواقع السكاني والمناطق القابلة للزيارة وواقع الأبنية والمنشآت الموجودة وإعداد دراسة مقومات التطوير السياحي للمنطقة المتضمنة المواقع المهمة الواقعة في محيط المنطقة.

من جهته لفت الباحث التاريخي الدكتور جوزيف زيتون الى الغنى والتنوع الديني الاسلامي والمسيحي في سورية موضحا أن تراثها وكنوزها المدنية والحربية والفنية والطبيعية والفولكلورية جعلها هدفاً ومقصداً لطلاب المعرفة والاستشراق وللسياحة وخاصة الدينية منها وقال ان دمشق أقدم المدن الحية والأقدس مسيحياً بعد القدس وتتقدم عليها أنطاكية موطن البطريركية الأساس إدارياً وفيها مقر ثلاث بطريركيات حالياً كما انتقلت منها البشارة المسيحية إلى كل دول العالم.

بدوره تطرق أحمد سامر قباني مدير أوقاف دمشق إلى بعض روايات الأنبياء والصالحين الذين مروا بدمشق وتوفوا فيها وإلى الخصوصية الدينية لبلاد الشام والتي خصها الله بها.

من جهته أوضح غسان شاهين وطلعت الأشقر أصحاب شركات سياحية بدمشق آلية تسويق رحلات السياحة الدينية التي تقوم بها شركتهما من حيث دراسة مكونات برنامج الرحلة مقارنة مع ما تقدمه الدول المنافسة في مجال السياحة الدينية ودراسة أسعار الرحلات المنفذة للوصول إلى منتج مقبول مقارنة مع الدول المنافسة إضافة إلى القيام بنشاطات ترويجية بشكل خاص بالاستناد على علاقات الشركة والمساهمة مع نشاطات الوزارة الترويجية.

وأشارا إلى بعض السلبيات التي تعانيها السياحة الدينية حاليا ومنها افتقار المواقع للنشرات والمعلومات السياحية والدينية التي تهم الزائر والخدمات السياحية اللازمة للمواقع موضحين ضرورة تركيز البرامج السياحية على الأهمية الدينية لسورية وتأهيل الأدلاء السياحيين لتقديم المنتج السياحي الديني بقدسيته وروحيته واعتماد المنتج السياحي الديني المقدم على البساطة بعيدا عن المبالغة والاشتراك بالفعاليات السياحية الدينية العالمية والمعارض المتخصصة ودعوة الفعاليات الدينية العالمية للمشاركة في الفعاليات المحلية.

حضر الورشة عدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي وممثلون عن وزارات الثقافة والأوقاف والإدارة المحلية وإدارة الطيران المدني والهجرة والجوازات وغرف السياحة إضافة إلى بعض المؤسسات الخاصة من لجان المقامات والجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال.

المصدر : سانا


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله