الرياض "المسلة" …. أكد خبراء في الإعلام السياحي أن وسائل الاتصال الاجتماعي عبر الانترنت أصبحت تستحوذ على الحصة الأكبر في التسويق الالكتروني السياحي، منوهين إلى التركيز العالمي على الإعلام السياحي لتسويق الوجهات السياحية وزيادة الدخل الاقتصادي من السياحة.
قال الدكتور حسام درويش أمين عام المنظمة الدولية لصناعة السياحة الالكترونية أن المملكة العربية السعودية شهدت خلال العامين الأخيرين قفزة نوعية في تسويق السياحة الداخلية عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً أنه إذا استمرت الهيئة العامة للسياحة والآثار على نفس الحماس الذي تبديه في الترويج لمواقع السياحة المحلية فإن المملكة سوف تكون الأولى عالمياً في التسويق السياحي الالكتروني.
وأضاف درويش خلال ورشة عمل "دور الاعلام الجديد في تسويق السياحة" التي نظمها المركز السعودي للإعلام السياحي بالتعاون مع هيئة السياحة ضمن ورش ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2012، أن المملكة تحتل المركز الثاني عربياً في أعداد مستخدمي موقع "الفيسبوك" بـ 5,097,940 مستخدم، فيما تأتي مصر في المرتبة الأولى بـ 3,028,320 مستخدم، مشيراً من خلال هذه الاحصائية إلى الأهمية والرواج الواسع الذي تشهده وسائل الاتصال الاجتماعي في تبادل المعلومات بين الأفراد والمجتمعات.
وبيّن الدرويش أن أكثر الشركات السياحية العالمية تسعى بشكل حثيث إلى وضع استراتيجيات عملية للانخراط في الشبكات الاجتماعية لتسويق برامجها، منوّهاً بدور هذه القنوات في التعريف يما يحتويه البلد من معالم سياحية، ما يشكل مظهراَ حقيقياً من مظاهر الجذب السياحي وذلك باستخدام كافة الوسائل الإعلانية والتسويقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أفلام دعائية وبروشورات وعروض الكترونية قادرة على جذب السياح.
من جهته قال يانز ثرين هارت مدير استراتيجية الانترنت لفنادق فيرمونت العالمية إن التسويق السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر بمثابة المفتاح الرئيس الذي يحقق أهداف أي مؤسسة، حيث يشمل تحديداَ دقيقاَ لاحتياجات الأسواق المستهدفة، إضافة إلى ضمان التفاعل الابجابي مع متطلبات الراغبين في مواجهة المنافسين، مضيفاً أنه من خلال وسائل التواصل مثل(الفيسبوك، التويتر، جوجل) يمكن للجميع التعرف على معظم مواقع السياحة العالمية من خلال متابعة الصور الالكترونية ومقاطع الفيديو، وتبادل المعلومات والمناقشات مع الأصدقاء والتعرف على عادات وتقاليد البلد المستهدف للسياحة، وبالتالي يمكننا من خلال هذه الوسائل السفر إلى البلدان التي نريدها افتراضياً ونخطط بشكل دقيق مسار الرحلة ونحجز في الأماكن التي نفضلها، وذلك عبر استعراض الخدمات السياحية المقدمة في الفنادق والمنتجعات والمطاعم ومواقع الزيارة.
وتابع الخبير يانز أن المواقع الاجتماعية تعتبر أيضاً فكرة عملية جداً في عملية التسويق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا يتوفر لديها عادة ميزانية للتسويق، أما في حالة المشاريع الكبرى فتمثل هذه المواقع إضافة متميّزة إلى منظومة التسويق، كونها مشاريع ترصد ميزانيات ضخمة لهذا الغرض ولكنها لا تعتمد بشكل أساسي على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى الفوائد العديدة الأخرى التي تحققها وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أهمها إيجاد مقر لتداول الأعمال من دون تكلفة إضافية، وانتشار اسم المشروع وفكرته حول العالم وليس محلياً فقط، وامكانية استقبال الملاحظات والمقترحات على مدار الساعة، كما أنها وسيلة فعالة لجذب فئة لها أهميتها القصوى، ألا وهي فئة الشباب.
وفي مداخلة حول مدى نجاح وسائل الإعلام السعودية في التسويق للسياحة المحلية قال الدكتور حسام درويش: "هناك تطور كبير في الإعلام حول تقديم السياحة المحلية، والرسم البياني في تصاعد مستمر، وذلك من خلال المتابعة الاخبارية الحثيثة على أعلى المستويات عبر جميع أنواع الوسائل الإعلامية، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن التسويق السياحي ليس مهمة الهيئة العامة للسياحة والآثار فقط، وإنما دور يُناط بجميع شركائها من القطاعين العام والخاص، وبالتالي نحقق الزيادة المطلوبة في أعداد السياح بين المواقع المحلية".
كما أكد الدرويش خلال إجابته على مداخلة أخرى على أهمية توحيد استثمار وتسويق مواقع السياحة العربية، من خلال إيجاد مواقع الكترونية تسويقية خاصة في هذا المجال، بدعمٍ من منظمة السياحة العربية، داعياً الهيئة العامة للسياحة والآثار في البدء بهذا المشروع ورعايتها له، وجذب المستثمرين اللازمين لإنجاح هذا المشروع، باعتبارها ممثلة السياحة في المملكة، خاصة وأن الأرباح الناتجة عن مثل هذه المشاريع ستكون هائلة وليس لها حدود، وستنعكس بشكل كبير وفعّال على واقع المجتمعات العربية.
فيما أكد الخبير السعودي محمد بدوى أن المملكة تمتلك فرصا رائعة من التسويق السياحي الغير مسبوق شريطة التنوع في استخدام الإعلام الجديد، مستعرضا الأرقام التقنية للمجتمع السعودي، ومنها أن 95% من المجتمع السعودي يحمل هاتفا محمولا، وأن 54% مشتركون في خدمة التصفح على شبكة المعلومات العالمية بشكل دائم.
ثم استكمل ثيودور الورشة بالتحدث عن الإبداع في الإعلام الجديد، وكيف يستطيع الإنسان تحقيق ذاته عن طرق الإعلام، كما ركز في كلماته على الإعلاميين ودورهم البالغ الأثر في نفوس القراء والمشاهدين على حد سواء.
وعقب نهاية الورشة تم توزيع شهادات الحضور، وقدم نائب رئيس الهيئة للسياحة عبدالله الجهني الشكر للإعلاميين الحاضرين وللمركز السعودي للإعلام السياحي على تنظيمه هذه الورشة، وقدم دروعا تذكارية لتكريم المحاضرين.
المصدر: الهيئة العامة للسياحة والاثار