الرياض " المسلة " د. سعد الأحمد … المخطط الاستشرافي لتطوير منطقة الرياض يحتوي على مشروع مستقبلي لبناء مطار جديد في المنطقة الجنوبية الغربية للعاصمة الرياض. الهدف من هذا المطار هو أن يمكن موقعه التوسطي بين جنوب العاصمة الرياض ومدن منطقة الرياض الجنوبية من خدمة المواطن والمقيم بيسر وسهولة، نظرا لبعد مطار الملك خالد الدولي عن مناطق ذات كثافة سكانية كالخرج وحوطة بني تميم والأفلاج وبقية المدن والقرى. الاستدامة في مشاريع بناء المطارات مؤشر تنموي، حيث شهدت المملكة بناء مطارات جديدة خلال السنوات الخمس الماضية وتحولت مطارات إلى دولية في خطوة نحو تفعيل النموذج الأنجح في النقل الجوي المتمثل في الربط المباشر للمدن.
مطار الملك خالد الدولي مرت عليه سنوات طويلة دون تطوير محسوس ينتشله من واقعه الحالي المتمثل في سوء الخدمات التي تمر على المسافر، كما يعاني نقص العديد من المرافق، التي أصبحت من ضروريات المطارات الحديثة، حتى مرافقه الصحية لا يتناسب عددها مع أعداد الناس رغم أن بناء المزيد منها يحتاج فقط إلى حسن إدارة المساحات الضائعة في هذا المطار. الغريب أن العديد من متطلبات التطوير لا تحتاج إلى كثير من الأموال بقدر ما تحتاج إلى مرونة في التشريعات التي تمكن من تنفيذ المشاريع التطويرية الصغيرة دون توقف أو تأخير. حالة مرافق مطار الرياض تحتاج إلى مقالات عدة للتعرض لكل واحدة على حدة، وحلولها لا تتطلب معجزات لإصلاحها وإرجاع المطار إلى هيئته الجميلة.
الهيئة العامة للطيران المدني بكيانها الجديد قادرة اليوم على إعادة النظر في عقود التشغيل والصيانة التقليدية، التي تستنزف كثيرا من الأموال دون عوائد تذكر على جودة وتطوير المطارات. كما أن عليها تفعيل الشفافية وعرض القيمة المالية لكل عقد تشغيل وصيانة مطار على حدة كي يتسنى للجهات الحكومية ذات العلاقة تقييم فاعلية المطارات من الناحية العملياتية والتوظيفية وغيرها.
تطوير مطار الرياض – في رأيي – سيكون أصعب إداريا من بناء مطار جديد كوننا نبرع في بناء المرافق الكبرى ثم نفشل في استدامتها أو إكمالها بالوجه المطلوب، فمطار الرياض يستحق أن يتم تطويره بسرعة والوصول به إلى 30 مليون مسافر في السنة بنهاية عام 2015.