سلطان بن سلمان: ستستمر الهجرة الموسمية للدول التي استثمرت في تطوير السياحة وتوفير ارقى الخدمات وبالاسعار المناسبة
تطوير قطاع السياحة الوطنية في المملكة يتطلب استثمارات اساسية وخدمات للبنية التحتية لا يمكن أن يقوم بها الا الدولة
الرياض "المسلة" …. افتتح الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس الاثنين 10 جمادى الأولى 1433هـ ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2012 الذي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز المعارض الدولي في الرياض.
أكد سطام أن السياحة الوطنية تشهد نمواً في مختلف برامجها وأنشطتها، مشيرا إلى دور ذلك في نمو العوائد الاقتصادية للمناطق، وتوظيف الأجيال الجديدة من أبنائها، وربطهم بتراث وتاريخ بلادهم.
وقال : "يسعدني مشاركاتكم هذه الليلة في إطلاق الدورة الخامسة من ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي لعام 1433هـ؛ في الوقت الذي تشهد فيه السياحة الوطنية نمواً في مختلف برامجها وأنشطتها لتقوم بدورها في نمو العوائد الاقتصادية للمناطق، وتوفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم، وكذلك ربط هذه الأجيال بتراث وتاريخ بلادهم، وهو ما تحرص عليه الدولة بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين –حفظهما لله-، متمنياً لهذا الملتقى التوفيق والنجاح".
من جهته ثمن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ما يلقاه تطوير السياحة الوطنية من دعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده يحفظهم الله، ومن كافـة مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص والمواطنين في مواقعهم المنتشـرة عبر جغرافية بلادنا المترامية.
مشيرا ان الهيئة العامة للسياحة والاثار وهي تؤكد التحول الكبير نحو السياحة المحلية من قبل المواطنين، والقبول الواسع لمشروع السياحة الوطنية, لتؤكد أهمية أن يتزامن ذلك مع التطوير المنشود للخدمات والمرافق والفعاليات التي يطلبها المواطن والاسرة السعودية.
ولفت الى أن تطوير قطاع اقتصادي كبير بحجم السياحة الوطنية في المملكة، يتطلب استثمارات اساسية وتأسيسية، ومنظومة من خدمات البنية التحتية لا يمكن أن يقوم بها الا الدولة. ويسهم القطاع الخاص لاحقاً في المشاريع التطويرية الاستشارية، ولقد تجلى ذلك واضحاً في جميع القطاعات الاقتصادية الناجحة التي تبنتها، وما زالت تتبناها الدولة رعاها الله.
كما استعرض وضع السياحة الوطنية, وما تم خلال العام المنصرم من أعمال وما صدر من قرارات تصب في صلب قرار الدولة لجعل السياحة الوطنية قطاعاً اقتصادياً منتجاً, ومورداً غير ناضب لفرص العمل للمواطنين.
وأضاف: "وإذ تؤكد الهيئة التحول الكبير نحو السياحة المحلية من قبل المواطنين، والقبول الواسع لمشروع السياحة الوطنية, لتؤكد أهمية أن يتزامن ذلك مع التطوير المنشود للخدمات والمرافق والفعاليات التي يطلبها المواطن والاسرة السعودية.
واكد على ان المواطن السعودي أصبح سائحاً واعياً، وخبيراً متمرساً في جودة الخدمات والاسعار وما يقدم له من منتجات سياحية, ولا يمكن استقطاب المواطن للسياحة الوطنية, مع ما تملكه بلادنا من مقومات وموارد هائلة، وبنية تحتية وبشرية، وطلب سياحي كبير، ومواقع تراثية واقتصادية، وتنوع جغرافي وثقافي، إلا من خلال مشروع شامل تتولاه الدولة لتطوير الخدمات والبرامج والمرافق السياحية بما يماثل الوجهات الاخرى التي يقصدها المواطنون خارج حدود بلادنا.
واضاف: "كما أؤكد في هذا الملتقى السنوي – ومن خلال الدراسات والاحصاءات الموثقة التي قامت بها الهيئة بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة – بأن السياحة الوطنية هي إحدى أهم القطاعات الاقتصادية انتاجاً لفرص العمل للمواطنين, حيث تجاوزت نسبة سعودة قطاعات التوظيف في السياحة الوطنية (26%) من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والبالغ عددهم (950) ألف فرد, وهي ثاني اعلى نسبة سعودة في القطاعات الاقتصادية الوطنية.
كما تؤكد الهيئة قدرة هذا القطاع الاقتصادي الواعد لإيجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة للاقتصاد الوطني خلال المرحلة القادمة – وذلك على جميع المستويات التعليمية للمواطنين, وفي مختلف المواقع الجغرافية المتعددة (مدن وقرى), وعلى جميع الطبقات الاستثمارية – والتي قدرت الخطة الاستراتيجية المحدثة أن تبلغ عام (2015م) مليون ومائة ألف فرصة عمل على أقل تقدير.
كما أشير الى الدور المهم والمأمول للسياحة الوطنية، وبتضامنها مع المسارات الثقافية والتراثية في اعادة ربط المواطن ببلاده (وخاصة الشباب منهم) وتعزيز وعي المواطن بمكتسبات وطنه التنموية، والابعاد التاريخية لوحدتنا الوطنية التي ننعم بالعيش تحت ظلها جميعاً.
واشار الى ان الهيئة قامت خلال الفترة المنصرمة بإطلاق منظومة من المبادرات والمشاريع, ضمن مبادرة تعزيز البعد الحضاري, والذي يلقى تأييداً كريماً من مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهم الله.
وقال:"نحن نؤمن بأهمية تفعيل دور المواقع التاريخية والاثرية وتأهيلها وفتحها للمواطنين، واخراج التاريخ المجيد لهذه البلاد المباركة من كتب التاريخ، ليصبح واقعاً معاشاً يستشعره الشباب في حياتهم اليومية من خلال زيارة المواقع التي شهدت الاحداث التاريخية لبلادنا، والاماكن التي انطلقت منها، وتشكلت على أرضها وحدتنا الوطنية، فلكل مواطن مساهمة تاريخية في تأسيس وبناء هذا الوطن العظيم، ولا يُعقل أن يكون ذلك غائباً عن الذهن الوطني وحياة المواطن, خاصة وفي هذه المرحلة المهمة من عمر الوطن. ومع تزايد التحديات حولنا، ونمو وسائل التواصل الاجتماعي، وتنقل وسفر المواطنين إلى دول محيطنا الجغرافي، واختلاطهم مع الشعوب الأخرى، فأنه من المهم تعزيز حضور المواطن، وخاصة الشباب، في المواقع الحقيقية لبلادنا الجميلة وتاريخنا الوطني العريق، بحيث لا يعيش الشباب داخل مواقع التواصل الاجتماعي فقط، أو تتكون ذاكرتهم خارج محيط بلادهم.
واكد على ان الهيئة تطمح من خلال تطوير تأهيل المواقع التراثية والتاريخية والسياحية، لأن يُتاح للمواطن أن يعيش وطنه، لا أن يسكن فيه فقط، وأن يستمتع بمقوماته، ويصرف جزءاً من دخله على السياحة الوطنية وسيستمر ويعمل فيها، ويتمكن من الوصول إلى المواقع المهيأة والمتكاملة الخدمات، ويعيش تجربة ثرية ممتعة غنية بالذكريات الأسرية في وطنه. فالسياحة اليوم أصبحت ضرورة للفرد، وجزءاً لا يتجزأ عن حياة واقتصاديات الأسرة.
ولفت الى ان الهيئة قامت في الفترة المنصرمة وتزامناً مع التحولات الكبيرة في السياحة الوطنية بمراجعة وتحديث شامل للاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية، وإقرار خطة تنفيذية للسنوات الثلاث القادمة، تهدف إلى تسريع استكمال المشاريع والمسارات المتعددة التطوير، شملت الوجهات السياحية الكبرى، وباكورتها مشروع العقير، والمواقع والمسارات السياحية المنتشرة في أنحاء بلادنا، ومواقع التراث العمراني والآثار، ومنظومة المتاحف الجديدة، وبرامج تدريب الكوادر الوطنية، ومسارات تطوير المنتجات السياحية، وبرامج التمويل، وتحقيق اللامركزية من خلال تعزيز قدرات المناطق على إدارة السياحة المحلية ضمن برنامج (تمكين)، وتطوير منظومة الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين القطاع الخاص من المشاركة في تطوير هذه المسارات بشكل فعال ومتكامل.
وتابع : "وتستشرف الهيئة في المرحلة القريبة القادمة، وبما تتلقاه من دعم ومتابعة من المقام السامي الكريم ومجلس الوزراء الموقر، صدور منظومة من القرارات المهمة من الدولة رعاها الله، والتي تشمل تطوير شامل ومتكامل للمشاريع المتعلقة بالمواقع الأثرية والتراثية والمتاحف، وتطوير آليات التمويل والدعم الحكومي لقطاعات الاستثمار السياحي والتوسع في ذلك، وإنشاء ذراع استثمارية حكومية يسهم بها القطاع الخاص لتطوير المشروعات والوجهات السياحية الكبرى، وتطوير جذري لصناعة المعارض والمؤتمرات، التي ينظر لأن تكون إحدى أهم المسارات الأقتصادية الواعدة، وإعادة هيكلة وتطوير لإستراحات الطرق، وقطاعات الحرف والصناعات التقليدية، وصدور عدد من الأنظمة من الدولة في مجالات الآثار والتراث العمراني والسياحة".
وقال بأن هذا الملتقى ينعقد في فترة تعقب إجازة منتصف العام، وإذ نسعد بما تم خلال الإجازة من فعاليات وبرامج سياحية مكثفة، لنؤكد على أن بلادنا تحظى بمقومات وإمكانات كبيرة ستمكننا إن شاء الله من تحويل المواطن نحو السياحة في بلادنا الغالية، متى ما تم تهيئة السياحة الوطنية فيها كما يجب، وبما يليق بمقدرات هذا البلد المعطاء ذو الاقتصاد الكبير القادر على تحقيق معادلة التميز في السياحة الوطنية، كما يحققها كل يوم وفي كل مجال.
ولقد تابعنا خلال تلك الإجازة الأعداد الكبيرة من المواطنين المغادرين إلى الوجهات الأخرى خارج بلادنا، وما خرج معهم من أموال طائلة، والأهم هو ما نفقده من فرص لكسب بقاء المواطن في بلده، ليتعرف عليه، ويعيش جماله وتاريخه ويسعد بلقاء مواطنية!!. ولسوف تستمر هذه (الهجرة) الموسمية باتجاه الدول التي استثمرت في تطوير السياحة لجذب السائح وتوفير ارقى الخدمات وبالاسعار التي تناسب جميع الفئات والاسر.
مؤكدا ان تطوير قطاع اقتصادي كبير بحجم السياحة الوطنية في المملكة، يتطلب استثمارات اساسية وتأسيسية، ومنظومة من خدمات البنية التحتية لا يمكن أن يقوم بها الا الدولة. ويسهم القطاع الخاص لاحقاً في المشاريع التطويرية الاستشارية، ولقد تجلى ذلك واضحاً في جميع القطاعات الاقتصادية الناجحة التي تبنتها، وما زالت تتبناها الدولة رعاها الله.
وكان وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة قد ألقى كلمة في حفل الافتتاح أكد فيها أن صناعة السياحة لم تعد كما كانت منذ سنوات ، فلقد تشعبت فروعها وتداخلت وأصبحت تشمل معظم مجالات الحياة اليومية ولم تعد السياحة تلك الخدمات المقتصرة على الفنادق والتجول بين المعالم الاثرية، بل تخطت السياحة تلك الحدود الضيقة لتدخل بقوة إلى كل مكان لتؤثر فيه وتتأثر به.
الأمر الذي تؤكده تقارير منظمة السياحة العالمية وما شهده العالم من ارتفاع متزايد لعدد السائحين في العالم سنة بعد أخرى سواء كان ذلك من خلال السياحة الترفيهية أو البيئية والبحرية والصحراوية أو العلاجية أو الرياضية أو سياحة المؤتمرات والتسوق. ليرتفع معه العائد من قطاع الخدمات السياحية ليصبح أحد أكبر قطاعات تجارة الخدمات عائداً وأسرعها نمواً.
وقال: "هذا التنوع في الخدمات السياحية هو نتاج تطور صناعة السياحة ونتاج زحفها إلى مقدمة القطاعات الاقتصادية في العالم، فقد تمكنت السياحة من تجاوز كل الأزمات وأثبتت التجارب أنها صناعة لا تنضب ولا تندثر بل تنمو عاما بعد عام لتصبح صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة وتخطي الحدود. ولقد أثبت التاريخ أن السياحة ستظل أكثر الخدمات نموا وأكثرها رسوخا".
وأضاف: "تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تعزيز موقع المملكة المميز في القرية الكونية من خلال إيجاد اقتصاد متنوع ذي قدرة تنافسية عالمية، يشمل كافة القطاعات والأنشطة الانتاجية ومنها السياحة، الأمر الذي سيكون بتوفيق من الله دعما للنمو المستدام المستهدف".
وفي ختام الحفل استلم راعي الحفل هدية تذكارية من رئيس الهيئة ثم قام بافتتاح المعرض المصاحب وتجول في أجنحته التي تتجاوز 140 جناحا لعدد من ابرز الشركات والجهات العاملة في القطاع السياحي.
ويشتمل الملتقى الذي يستمر حتى الخميس ويقام تحت شعار "السياحة للجميع.. شراكة نحو تنمية مستدامة" على 7 جلسات علمية متنوعة تبدأ صباح غد الاثنين تحت شعار "قضايا في التجربة السياحية المتكاملة".
اضافة الى 13 ورشة عمل بمشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والخبراء العالميين، تتناول معظم الأنماط السياحية والقضايا الاستثمارية والإعلامية السياحية إضافة إلى استعراض بعض التجارب السياحية الناجحة.
وإلى جانب الجلسات وورش العمل يشهد الملتقى إقامة عدد من الفعاليات التي تهدف هذا العام إلى إبراز اهتمام السياحة السعودية بالبعد الحضاري الذي تكتنزه المملكة تحت عنوان "السعودية… ملتقى الحضارات"، حيث سيعرض في الملتقى نماذج ومجسمات للمواقع التاريخية والأثرية إضافة إلى عروض الحرف والصناعات اليدوية وعروض الفنون الشعبية.
كما تشتمل الفعاليات على رحلات سياحية داخل الرياض، إلى جانب رحلة سفارى الصحراء ورحلة منطقة الوشم (شقراء، اشيقر، القصب) وتصميم حزم سياحية لزوار الملتقى.
وللعام الثاني على التوالي سيتم الإعلان عن الفائزين بجوائز التميز السياحي، حيث سيقام حفل جوائز التميز مساء الأربعاء برعاية رئيس الهيئة.
ويشهد الملتقى هذا العام اقامة "يوم المهنة" يوم الخميس الذي سيتم فيه طرح فرص العمل المتوفرة لدى المنشآت السياحية للتوظيف المباشر.
كما سيطلق لأول مرة خلال هذه الدورة من الملتقى برنامج المشترين المستضافين، والذي سيشتمل على دعوة مجموعة مختارة من وكالات السفر العاملة في منطقة الخليج للقدوم إلى المملكة بغرض إقامة بعض اجتماعات العمل مع العارضين. كما سيتضمن الملتقى توقيع العديد من المبادرات الخاصة بالهيئة وأخرى خاصة بالقطاع الخاص.
ويقوم على رعاية الملتقى عدد من الجهات والشركات هي: أمانة منطقة الرياض راعي استراتيجي، المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق راعي استراتيجي، مجموعة فيرمونت رافلس العالمية للفنادق راعي بلاتيني ، مجموعة الطيار للسفر والسياحة راعي ذهبي، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض راعي فضي، امانة محافظة الطائف راعي فضي، مجموعة شركات ايلاف راعي فضي، الخطوط الجوية العربية السعودية راعي فضي "الناقل الرسمي"، صحيفة الشرق راعي اعلامي، صحف "عرب نيوز، الاقتصادية، الشرق الأوسط" رعاة إعلاميين، صحيفة الوطن راعي إعلامي، قناة الاقتصادية راعي فضائي، صحيفة سبق راعي الكتروني، صحيفة عين الرياض راعي الكتروني.
يشار إلى أن ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي هو حدث سنوي تنظمه الهيئة يهدف الى عرض فرص استثمارية جديدة في مجالات التنمية السياحية وعقد شراكات عمل بين الشركات المحلية والشركات الأجنبية الزائرة لدعم وتطوير البنية التحتية لقطاع السياحة في المملكة.
ويشارك عدد من الجهات المشاركة في اللجنة التوجيهية للملتقى، من أبرزها وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الثقافة والإعلام , والهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية، وزارة الداخلية، وزارة التجارة والصناعة، الهيئة العامة للاستثمار، والمنظمة العربية للسياحة, و جامعة الملك سعود ممثلة في كلية السياحة والآثار, واللجنة الوطنية للسياحة,. واللجان الاستشارية لكل من: الإيواء, ووكالات السفر والسياحة, ومنظمي الرحلات السياحية, والإرشاد السياحي.
المصدر: الهيئة العامة للسياحة والآثار