تونس " المسلة " … قطاع السياحة التونسي الذي تضرر عقب ثورة شعبية أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي مطلع العام الماضي، أظهر تحسنا بالأداء في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وذلك وفق معطيات صدرت حديثا من وزارة السياحة التونسية.
وتفيد إحصاءات الوزارة بأن الفترة بين يناير/كانون الثاني ومطلع مارس/آذار بارتفاع عدد السياح بنسبة كبيرة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عددهم إلى 660 ألف سائح.وكان عدد السياح في تونس سجل تراجعا العام الماضي ليبلغ بالإجمال عن السنة كاملة نحو 4.8 ملايين سائح، مقارنة بنحو سبعة ملايين شخص كان عدد السياح في العام 2010.
وفي العام الماضي انخفضت عائدات السياحة إلى 1.8 مليار يورو (2.4 مليار دولار) مقارنة بـ2.3 مليار يورو (ثلاثة مليارات دولار) عام 2010.
وفي حديث للجزيرة نت بيّن المدير العام للديوان التونسي للسياحة الحبيب عمار أن مداخيل السياحة تحسنت في بداية العام إلى مطلع مارس/آذار الجاري بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أنها بلغت 200 مليون يورو (267 مليون دولار).
وتوقع أن يشهد الموسم السياحي الحالي "نموا أفضل" من العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك تحسنا على مستوى الحجوزات المبكرة في الفنادق من قبل بعض الدول الأوروبية.
توقعات :
وكشف عمار أن التوقعات تشير إلى استقطاب نحو 230 ألف سائح روسي، ونحو 380 ألف سائح ألماني هذا الموسم، أي بارتفاع بنسبة 50% و44% على التوالي.غير أنه أقر بوجود نقص على مستوى الحجوزات المبكرة بالسوق الفرنسية والإيطالية والإسبانية، قائلا إن الفرنسيين عادة يؤخرون حجوزاتهم في موسم الانتخابات الرئاسية، التي ستنطلق مطلع أبريل/نيسان 2012.
وتوقع عمار أن يتزايد إقبال السياح من هذه الأسواق بفضل حجوزات آخر دقيقة مع اقتراب موسم الصيف، مؤكدا أن تونس ستطلق حملة ترويج واسعة عن طريق حملات إشهارية في بعض القنوات التلفزيونية الأوروبية الكبرى.
وذكر أن وزارة السياحة تسعى لتنفيذ خطة تهدف إلى طمأنة متعهدي الرحلات وتسويق صورة جديدة لتونس وبذل جهود أكبر لترويج منتجات أخرى، مثل السياحة الصحراوية وسياحة الغولف وسياحة المؤتمرات والبواخر الترفيهية.
وأوضح عمار أن وزارة السياحة تخطط من خلال خطتها لهذا العام لاسترجاع نفس مستوى نشاط القطاع الذي كان عليه في 2010، وهو استقطاب سبعة ملايين سائح وتحقيق عائدات بقيمة 2.3 مليار يورو ( ثلاثة مليارات دولار).
وأكد أن الوزارة كثفت في الفترة الماضية من مشاركتها في المعارض الدولية، وقال إنها تستعد للمشاركة بمعرض الجزائر حول السياحة في مايو/أيار المقبل ومعارض ببعض بلدان الخليج العربي.
وبشأن دعم الفنادق السياحية المتضررة في تونس جراء تراجع مداخيلها، أكد عمار أن الحكومة الحالية "تدرس" تمديد إجراءات الدعم المالي لمساعدتها.
وتعرض العديد من الفنادق في تونس لصعوبات وأغلق بعضها، فيما عجز بعضها الآخر عن تسديد نفقاته الاعتيادية بسبب تراجع المداخيل السياحية.
الأزمة متواصلة :
في السياق، حذر رئيس الجامعة التونسية للنزل محمد بالعجوزة من مخاطر استمرار إغلاق الفنادق على الاقتصاد، وطالب الحكومة بمساندة أصحاب النزل في هذا "الظرف الصعب".وبشأن الموسم السياحي الحالي، رجح بلعجوزة للجزيرة نت أن "أزمة السياحة ستتواصل هذا الموسم".
لكنه توقع أن يشهد الموسم السياحي للعام 2013 تحسنا، مشيرا إلى أن عودة النشاط السياحي إلى نسقه يتطلب توفير الأمن ووضع إستراتيجية سياحية ناجعة وإشراك المهنيين في القرار.ومن بين الحلول لإخراج القطاع من أزمته، يقول بلعجوزة إنه يتمثل ولو جزئيا بفتح الأجواء وتسهيل حركة الطيران، بما سيزيد من توافد السياح.
وكان من المنتظر أن توقع تونس مع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية الأجواء المفتوحة هذا العام، لكنها قررت تأجيل ذلك، حماية لشركة الخطوط التونسية من الشركات الأوروبية المنافسة.
المصدر : الجزيرة