Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

معرض فنون النوبة يبرز معالم البيئة والتراث النوبى

 

 

القاهرة "المسلة" د. عبد الرحيم ريحان…. افتتح د. سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة معرض فنون النوبة المقام بساحة الأوبرا وذلك ضمن فعاليات المؤتمر التى بدأت يوم الأحد 25 مارس وتستمر حتى 27بنفس الشهروقد أشار لضرورة الاهتمام بالنوبة وسيناء بعد ثورة يناير المجيدة لتعويض المعاناة والظلم لأهلهما طوال العهد البائد الذى اعتبرهما من الجماعات المهمشة رغم ما تمثلانه من عمق تاريخى وعمق جغرافى لمصر و فى الجلسة الافتتاحية أشار المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى المنظمة للمؤتمر لمجهودات المجلس الأعلى للثقافة فى دعم ورعاية المؤتمر وطباعة منشوراته وكتيباته ودور صندوق النوبة ودعم وزير الثقافة السابق د. عماد أبو غازى للجمعية وتحدث د. أسامة عبد الحى صديق د. عماد أبو غازى فى المعتقل أيام المخلوع وخلقه الكريم فى المعتقل وحرصه على خدمة زملائه وكيف تضامنوا جميعاً مع المعتقلين السياسيين من الجماعات الإسلامية ومنهم النائب حلمى الجزار وغيره للوقوف فى وجه الطغيان وتم تكريم د. عماد أبو غازى بعد سرد قصة حياته وقد أوضح د. عماد أبو غازى أن هذا التكريم يمثل له قيمة كبيرة لعدة أسباب منها أنه من جمعية أهلية لها دورها الريادى فى إعلاء قيمة التراث المصرى وأنه يرتبط بمؤتمر عن النوبة الذى ضحى أهلها من أجل سعادة كل المصريين ولم ينالوا ما يستحقونه من تكريم وأشار أنه لم يقم بعمل بطولى كونه قدم استقالته من الوزارة كما أشار البعض فقد سبقه شرفاء كثيرون قدموا استقالتهم من أجل هذا الوطن ومنهم شريف باشا وسعد زغلول ورشدى باشا ومحمود فهمى النقراشى وثلاثة من الوزراء فى عهد الرئيس السادات احتجاجاً على معاهدة كامب دافيد وكانت محاضرة اليوم الأول عن عمارة كنائس النوبة قدم فيها الباحث مهندس سامح عدلى أربع طرز معمارية لكنائس النوبة والتأثيرات المصرية القديمة والقبطية والبيزنطية على عمارتها وأشار إلى أن النوبة ثلاث ممالك ممتدة من جنوب أسوان حتى السودان وتعتبر مملكة الشمال وعاصمتها فرس هى النوبة المصرية .

فنون النوبة

يشير د. أحمد القاضى الباحث فى الشئون الأفريقية إلى أن النوبة لها فنون وأنشطة حرفية خاصة مستمدة من التراث القديم وترتبط بالبيئة النوبية بما تحويه من ثروات طبيعية وموارد أثرت فى عمارة البيت النوبى المستخدم فيه خشب النخيل وأقبية من طمى النيل وفى المنتجات النوبية التراثية المصنوعة من الخوص وسعف النخيل والفخار وأن النوبة تنقسم لثلاث جماعات ثقافية الكنوز فى الشمال وعرب النوبة فى الوسط والقديجة (النوبين) فى الجنوب.

ويوضح عبد الرحمن عوض باحث بتاريخ النوبة أن الفنون النوبية نشأت لضروريات الحياة والمعيشة اليومية فكانت هناك منتجات خاصة بحفظ ونقل الطعام من سعف النخيل وأغطية للطعام وحصير من الخوص للفرش المنزلى والصلاة وأدوات زينة وحلى للمرأة وأن هناك اختلاف فى الأنشطة الحرفية بالنوبة لتنوع البيئة مثل انتشار تغطية المنازل بالقبو من الطين فى الشمال لندرة النخيل واستخدام السقف من جريد النخيل فى الجنوب لتوفرها وقد استغل الفنان النوبى كل مفردات الطبيعة حوله لصنع منتجاته ومنها الخوص االذى يدخل فى صناعة القفف والحصير والمصليات الحصير وكان للخوص دور رئيسى فى النوبة حتى مطلع القرن العشرين كما يصنع من الخوص ما يطلق عليه "المرجانة" ضمن جهاز العروس وهى إناء مخروطى الشكل وله غطاء من الخوص تضع فيه العروس البخور المصنوع من أخشاب معينة يتم طحنها وتخلط مع العطور مثل خشب الكوليه والمحلب كما كانت تصنع أحذية من الخوص قبل النصف الأول من القرن العشرين.

الحلى النوبية

 

وعن الحلى النوبية يقول عبد الرحمن عوض أن المرأة النوبية صنعت أدواتها المنزلية وإكسسوارات زينتها من الخرز والترتر والنايلون والأصواف حيث لم تكن هناك أسواق لبيع المنتجات المختلفة وكان على كل قرية نوبية أن تكتفى ذاتياً فصنعت الأنامل النوبية الرقيقة الطواقى والملابس والحلى منها حلى للرأس تسمى الرصة وحلى للأذن (القمربوبة) وهو القرط الكبير وحلى للعنق (الجكّد) وحلى للصدر (البييّة) وحلى للقدم (الخلخال) ويتميز الخلخال النوبى عن الصعيدى بنقوش وزخارف نوبية وهناك الغوايش الذهبية ويرسمن فتيات النوبة الرسومات الجميلة على جدران المنازل ويصنعن لعب الأطفال مثل العروس التى تصنع من البوص الذى يشكل على هيئة مانيكان وترتدى أكسية معينة ومنها جاء المثل الشعبى "لبس البوصة تبقى عروسة" كما يصنعن الألبومات من ورق كارتون ونايلون لوضع الصور التذكارية .

منتجات منزلية

يحوى معرض فنون النوبة منتجات منزلية ومنها الهواية اليدوية المصنوعة من ألياف الجريد المخاط بالنايلون أو الخيوط الملونة وآنية طعام من الفخار لامعة من الداخل ويطلق عليه (كيسب) وكانت الحضارة فى كرما مشهورة بالفخار الحمر اللامع كما اشتهرت الحضارة الكوشية بالمنتجات النوبية الرائعة التى تصدر للخارج ومن المنتجات النوبية فرن الخبز البلدى الذى يطلق عليه (ديو) مصنوع من النحاس السميك ويخبز به الرقاق والإبريق النحاسى للوضوء وغسل اليدين فى الولائم وفى المنزل لكبار السن وقبل استخدام النحاس كان يصنع من جلد الماعز مثل القرب الذى كان يستخدمها السقاة قديماً فى رحلات الحج إلى مكة المكرمة كما صنعت الأنامل السمراء الحبال من ليف النخيل التى تقيد بها الماشية وتدخل فى صناعة السواقى لربط القواديس.

 


مشاكل التسويق


يشير آهل النوبة إلى مشاكل فى تسويق منتجاتهم رغم تميزها وشهرتها عالمياً وذلك لعدم وجود رعاة حقيقيين للمنتج ويتم تسويقه تجارياً فقط مما يؤدى لغياب الطابع والروح النوبية فى المنتج لسرعة تسويقه من أجل الربح السريع وطبقاً لرغبات المسوق الحريص على الكم بصرف النظر عن الكيف ويطالبون بالتعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والجمعيات النوبية وكليات الفنون لعمل منتج نوبى أصيل وفق منهج علمى مدروس لتسويقه عالمياً وأن نقتدى بالسودان حيث تقوم الحكومة بنفسها كراعية للمنتج بتسويق منتجات الشرق والشمال ودارفور وغيرها وتحصل على ملايين الدولارات سنوياً بنجاحها فى تسويق المنتج عالمياً كما يطالبون بأن تكون القرى النوبية مزاراً سياحياً يوضعها على خريطة السياحة بمصر وفى الكتيبات السياحية بالخارج وأن توضع قرى النوبة ضمن برامج الشركات السياحية بمصر وتوجد بالنوبة حالياً 40 قرية نوبية شمال كوم أمبو وشمال أسوان جاهزة بمنازلها النوبية الجميلة ومنتجاتها لاستقبال العرب والأجانب .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله