مسقط "المسلة" …. استطاعت التجربة العمانية في التنمية والتطوير والترويج السياحي لفت أنظار العالم واستحقت أن تصبح نموذجاً يحتذى للكثير من الدول خاصة بعد أن حققت الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة السياحية والمشاركات الدولية المميزة حيث توج ذلك باختيار مسقط عاصمة للسياحة العربية 2012 .
حيث زار وفد سياحي من دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة السياحة للوقوف على بعض تفاصيل التجربة ومحاولة الاستفادة منها في إمارة عجمان، حيث أسست قبل أسابيع دائرة معنية بالسياحة وشرعت في الاهتمام بالمجال السياحي كأحد مصادر الدخل في الإمارة .
وقد أنهى وفد إمارة عجمان زيارته إلى السلطنة بعد أن قام بزيارة إلى وزارة السياحة عقد خلالها عدداً من الاجتماعات للاطلاع والاستفادة من التجربة العمانية في مجال الترويج والتنمية السياحية وكذلك في الجوانب الاستثمارية والإدارية والتنظيمية .
واطلع الوفد الإماراتي في زيارته لوزارة السياحة على الهيكل التنظيمي والإداري والقطاع التنموي والترويجي بالوزارة وعقد اجتماعات مطولة مع مسؤولي كل قطاع، واستعرض خلال الزيارة نظام الإحصاءات وكيفية عمل دائرة المعلومات الجغرافية، وتخطيط المشاريع وأهمية الاستثمار الأجنبي بالسلطنة وكيف تمت تهيئة المناخ المناسب لذلك، وأهم المعايير والمزايا في مجال الاستثمار السياحي بالسلطنة ، ونقل التجربة العمانية في تنمية المشاريع السياحية وفي الترويج السياحي، سواء على المستوى الدولي أو المحلي ومشاركات السلطنة في المحافل الدولية المختلفة والاستراتيجية التسويقية التي تبنتها الوزارة ، وكيف تتبع الوزارة نظام التوجيه والإرشاد من خلال اللوحات الإرشادية والحملات الترويجية في المهرجانات وتلك التي تتم بالشراكة مع القطاع الخاص، وكذلك تجربة السلطنة في تطوير العيون والكهوف والقرى القديمة والأودية والقلاع والحصون، كما اطلع الوفد الإماراتي على تفاصيل عدد من التجارب والمشاريع السياحية التي انتهى العمل بها أو التي ما زالت قيد التنفيذ، واطلع أيضاً على تجربة منتجع مصيرة السياحي وكيف بدأ العمل به والخدمات التي يقدمها للسائحين.
وقد استعرض سالم بن عدي المعمري مدير عام التنمية السياحية بوزارة السياحة أمام الوفد الإماراتي عدداً من المشاريع السياحية والخدمية وعلى رأسها تطوير القلاع والحصون، والآلية المتبعة في عمليات التطوير، كما استعرض مشروع منتجع مصيرة السياحي مشيرا إلى انتهاء حوالي 60 إلى 70 في المائة من الأعمال والتي شملت الرصف والخدمات والعبّارات بالإضافة إلى أن هناك دراسة تجري حالياً لإقامة جسر من مرفأ شنة إلى جزيرة مصيرة ، وفي المقابل أكد أعضاء الوفد الإماراتي إعجابهم الشديد بجزيرة مصيرة وأنهم سمعوا وقرؤوا عنها الكثير وهي تعد مزارا سياحيا عالميا بكل المقاييس .
كما استعرض مسؤولو التنمية السياحية مشروع تطوير عين الكسفة بولاية الرستاق، وأكد مدير عام التنمية السياحية خلال استعراضه لتفاصيل المشاريع السياحية المقامة أن الوزارة تقوم بإجراء دراسة اجتماعية حول المشاريع المقامة واستعراض الخبرات الأخرى، وفي أي مشروع معين يتم إشراك الأهالي في المنطقة بحيث يكونون جزءا من التنمية والتطوير.
نموذج يحتذى به
وفي هذا الصدد أكد أحمد راشد عبيد من دائرة التنمية السياحية بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوفد الإماراتي أن التجربة العمانية في التنمية السياحية جديرة بالاهتمام، وتعد نموذجاً يحتذى بكافة أبعاده سواء على المستوى الاستراتيجي أو الاستثماري أو الترويجي أو الإداري والتنظيمي ، وإدراكاً منا لهذه الحقيقة وأن السلطنة تعد من الدول المتقدمة في المجال السياحي فقد ارتأينا أن نبدأ بالاطلاع على التجربة العمانية والاستفادة منها كنموذج يحتذى بالمنطقة، خاصة وأن هناك تشابها بيئيا بيننا وبين السلطنة .
ويشير رئيس الوفد الإماراتي إلى أن التجربة السياحية في إمارة عجمان وليدة ومازالت في طورها الأول ، ولهذا ارتأينا أن نبدأ بالاستفادة من الخبرات العمانية في هذا المجال، سواء على المستوى الاستراتيجي والتخطيط ، أو على مستوى التنمية والاستثمار السياحي، ومستوى الترويج السياحي المحلي والدولي ، والخبرة الإدارية والتنظيمية لوزارة السياحة، ومن هنا كانت زيارة وفد إمارة عجمان الأولى إلى السلطنة وذلك بعد أسابيع قليلة من إنشاء دائرة التنمية السياحية بالإمارة ، وقد تزامنت تلك الزيارة المهمة مع فعاليات مسقط عاصمة السياحة العربية فكان مناسباً أن نطلع على وسائل الترويج السياحي التي اتبعتها السلطنة في هذه الفعاليات ، ولا ننسى أن اختيار مسقط عاصمة السياحة العربية جاء بعد انطباق عدد من المزايا والشروط عليها، منها ما يتعلق بالمناخ أو البنية الأساسية والخدمات السياحية ومستويات الفنادق والمنتجعات، والمزارات السياحية وشبكات الطرق .
ويضيف : أهم جوانب الاستفادة منه في اطلاعنا على التجربة السياحية العمانية هو التوجه العماني منذ بداية التنمية السياحية نحو المزج بين البيئة والمجتمع في التنمية، حيث تقوم الوزارة بتطوير مشاريعها بمشاركة المجتمع المحلي، وقد لاحظنا أن التوجه يركز على الاستدامة البيئية والسياحية وكيف تم مزج الأنماط الاجتماعية مع البيئة السياحية والاقتصادية موضحا أن هناك إشراكا للمجتمع في التنمية وتحملا للمسؤولية الاجتماعية بالإضافة إلى مشاريع نوعية عديدة يتم من خلالها الاستفادة من الثروات العمانية التي تتمثل في المناطق الطبيعية والتنوع الجغرافي بتسخير كل ذلك من أجل السياحة.
وأكد أن السلطنة اعتمدت على كافة المفردات الجغرافية والمناخية من أجل إحداث تنمية سياحية حقيقية ، ولم تحاول أن تصنع سياحة مختلقة.
وأشار قائلا: إن لقاءنا مع المسؤولين بوزارة السياحة العمانية والذي استمر لعدة أيام سيأتي بالفوائد المرجوة، حيث اجتمع الوفد مع عدد من مسؤولي القطاعات السياحية المختلفة بالوزارة وتم التعرف على الآليات التي تتبعها الوزارة من الناحية الإدارية والتنموية والترويجية بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية للوزارة خلال الفترة القادمة ونطمح عندما نعود ونؤسس دائرتنا أن نستفيد من التجربة العمانية ونصنع تجربتنا الخاصة
المصدر: عُمان