الرياض "المسلة "…. ليست سوى تسعة أيام لا أكثر، مدة إجازة لم يعد السفر فيها قراراً يتخذ في لحظات، لن تستطيع التوجه إلى المطار واتخاذ قرار بالركوب في طائرة متجهة إلى مكان ما، الأمر يحتاج منذ سنة خلت تقريباً إلى تخطيط وتمحيص، وإلقاء نظرة على «أماكن جديدة» في ظل تبعثر الخريطة السياحية في المنطقة.
مصر الوجهة الأولى للسعوديين تعيش مخاضات ولادة «قيصرية» للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسط محاولات إعادة تكوين للدولة، والبحث وصولاً لـ «مصر جديدة»، لا «مصر الجديدة» ذلك الحي الذي اعتادوا على المرور فيه بجانب «قصر البارون»، أو التنزه بين جنباته.
.JPG)
وإذا كان الوضع مربكاً في الداخل المصري، فإن الأمر «هادئ» نسبياً إذا ما قورن بما يحصل في سورية التي لن يتمكن السعوديون من زيارت دمشقها أو الصعود إلى الزبداني أو الاستمتاع بشاطئ اللاذقية أو سواها كما اعتادوا، حتى إشعار آخر، وسط الأوضاع المأسوية التي تعيشها… ولن يستطيعوا الدخول إلى «حمام شامي» وسط حمامات الدماء التي تملأ أرجاءها.
ومن باب «ابعد عن الشر وغني له»، يبدو السعوديون مبتعدين عن لبنان، تلك الجارة الصغرى لسورية، خوفاً من توتر واقع، او الاكتواء بنار رابضة تحت الرماد، فضلاً عن تأخر خروج الشتاء من البلد الذي كان وجهة «فضلى» للسياح السعوديين.
وفضل سعوديون الداخل، كحل آمن، وسط ارتفاع في أسعار المرافق السياحية والسكنية، يواكب زيادة في الطلب، فرضها اختلاط الوجهات السياحية بـ «مستنقعات» السياسة.
المصدر: دار الحياة
