الجزائر "المسلة" …. ركز المشاركون في اليوم الثاني للدورة ال20 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي المنعقدة بالجزائر أن الحماية القانونية وتثمين وترقية التراث الأثري شرط أساسي في تفعيل السياحة الثقافية.
وقال مدير التراث بوزارة الثقافة مراد بطروني أن الحماية القانونية عمل تنظيمي يخص مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة بينما يتعلق التثمين بقيم الأصالة وسلامة الممتلكات الثقافية وهذا على أساس احترام المقاييس العلمية والتقنية للحفظ والترميم وهو كذلك على عاتق الدولة (وزارة الثقافة).
وأوضح المتحدث أن الترقية "عملية دائمة مؤسسة على سيناريوهات السياحة الثقافية" وهي على عاتق وزارة السياحة مشيرا أن الترقية لا تمس مباشرة الممتلك الثقافي وإنما "تتجسد في النشاطات والخدمات التي تنشأ حول الممتلك الثقافي بحيث تضفي قيمة مضافة". وعاد بطروني إلى المنظومة القانونية الجزائرية حيث أوضح أن القانون 98/04 المؤرخ في 15 جوان 1998 المتعلق بحماية التراث الثقافي "أعطى للمرة الأولى تعريفا جديدا للتراث الثقافي الذي أصبح يرتبط بالواقع الإقليمي والتاريخي للجزائر" فقد جعله رهانا للهوية والإقليم.
وذكر المتحدث بأن القانون السابق 67/281 المتعلق بالحفريات مثل "استمرارية لروح القوانين الفرنسية التي كانت سائدة إبان الإستعمار" والتي رأت أن التراث الجزائري "موجود في الشمال فقط وهو روماني في حين أن الجنوب لا تراث له". وأشار إلى أن المخطط التوجيهي الحالي للمناطق الأثرية والتاريخية الممتد إلى أفاق عام 2030 يرمي ل"حماية وتثمين التراث الثقافي الوطني" وهو يستهدف أساسا بعض أصناف التراث الثقافي كالبنايات الترابية ومواقع ماقبل التاريخ والمدن القديمة والقصور والقرى التقليدية.
ومن جهته اعتبر المهندس المعماري وخبير التطوير الحضري في مصر أحمد صدقي أن السياحة تتأثر بقوة عند أي أزمة قائلا أن "السياحة الثقافية ضمن السياحة ككل لا تحل إلا ثالثا من حيث الأهمية الإقتصادية وهذا بعد سياحة الشواطئ والترفيه وسياحة المواقع الطبيعية. وأوضح المتحدث أن البلدان العربية "تعظم المدخول المالي في حين تهمل تعظيم المستوى المعرفي والأصح أنه يجب الموازاة بينهما" داعيا إلى استثمار كل المعالم الأثرية مهما كان انتماؤها للمراحل التاريخية المختلفة.
وواصل أن السلطات العمومية في الدول العربية على مختلف مستوياتها هي المسؤولة عن الحفاظ على هذه المعالم الأثرية. وتتواصل أشغال الدورة ال20 لمؤتمرالآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الالسكو) التي افتتحات يوم الثلاثاء إلى غاية 15 مارس.
المصدر: واج