دمشق " المسلة " … رسم مسارات للسياحة الدينية الإسلامية والمسيحية لإبراز غنى وتنوع المواقع التي لها أهميتها الروحية والتاريخية التي تخص كل الأديان السماوية جهود تبذلها وزارة السياحة حاليا للتعريف بكنوز سوريا وحضاراتها المتعاقبة منذ آلاف السنين.
وتشتهر سوريا بتعدد مناطقها الدينية من مساجد وكنائس ومزارات ومراقد الأنبياء والقديسين حيث تعتبر هذه المناطق مراكز سياحية مهمة يقصدها السياح للحج وأداء الشعائر الدينية أو حتى لمجرد زيارة تلك الأمكنة ذات التاريخ الديني العريق.
وانطلاقا من أهمية توثيق كل المواقع والأماكن الدينية وتأمين الخدمات اللازمة لها ووضع برامج ومسارات لزيارتها بناء على خطة ترويجية تسويقية لإبراز أهمية سوريا في تاريخ الأديان من جهة وتحقيق العائد الاقتصادي الذي يساهم في رفد ودعم الاقتصاد السوري. من جهة أخرى تبلورت فكرة انشاء مديرية مختصة في السياحة الدينية من قبل وزارة السياحة السورية.
وحول استراتيجية المديرية يقول مدير السياحة الدينية في وزارة السياحة فيصل نجاتي إن الهدف من انشاء المديرية رسم مسارات للسياحة الدينية الاسلامية والمسيحية لتعريف العالم بالقيمة التاريحية والدينية لتلك الأمكنة لافتا إلى أنه تم الأخذ بعين الاعتبار عند رسم تلك المسارات الأولوية بين تلك المواقع والتي تحددها متطلبات السائح وأهمية الموقع المطلوب زيارته ودرجة الإقناع اضافة إلى امكانية وضع البرامج وجاهزية الموقع من ناحية سهولة الوصول إليه والخدمات المتوفرة من طرق معبدة ومطاعم وفنادق.
ويشير نجاتي إلى أن تحديد الدول المصدرة للمنتج السياحي للأمكنة والمقامات والأضرحة يلعب دوراً أساسياً في رسم المسار للسائح فالدول العربية تحدد أمكنة مختلفة عن الدول الغربية بحيث كل دولة تحدد صبغة مختلفة عن الأخرى.
ويرى نجاتي أن انشاء مديرية مختصة في السياحة الدينية فقط سيجعل الجهود مركزة بشكل أكبر على الاهتمام بالمواقع الدينية والعمل على تطويرها وتأهيلها لتصبح جاهزة لاستقبال السياح. وفيما يتعلق بالسياسات العامة المعدة للتنفيذ يضيف نجاتي أن وضع قاعدة بيانات لكافة المواقع والأماكن الدينية وتحديد الأماكن القابلة للزيارة وتأمين الخدمات اللازمة لمواقع
الزيارة ورسم مسارات وبرامج الزيارة بالإضافة إلى تحديد الأسواق المصدرة للسياحة الدينية وتنفيذ خطة ترويجية تكفل تحقيق الغاية المرجوة للمديرية في الوقت الحالي. وأوضح نجاتي أن المديرية ستقوم بوضع قاعدة بيانات لكل المواقع والأماكن الدينية من خلال القيام بتجميع كل المعلومات عن الأماكن والمواقع الدينية الإسلامية والمسيحية في سوريا.
كما ستقوم المديرية بتوثيق كل المعلومات المتعلقة بهذه المواقع وتوثيق الروايات والقصص المرتبطة بهذه الأمكنة والبحث بكل المراجع التاريخية والدينية والمؤسسات المعنية عن المعلومات المرتبطة بهذه المواقع والقيام بجولات ميدانية لها للحصول على جميع المعلومات اللازمة ووضع دراسة إحصائية عن أعداد الزوار للمواقع الدينية.
ومن تلك الإجراءات أيضاً فرز الأماكن والمواقع الدينية حسب الأهمية والأولوية للزيارة ووضع دراسة عن أماكن ومواقع جديدة يمكن اضافتها الى برامج الزيارة. وفيما يتعلق بتحديد وتأمين الخدمات اللازمة لزيارة المواقع ويشير نجاتي إلى أنه سيتم القيام بجولات ميدانية للمواقع وتحديد الخدمات المتوفرة حسب الواقع الراهن ووضع دراسة متكاملة عن الموقع والمحيط البيئي والسكني والخدمي لها وتحديد الخدمات المطلوبة لكل موقع حسب خصوصيته.
وستقوم المديرية بتحديد واقع المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم مستخدمة من قبل الزوار لتطوير خدماتها وتأهيل أدلاء سياحيين متخصصين في السياحة الدينية فقط ووضع دراسة تنفيذية للخدمات اللازمة وتحديد الجهة المعنية بالتنفيذ لتخصيص الميزانية اللازمة اضافة إلى وضع برامج زمنية للتنفيذ والزام الجهات المعنية بالتقيد بها ومتابعة الواقع الراهن للموقع بشكل مستمر.
ويضيف نجاتي أن وضع برامج للزيارة أمر في غاية الأهمية كونه يحدد مواقع الزيارة على ارض الواقع والطرق الموصلة لها بشكل تفصيلي لتحديد كل متطلبات تنفيذ الزيارة على المسار وتنفيذ المتطلبات والخدمات المتعلقة به.
وفيما يخص الأسواق المصدرة للسياحة الدينية يقول نجاتي إنه سيتم خلال استراتيجية المديرية تحديد الدول الرئيسية المصدرة للسياحة الدينية وتحديد الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية المعنية بهذه الدول اضافة إلى التواصل والتنسيق مع تلك الجهات بغية الوصول الى الهدف المراد تحقيقه.
ويضيف نجاتي.. أنه سيتم تنفيذ خطة ترويجية تكفل تحقيق الغاية المرجوة من خلال تحديد أشكال المواد الترويجية اللازمة حسب الموقع والمسار سواء كان منشورا أو لوحات اعلانية أو افلاما أو غيرها وتأمين النصوص والصور اللازمة.
كما سيتم تحديد اللغات الواجب تنفيذ المواد الترويجية لها وتحديد اقنية التوزيع وتزويد كل الجهات المعنية بهذه المواد داخل وخارج سوريا واقامة نشاطات وفعاليات ترويجية كالمعارض والمهرجانات في داخل البلاد وخارجها ايضا وتحديد المناسبات الدينية وتنفيذ أنشطة متوافقة معها واقامة ورشات عمل ولقاءات والمشاركة في معارض وندوات داخل وخارج سوريا اضافة إلى استضافة شخصيات ووفود دينية متنوعة عالمية.
ويشير نجاتي إلى أنه من الأولويات أيضاً تحديد الجهات المعنية التي سيتم التنسيق معها لانجاح هذه الاستراتيجية وتنفيذ بنودها سواء كانت داخل وزارة السياحة والوزارات الأخرى والمؤسسات الخاصة كالبطركيات ولجان المقامات والجمعيات الأهلية واتحاد غرف السياحة والسفارات داخل وخارج سوريا.
وحول المشاركة في المعارض الخارجية كالمعرض الذي شاركت فيه الوزارة في ايران مؤخرًا يوضح نجاتي اهمية المشاركة والتسويق في تلك المعارض وخاصة أثناء الأزمة التي تمر بها سوريا مشيراً إلى أن الوزارة ستشارك قريبا في معرضين آخرين في الهند وروسيا بهدف خلق أسواق جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار سياسة ضغط النفقات لتمهيد الطريق للمرحلة القادمة عند عودة الاستقرار.
وفي السياق ذاته يؤكد نجاتي أهمية اشراك القطاع الخاص في تنفيذ خطط المديرية والاشتراك في المعارض الخارجية باعتباره شريكاً رئيسياً لافتاً إلى أن بناء أي قرار يجب ان يكون بالتشاور بين مختلف القطاعات مع الاخذ بعين الاعتبار كل المتطلبات والأولويات التي تخدم العمل.
الجدير بالذكر انه من أبرز الاماكن الدينية في دمشق الجامع الاموي الكبير وفيه مقام يوحنا المعمدان وجامع الشيخ محي الدين بن عربي وكنيسة حنانيا والكنيسة المريمية والسيدة رقية اما في ريف دمشق فيوجد مقام السيدة زينب ودير صيدنايا ومعلولا ودير مار موسى الحبشي في النبك وجامع خالد بن الوليد في حمص وكنيسة القديس سمعان العمودي وضريح الصحابي أويس القرني وغيرها.
المصدر : سانا