دمشق " المسلة " … قال الباحث حسن الصواف إن بصمات التاريخ ما زالت ماثلة على أسوار دمشق وجدران قصورها ومعابدها تشهد على عظمة وخلود دورها في حمل مشعل الحضارة الإنسانية عبر العصور والمسجد الأموي هو شعلة من هذا المشعل المتقد دوما.
وبين الصواف في محاضرة له بعنوان /دمشق والأموي عبر الحضارات/ ألقاها في مقر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن دمشق موطن لأقدم الحضارات الإنسانية والجامع الأموي هو قلب دمشق القديمة والبقعة المقدسة التي كرست للعبادة منذ آلاف السنيين وفيها حدث التفاعل بين العديد من ديانات الشرق العربي وتطورت ثقافة شعوبه وتمازجت أفكارهم وفنونهم.
وأضاف الباحث إن دمشق هي محصلة لمجموع الوقائع التاريخية والحضارية وأعظم ما فيها أنها متجددة دوما فهي بقدر ما تفخر بعراقتها وبصمات العصور المتعاقبة عليها تفخر بمسجدها الجامع الأموي المتميز عن مساجد العالم كله. وقال الصواف بنى المسجد الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي تولى الخلافة الأموية بين عامي 702/712م ليصبح من أشهر مساجد العالم الإسلامي.
والجامع الأموي برأي الصواف آية من آيات الفن العربي والبيزنطي بما امتازت به أعمدته المزدوجة وتزينات الفسيفساء على جدرانه والرخام المشقف في مختلف أرجائه ومصابيحه التي كانت معلقة بسلاسل ذهبية لافتا إلى أنه من أقدم الأوابد الإسلامية وهو الأساس الذي أخذت عنه المساجد فيما بعد شكلها وترتيبها.
وأشار الباحث إلى أن الجامع الأموي احتل مكانة علمية ودينية كبيرة في تاريخ العمارة والفن الإسلامي لضخامة بنائه وغناه المعماري والتزييني إضافة لكونه أول نجاح معماري في الإسلام على حد رأي احد علماء التاريخ.
وبين الباحث دور الجامع الأموي في حياة دمشق الاجتماعية والعلمية والدينية والسياسية كمركز للإشعاع الثقافي والعلمي مشيرا إلى أنه شهد أولى حلقات التدريس في تاريخ دمشق للصغار والكبار لمختلف العلوم.
وأوضح الصواف أن بئر الجامع الأموي يعتبر بتجهيزاته إحدى النفائس المعمارية الفريدة من نوعها الذي أحدث في حرم جامعة الصحابة مبيناً أن الجامع الأموي أحدث ثورة على البساطة والتقشف وانطلاقة جديدة في مضمار فن العمارة والزخرفة وظل بضعة قرون ولا يزال فتنة للناظرين ويمتاز عن غيره من الجوامع العربية والإسلامية بكسوته التزيينية الرائعة التي جعلته آية من آيات الفن والإبداع والجمال.
ولفت الصواف إلى أن الناس في الجامع الأموي يستطيعون أن يقرؤوا فلسفة الحياة والموت وروعة الحاضر والماضي إذ تعاقبت عليه أجيال كثيرة كان لها هذا الصرح معبداً وكنيسة ومسجدا وجامعاً.
المصدر : سانا